من هو عبدالمنعم المريمي؟ ناشط ليبي أثار جدلاً بوفاته الغامضة بعد الاحتجاز

عبدالمنعم المريمي

تصدر اسم الناشط الليبي المعارض عبد المنعم المريمي العناوين مؤخراً، ليس بسبب نشاطه السياسي فحسب، بل لوفاته الغامضة والمفاجئة في 4 يوليو/تموز 2025، بعد أيام من اختطافه واحتجازه من قبل السلطات في طرابلس. هذه الوفاة أثارت موجة من الاستنكار والتساؤلات حول ملابساتها، داعية إلى تحقيقات مستقلة.

يهدف هذا المقال إلى الإجابة على سؤال “من هو عبدالمنعم المريمي؟”، من خلال تسليط الضوء على نشاطه السياسي البارز كمعارض لحكومة الدبيبة، علاقته بقضية لوكربي الشهيرة، تفاصيل اختطافه ووفاته، بالإضافة إلى ردود الفعل المحلية والدولية التي طالبت بالعدالة والشفافية.

عبدالمنعم المريمي: ناشط سياسي في صدارة الاحتجاجات الليبية

عرف عبدالمنعم المريمي كشخصية محورية في المشهد السياسي الليبي، خاصة خلال الأسابيع التي سبقت وفاته، حيث كان من أبرز قادة الاحتجاجات المناهضة لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة في طرابلس.

ملامح من نشاطه السياسي:

  • كان من أبرز الشخصيات التي قادت التظاهرات الأخيرة ضد حكومة عبد الحميد الدبيبة.
  • ظهر في تسجيل مصور بتاريخ 23 يونيو 2025، معتبراً أن الوضع في ليبيا يشكل “وجعاً” له، ومؤكداً رغبته في “تخليص بلادنا من هذه العصابة”.
  • دوره في الحراك السلمي جعله هدفاً للسلطات، مما أدى إلى اختطافه واحتجازه.

كانت رسائل المريمي الموجهة إلى الشارع الليبي تعكس حالة من اليأس من الوضع الراهن، وتطلعات للتغيير، مما أكسبه قاعدة من المؤيدين، وفي الوقت نفسه، جعله في مرمى النقد والاحتجاز من قبل الجهات الرسمية.

العلاقة بقضية لوكربي: بعد آخر في حياة المريمي

إلى جانب نشاطه السياسي المباشر، عُرف عبدالمنعم المريمي أيضاً بحديثه عن قضية عمه “أبو عجيلة مسعود المريمي”، المحتجز في أميركا والمتهم في قضية “لوكربي” الشهيرة.

عبدالمنعم المريمي وقضية لوكربي:

  • كان يتحدث عن قضية عمه أبو عجيلة مسعود المريمي.
  • أبو عجيلة مسعود متهم في قضية “لوكربي”، انفجار طائرة “بان أم” الأميركية فوق مدينة لوكربي الأسكتلندية في 21 ديسمبر 1988، مما أدى لمقتل 259 راكباً و11 شخصاً على الأرض.
  • اتهامات أمريكية وبريطانية لليبيين بالضلوع في القضية.

هذا الارتباط بقضية دولية حساسة أضاف بعداً آخر لشخصية عبدالمنعم المريمي، وربما جعله تحت مجهر الاهتمام لأكثر من سبب.

تفاصيل الوفاة الغامضة: اختطاف، احتجاز، وروايات متضاربة

تُعدّ تفاصيل وفاة عبدالمنعم المريمي هي النقطة الأكثر إثارة للجدل في قضيته. فقد توفي في 4 يوليو 2025، بعد أيام قليلة من اختطافه ووجوده في حوزة جهاز الأمن الداخلي الليبي.

تسلسل الأحداث المؤدية للوفاة:

  • 30 يونيو 2025: اختُطف من قبل مسلحين غرب طرابلس (بصرمان)، يُعتقد أنهم يتبعون لجهاز الأمن الداخلي الليبي.
  • 3 يوليو 2025: أُحيل إلى مكتب النائب العام.
  • 4 يوليو 2025: أُعلن عن وفاته.
  • العثور على بناته: عُثر على بناته داخل السيارة التي كان يستقلها لحظة اختطافه.

رواية النيابة العامة:

أصدر مكتب النائب العام الليبي بياناً أشار فيه إلى أن وفاة المريمي جاءت بعد التحقيق معه، وأثناء انتظار إخطار ذويه، “اتجه إلى الخروج وقفز عبر الفراغ بين الدرج حتى الطابق الأرضي ما نجم عنه إصابات تطلبت إيواءه في المستشفى”. وأكدت النيابة مراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة.

موقف المحامي:

أكد محامي المريمي، محمد الفروجي، صحة رواية النيابة بعد اطلاعه على تسجيلات الكاميرات، لكنه استغرب تصرف موكله، مرجحاً أن يكون السبب هو “ضغوط نفسية شديدة” تعرض لها أثناء توقيفه.

ردود الفعل: مطالبات بتحقيق مستقل وصمت رسمي

أثارت وفاة عبدالمنعم المريمي غضباً واسعاً ومطالبات متزايدة بتحقيق مستقل في ظروفها، خاصة وأنها جاءت بعد احتجازه لدى جهاز أمني.

أبرز ردود الفعل:

  • بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا: أعربت عن “صدمتها وحزنها العميقين” ودعت السلطات إلى فتح تحقيق “شفاف ومستقل” في احتجازه التعسفي، ومزاعم تعرضه “للتعذيب”، وكل الظروف المحيطة بوفاته.
  • المنظمات الحقوقية: نددت بـ”التهديدات والمضايقات والاعتقالات التعسفية” التي تستهدف الناشطين السياسيين الليبيين.
  • الحكومة الليبية: لم تصدر السلطات الرسمية أي تعليق مباشر على وفاة المريمي.

هذه الدعوات المتكررة تؤكد على ضرورة كشف الحقيقة الكاملة وراء وفاة المريمي، وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في سياق يطالب فيه المجتمع الدولي باحترام حقوق الإنسان وحرية التعبير في ليبيا.

خلاصة:
تظل قضية عبدالمنعم المريمي، الناشط الليبي الذي اختُطف وتوفي في ظروف غامضة بعد الاحتجاز، تمثل نقطة سوداء في سجل حقوق الإنسان في ليبيا. بين الرواية الرسمية وما يثار من شكوك، تبقى الحاجة ملحة لتحقيق نزيه وشفاف يضمن العدالة للمريمي ولعائلته، ويعزز مبادئ المساءلة والشفافية في المشهد السياسي والأمني الليبي.

راما

صحفية متمرسة تتمتع بمهارات كتابة قوية وذوق أدبي رفيع، لديها القدرة على صياغة الأخبار والتقارير والمقالات بطريقة شيقة وجذابة، تجيد إجراء المقابلات واستخلاص المعلومات من مختلف المصادر، يمتلك مهارات بحثية ممتازة، وقادرة على ابتكار أفكار جديدة للمحتوى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع موجز الأنباء

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع موجز الأنباء.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !