رحيل الفهد.. من هو الفنان السوري أديب قدورة وسبب وفاته؟ سيرة حافلة وموت بصمت

في مشهد وداعٍ هادئ، فقدت الساحة الفنية السورية والعربية أحد أعمدتها برحيل الفنان القدير أديب قدورة، الذي غادر الحياة يوم 14 مايو 2025 عن عمر يناهز 77 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا وإنسانيًا لا يُنسى. عرفه الجمهور بصوته الجهوري، وحضوره الطاغي، وملامحه القوية التي جعلته يُلقب بـ”أنطوني كوين العرب”.

عبر أكثر من خمسة عقود، قدّم قدورة عشرات الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية التي شكلت علامة فارقة في تاريخ الفن العربي. في هذا المقال، نسلّط الضوء على من هو أديب قدورة؟ وما هي تفاصيل وفاته المؤثرة؟ وما الإرث الذي تركه لعشاق الفن العربي؟

من هو الفنان السوري أديب قدورة؟

قد يكون اسم أديب قدورة اليوم غائبًا عن جيل الشباب، لكنه كان في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي أحد أبرز نجوم سوريا والعالم العربي، بأدواره المتقنة وصوته العميق ومواضيعه الجريئة.

النشأة والبدايات:

  • تاريخ الميلاد: 1 يوليو 1948
  • مكان الولادة: بلدة ترشيحا بفلسطين، لعائلة لاجئة إلى سوريا استقرت في مدينة حلب.

نشأ قدورة في بيئة غنية بالتنوع الثقافي والفني، حيث برزت لديه موهبة الرسم في سن مبكرة، مما جعله يتجه إلى العمل كـ فنان تشكيلي ومهندس ديكور، وعمل مدرسًا للفن التشكيلي في مدارس حلب.

التحول نحو التمثيل:

جاءت نقطة التحول في حياة أديب قدورة حين اكتشفه المخرج السوري نبيل المالح، الذي منحه أولى فرصه السينمائية في فيلم “الفهد” عام 1972، وهو الفيلم الذي يعتبر من كلاسيكيات السينما السورية، ومن خلاله عُرف قدورة على نطاق واسع.

أبرز أعمال أديب قدورة الفنية

شارك الفنان الراحل في مجموعة كبيرة من الأعمال الدرامية والسينمائية والمسرحية التي أكدت قدرته الفائقة على التنوّع والإبداع.

في السينما:

شارك في أكثر من 37 فيلمًا سينمائيًا، منها:

  • الفهد (1972) – دوره الأبرز
  • بقايا صور
  • وجه آخر للحب
  • رحلة عذاب
  • امرأة من نار

في الدراما التلفزيونية:

قدم أكثر من 60 عملًا تلفزيونيًا، من أبرزها:

  • عز الدين القسام
  • الحب والشتاء
  • سفر
  • صقر قريش
  • الطريق إلى كابول

في المسرح:

رغم تألقه في السينما والتلفزيون، لم يغِب قدورة عن الخشبة، وشارك في مسرحيات منها:

  • هبط الملاك في بابل
  • مأساة جيفارا
  • ثلاثية لتشيخوف

الجوائز والتكريمات التي حصل عليها

لم يكن أديب قدورة فنانًا عابرًا، بل كان صاحب حضور دولي مميز. نال عدة جوائز وتكريمات من مؤسسات عربية وعالمية، تقديرًا لعطائه الفني الرفيع.

أبرز الجوائز:

  • خمس جوائز دولية عن أعماله في السينما والمسرح.
  • أفضل ممثل في استفتاء جريدة الثورة السورية عام 1976.
  • أفضل ممثل عربي في استفتاء جريدة الدستور الأردنية عام 1979.
  • ترشيح لأفضل ممثل آسيوي وأفريقي في مهرجان أيام قرطاج السينمائية 1980.

