موعد الليالي الوترية رمضان 2025 وأهميتها في تحري ليلة القدر

مع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، يبدأ المسلمون حول العالم في تكثيف عباداتهم والتضرع إلى الله، خاصة في الليالي الوترية التي تُرجى فيها ليلة القدر. تعتبر هذه الليالي من أفضل الأوقات للدعاء والقيام والاستغفار، حيث أخبرنا النبي محمد ﷺ أن ليلة القدر تقع في العشر الأواخر، وخاصة في الليالي الوترية. فما هي الليالي الوترية؟ وما هو موعدها في رمضان 2025؟ وكيف يمكن الاستعداد لها لتحصيل الأجر والثواب العظيم؟

ما هي الليالي الوترية؟

الليالي الوترية هي الليالي الفردية من العشر الأواخر من رمضان، والتي ورد في الأحاديث النبوية أنها الأكثر احتمالًا لاحتضان ليلة القدر. وقد جاء عن النبي ﷺ أنه قال: “تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان في الوتر” (رواه البخاري ومسلم). لذا، يهتم المسلمون بالاجتهاد في العبادة خلال هذه الليالي، لأن الأجر فيها عظيم والخير فيها مضاعف.

موعد الليالي الوترية في رمضان 2025

تبدأ الليالي الوترية مع دخول العشر الأواخر من رمضان، وتكون في الليالي الفردية، وهي:

• ليلة 21 رمضان: تبدأ من مغرب يوم الخميس 20 رمضان 1446 هـ وتنتهي مع فجر الجمعة 21 رمضان 1446 هـ.
• ليلة 23 رمضان: تبدأ من مغرب يوم السبت 22 رمضان 1446 هـ وتنتهي مع فجر الأحد 23 رمضان 1446 هـ.
• ليلة 25 رمضان: تبدأ من مغرب يوم الاثنين 24 رمضان 1446 هـ وتنتهي مع فجر الثلاثاء 25 رمضان 1446 هـ.
• ليلة 27 رمضان: تبدأ من مغرب يوم الأربعاء 26 رمضان 1446 هـ وتنتهي مع فجر الخميس 27 رمضان 1446 هـ.
• ليلة 29 رمضان: تبدأ من مغرب يوم الجمعة 28 رمضان 1446 هـ وتنتهي مع فجر السبت 29 رمضان 1446 هـ.

لماذا نتحرى ليلة القدر في الليالي الوترية؟

تحري ليلة القدر في الليالي الوترية أمر مستحب، لأنها ليلة خير من ألف شهر، أي أن العبادة فيها تساوي عبادة أكثر من 83 عامًا. وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي ﷺ أنه قال: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه” (رواه البخاري ومسلم). لذا، يسعى المسلمون إلى الاجتهاد في القيام والذكر والقرآن والدعاء في هذه الليالي، وخاصة في الليالي الفردية.

علامات ليلة القدر

على الرغم من أن ليلة القدر غير محددة بيوم معين، إلا أن هناك بعض العلامات التي قد تدل على وقوعها، ومنها:

• شروق الشمس بلا شعاع
  ورد في الحديث أن الشمس في صباح ليلة القدر تطلع بيضاء بلا شعاع، كما جاء عن أبي بن كعب -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ قال: “وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها” (رواه مسلم).
• ليلة هادئة ومعتدلة الطقس
  تُوصف ليلة القدر بأنها ليلة لا حارة ولا باردة، فقد قال النبي ﷺ: “ليلة القدر ليلة طلقة لا حارة ولا باردة” (رواه الطيالسي).
• عدم سقوط الشهب
  في ليلة القدر، لا يُرى سقوط الشهب أو النجوم كما يحدث في باقي الليالي.
• الإحساس بالسكينة والطمأنينة
  يشعر المسلم في ليلة القدر براحة نفسية وسكينة غير معتادة، وينشرح صدره بذكر الله والصلاة.

كيفية الاستعداد لليالي الوترية وتحري ليلة القدر

لضمان الاستفادة القصوى من هذه الليالي المباركة، إليك بعض الأمور التي يمكن القيام بها:
1. الإكثار من الصلاة والقيام

الحرص على أداء صلاة التهجد وقيام الليل، فقد كان النبي ﷺ يجتهد في العشر الأواخر أكثر من أي وقت آخر.
إطالة السجود والدعاء بتضرع وخشوع.

2. قراءة القرآن والتدبر في معانيه

اغتنام الوقت في تلاوة القرآن وختمه إن أمكن.
تدبر آيات الرحمة والمغفرة وطلب الهداية من الله.

3. الدعاء والإلحاح فيه

الحرص على دعاء النبي ﷺ في ليلة القدر:
“اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني” (رواه الترمذي).
الدعاء للأهل والأحباب، وللمسلمين جميعًا.

4. الصدقة والعمل الصالح

إخراج الصدقات للفقراء والمحتاجين.
تقديم المساعدة والعون لمن يحتاج.

5. تحري الإخلاص في العبادات

عدم الانشغال بالدنيا ووسائل التواصل الاجتماعي.
الابتعاد عن الرياء والاهتمام بالعبادة لله وحده.

أفضل الأدعية في الليالي الوترية

إليك بعض الأدعية المستحبة في هذه الليالي المباركة:

• “اللهم بلغنا ليلة القدر، وأكرمنا فيها بالقبول، وأعتق رقابنا من النار، واكتب لنا فيها خير الدنيا والآخرة.”
• “اللهم اجعلنا من المقبولين، واغفر لنا خطايانا، وارزقنا القرب منك.”
• “يا رب اجعل هذه الليالي سببًا في رضاك عنا، وارزقنا فيها التوبة النصوح والقلب السليم.”
• “اللهم ارزقنا فيها الذكر والشكر، واجعلنا من عتقاء شهر رمضان.”
• “يا الله، اجعل هذه الليلة بداية خير في حياتنا، واغفر لنا ذنوبنا، وارزقنا الجنة بغير حساب.”

فضل الليالي الوترية وأثرها على المسلم

الليالي الوترية في رمضان ليست مجرد ليالٍ عادية، بل هي فرصة ذهبية لكل مؤمن يرجو رحمة الله ومغفرته. فمن خلال القيام والذكر والدعاء في هذه الليالي، يحقق المسلم قربًا أكبر من الله، ويضمن مغفرة الذنوب، ويدعو بالخير لنفسه وللأمة الإسلامية. وقد كان النبي ﷺ يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها، مما يدل على عظيم فضلها.

ختاماً

الليالي الوترية في رمضان 2025 هي أيام عظيمة لا ينبغي للمسلم أن يُفرّط فيها، فهي فرصة لنيل رضا الله والفوز بالجنة، وخاصة تحري ليلة القدر التي وصفها الله بأنها “خير من ألف شهر”. لذا، فلنجعل هذه الأيام محطة جديدة للتوبة والاستغفار والعمل الصالح، ولنكثر فيها من الذكر والقيام والقرآن، سائلين الله أن يجعلنا من عتقائه من النار، وأن يكتب لنا فيها الرحمة والمغفرة، وأن يرزقنا فيها القبول والاستجابة.