القمة العربية في بغداد.. لماذا غادر امير قطر القمة العربية في بغداد قبل انتهائها؟
القمة العربية بغداد امير قطر
في مشهد مفاجئ أثار اهتمام المراقبين والمتابعين للقمة العربية الـ34 التي انعقدت في العاصمة العراقية بغداد، غادر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الجلسة الافتتاحية للقمة دون أن يُلقي كلمته الرسمية، وهو ما فتح الباب أمام الكثير من التساؤلات والشائعات. غير أن الجانب العراقي سارع لتوضيح الأسباب الحقيقية وراء هذه المغادرة.
مغادرة أمير قطر وفق جدول زمني منسق
أوضح المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، أن مغادرة أمير قطر تمت بالتنسيق المسبق مع الجانب العراقي، نظرًا لوجود ارتباطات خاصة مسبقة في جدول أعمال سموه. وأضاف أن هذا النوع من المغادرة لا يُعدّ سابقة في مثل هذه القمم، حيث اعتاد عدد من الزعماء على تسليم كلماتهم الرسمية دون إلقائها شخصيًا.
“مغادرة الشيخ تميم تمت حسب خطة وجداول زمنية متفق عليها مسبقًا، ولا وجود لأي انزعاج أو خلل بروتوكولي أدى لهذا التصرف” – المتحدث باسم الحكومة العراقية.
كما أكد أن الوفد القطري ما زال ممثلًا لأمير قطر خلال القمة ويتابع أعمالها، في إشارة إلى أن الغياب لم يؤثر على سير القمة أو التمثيل القطري الرسمي.
تصريحات رسمية عراقية تنفي وجود خلافات
من جانبه، أوضح مستشار رئيس الوزراء العراقي، فادي الشمري، أن مغادرة الشيخ تميم تمت بعد أن أدى الدور المطلوب منه، كما أن حضوره للجلسة الافتتاحية يُعد دعمًا للقمّة، مؤكدًا استمرار الوفد القطري في متابعة باقي مجريات القمة.
خلاصة:
انسحاب أمير قطر من القمة العربية في بغداد جاء نتيجة خلاف بروتوكولي على ترتيب الكلمات، ما يعكس حساسية المواقف الرسمية في مثل هذه الفعاليات. ورغم مغادرته، حرص الأمير على توجيه رسالة إيجابية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا دعمه للتعاون العربي. وتبقى الواقعة مؤشرًا على… pic.twitter.com/XAD2gYLWwH
— ما وراء المعرفة (@M3il9) May 18, 2025
تغريدة الشيخ تميم بعد مغادرته
وفي خطوة تعكس استمرار دعم قطر لأعمال القمة، نشر أمير قطر الشيخ تميم تغريدة على حسابه الرسمي على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، عبّر فيها عن أمله في أن تسهم مخرجات القمة في تعزيز التضامن العربي، مثنيًا على جهود الحكومة العراقية في تنظيم القمة، دون أن يشير مباشرة إلى أسباب انسحابه.
“نأمل أن تثمر نتائج القمة العربية في بغداد بتعزيز التكامل العربي، ونثمن جهود العراق في استضافة هذا الحدث المهم.”
أعمال القمة.. بيان ختامي يعكس توافقًا عربيًا
رغم مغادرة أمير قطر، تواصلت أعمال القمة بنجاح، واختُتمت بإصدار بيان ختامي مهم أكّد على وحدة الموقف العربي تجاه أبرز القضايا الإقليمية والدولية.
أبرز ما ورد في البيان الختامي:
- التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني، والتأكيد على رفض التهجير القسري.
- مطالبة إسرائيل بوقف عدوانها على غزة، وفتح المعابر لإيصال المساعدات الإنسانية.
- رفض الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، والدعوة إلى تحرك دولي جاد لوقف الانتهاكات.
- الترحيب بقرار الولايات المتحدة برفع العقوبات عن سوريا، واعتباره دعمًا للاستقرار الإقليمي.
- دعوة إلى دعم الجهود الإنسانية في السودان ورفض التدخلات التي تُفاقم الوضع هناك.
لماذا أثارت مغادرة أمير قطر الجدل؟
رغم التوضيحات الرسمية، أثارت المغادرة المفاجئة جدلًا على منصات التواصل الاجتماعي، إذ اعتبر البعض أن انسحابه قد يُفهم على أنه عدم رضا عن سير القمة، أو موقف دبلوماسي مبطن، بينما اعتبر آخرون أن التفسيرات الرسمية كافية، خصوصًا أن الوفد القطري واصل تمثيل الدوحة حتى اختتام أعمال القمة.
ومع تكرار مثل هذه السيناريوهات في قمم سابقة، يرى محللون أن مغادرة القادة قد تعود إلى ارتباطات رسمية أو اعتبارات أمنية أو دبلوماسية، ولا تعكس بالضرورة موقفًا سلبيًا تجاه القمة.
خلاصة القول
غادر أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني القمة العربية في بغداد قبل انتهاء أعمالها، لكن المغادرة جاءت وفق جدول زمني متفق عليه مسبقًا، كما أكد الجانب العراقي والقطري. ولم يكن هناك أي خلاف أو خلل بروتوكولي، بل عبّر الأمير عن دعمه للقمة من خلال تغريدة رسمية.
تؤكد هذه الواقعة أهمية التنسيق الدبلوماسي الشفاف في مثل هذه الفعاليات، وتسلط الضوء على دور الإعلام في رصد وتحليل كل تفاصيل الأحداث السياسية الكبرى.