سبب وفاة أديب قدورة

بعد غياب طويل عن الشاشة، عاد اسم أديب قدورة للظهور، هذه المرة ليس عبر عمل جديد، بل عبر خبر وفاته الذي وقع كالصاعقة على جمهور ومحبي الفن السوري.

  • تاريخ الوفاة: 14 مايو 2025
  • العمر عند الوفاة: 77 عامًا
  • السبب: تعرض لوعكة صحية شديدة خلال الأشهر الأخيرة، أُجبر بسببها على التزام المنزل.
  • ردود الفعل: نعت نقابة الفنانين السوريين الفقيد، مشيدة بمسيرته التي شكلت جزءًا من الذاكرة البصرية والوجدانية للفن السوري.

حياته الأسرية.. زوجة غائبة وحضور دائم للأبوة

وراء الكواليس، عاش أديب قدورة حياة مليئة بالتفاصيل الإنسانية، على رأسها رحيل زوجته التي أثرت فيه بعمق، وجعلته يُركّز على تربية أبنائه السبعة.

تفاصيل حياته العائلية:

  • عدد الأبناء: 7
  • حالة الزواج: متزوج سابقًا – توفيت زوجته قبل عدة سنوات.
  • لم تُذكر تفاصيل عن زوجته أو اسمها في المصادر المتاحة، حيث كان قدورة كتومًا فيما يخص حياته الخاصة.

تصريح مؤثر:

في مقابلة تلفزيونية نادرة، تحدث قدورة عن رحيل زوجته قائلًا:
“لقد كان أصعب موقف في حياتي. لم أكن أتخيل أن أبقى يومًا دونها. رحيلها علمني معنى الغياب، وعرفت قيمة من نحب بعد فوات الأوان.”

أديب قدورة.. إرث لا يُنسى

برحيل أديب قدورة، لا يخسر الفن السوري مجرد ممثل، بل يخسر فنانًا شاملاً، استطاع أن يجمع بين القوة في الأداء والعمق في الفكر والالتزام في الموقف، وما الذي يميز إرثه؟

  • التنوع الفني: من السينما إلى التلفزيون إلى المسرح.
  • الرسائل الاجتماعية: تناول قضايا الحرية، الكرامة، الهوية.
  • الأسلوب الإنساني: كانت شخصيته على الشاشة امتدادًا لأخلاقه في الواقع، وفق شهادات زملائه.

ردود الفعل على وفاته

مع إعلان وفاته، عجت المنصات بكلمات النعي والحزن، ومنها:

“وداعًا للفهد.. لأديب الكلمة والصورة.”
“رحل من جعلنا نحب السينما السورية.”
“لن تُنسى نبرتك القوية، ولا نظرتك الثاقبة يا أستاذ.”

كما أعلنت عدة قنوات سورية عن عرض حلقات مختارة من أعماله تكريمًا لمسيرته، فيما دعت نقابة الفنانين إلى وقفة صمت وتكريم رسمي للفنان الراحل.

ختامًا: برحيل أديب قدورة، ينطوي فصل مهم من فصول الفن السوري والعربي، فصلٌ سطّره نجم لم يعرف التنازل، ولم يسعَ للشهرة الرخيصة، بل خاض طريقه بالأداء والصدق والرسالة.

ستبقى أعماله حية في قلوب من أحبوه، وستبقى سيرته عنوانًا للفنان الحقيقي الذي لا يرضى إلا بالكلمة الهادفة والصورة الراقية.

ريهام منتصر

كاتبة متميزة تمتلك حساً إبداعياً فريداً وقدرة على صياغة الأفكار بأسلوب شيق ومبتكر. تتقن ريهام فن السرد القصصي، وتتميز بقدرتها على نقل القارئ إلى عوالم مختلفة من خلال شخصياتها الواقعية وأحداثها المشوقة. تهتم بتسليط الضوء على القضايا الاجتماعية الهامة، وتسعى دائماً إلى إثارة النقاش والتأمل من خلال كتاباتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع موجز الأنباء

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع موجز الأنباء.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !