خطاب سعاد حسني لعبدالحليم حافظ.. جدل الرسالة واتهامات الخيانة الأدبية
أثار الخطاب الذي تم الكشف عنه مؤخرًا، والذي يُقال إنه من الفنانة الراحلة سعاد حسني إلى عبدالحليم حافظ، ضجة واسعة في الأوساط الإعلامية والفنية. إذ أبدى كثير من المتابعين استياءهم من نشر هذا الخطاب الذي ظل طي الكتمان لعقود، ورأوا فيه خرقًا للخصوصية وانتهاكًا لحرمة العلاقة التي جمعت بين اثنين من عمالقة الفن العربي.
مضمون الرسالة المزعومة
الرسالة المنسوبة إلى سعاد حسني حملت كلمات مليئة بالمشاعر والحنين، وكشفت عن لحظة ضعف تمر بها الفنانة الكبيرة، وهي تستعطف عبدالحليم حافظ ليصفح عنها ويعود إليها. وقد اعتبرها كثيرون بمثابة اعتراف نادر بمشاعر خاصة كان يفترض أن تظل بعيدًا عن أعين العلن.
انتقادات واسعة: نشر الخطاب “جريمة أدبية”
الناقد طارق الشناوي هاجم نشر الخطاب واعتبره “جريمة أدبية”، قائلاً: “لو أراد حليم نشر هذا الخطاب لفعل، لكنه لم يفعل احترامًا للخصوصية ورجولته”. وأكد أن سعاد وحليم عاشا قصة حب كبيرة، لكنها لم تنته بالزواج، مشددًا على أن النشر خيانة للأمانة من ورثة عبدالحليم.
محمد عطية: “لو عبدالحليم نفسه نشره كنت سأحتقره”
الفنان محمد عطية انتقد بشدة من قام بنشر الخطاب، واعتبر أن هذه المشاعر الإنسانية التي كتبتها سعاد كانت لحظة انكسار عاطفي لا يصح أن تُكشف للعامة. وقال: “هذه خيانة للأمانة، حتى لو عبدالحليم نفسه كان نشر هذا الخطاب، لاحتقرته، فما بالك أن ينشره ورثته بعد وفاته؟”
دفاع ورثة عبدالحليم: لسنا من بدأنا القضية
نور الشناوي، حفيد عبدالحليم، خرج عن صمته وأكد أن العائلة لم تكن هي من سرب الخطاب، بل وجدت نفسها في موقف الدفاع بعد أن تم نشر الخطاب من طرف آخر. وأضاف أن العائلة واجهت موجة من الشائعات، بما في ذلك ما قيل عن زواج عبدالحليم من سعاد حسني، وهو أمر قال إن العائلة تنفيه بشكل قاطع.
العقد المزور والرد القانوني
قال نور الشناوي إن العقد الذي تداولته بعض الأطراف لإثبات زواج عبدالحليم من سعاد مزور، مدللًا على ذلك بأخطاء قانونية وتاريخية في صيغة العقد، من بينها استخدام اسم “جمهورية مصر العربية” في وقت كان اسم الدولة “الجمهورية العربية المتحدة”.
أسرة سعاد حسني ترد
جنجاه عبدالمنعم، شقيقة سعاد حسني، اعتبرت أن ورثة عبدالحليم يسعون لطمس حقيقة الزواج عبر نفي متكرر لا يستند إلى منطق. ووجهت سؤالًا مباشرًا: “لماذا تحاولون نفي أمر لم يعُد يشغل أحدًا؟ هل هذا هو أسلوب إحياء ذكرى عبدالحليم؟”
موقف الإعلاميين والشارع الفني
الإعلامي رامي رضوان تساءل عن أحقية ورثة عبدالحليم في نشر الخطاب، واعتبر أن نشره دون إذن من الطرفين يمثل خيانة مزدوجة لهما، قائلاً: “الخطاب شديد الخصوصية، وكان حليم قد قرر أن يبقى سرًا، فمَن أعطى الورثة الحق في فضحه؟”
فيما وصفت الناقدة فايزة هنداوي محاولات النفي المتكررة بأنها غير مفهومة، وقالت ساخرة: “هل يخافون من أن تطالب سعاد بالميراث بعد وفاتها؟”
ختاماً:
قضية نشر خطاب سعاد حسني إلى عبدالحليم حافظ فتحت بابًا واسعًا من الأسئلة حول أخلاقيات النشر، وحدود الخصوصية حتى بعد الوفاة. في الوقت الذي يرى فيه البعض أن الخطاب وثيقة تاريخية من قلب العصر الذهبي للفن العربي، يرى آخرون أنه طعنة في ظهر الحياء والاحترام المتبادل، الذي ميّز علاقة عبدالحليم وسعاد في حياتهما.
ويبقى السؤال الأهم: هل تستحق لحظة ضعف عاطفي أن تتحول إلى مادة إعلامية للجدل؟