حقيقة مقتل نوح زعيتر في اشتباكات الحدود السورية اللبنانية

تشهد الحدود السورية اللبنانية منذ صباح الخميس 6 فبراير 2025، تصعيدًا خطيرًا واشتباكات مسلحة عنيفة بين قوات هيئة تحرير الشام من جهة، وعصابات تهريب المخدرات التي يقودها نوح زعيتر من جهة أخرى. وتأتي هذه الاشتباكات على خلفية عملية عسكرية واسعة تستهدف إنهاء نشاط التهريب عبر الحدود السورية اللبنانية، ما أدى إلى وقوع خسائر بشرية وأسرى بين الجانبين.

حقيقة مقتل نوح زعيتر.. هل الأخبار صحيحة؟

خلال الساعات الماضية، تداولت بعض الصحف اللبنانية أنباء غير مؤكدة عن مقتل نوح زعيتر، تاجر المخدرات اللبناني الشهير، أثناء المواجهات الدائرة. إلا أن هذه الأخبار لا تزال غير مؤكدة، حيث لم يصدر أي تصريح رسمي من الجيش اللبناني أو قوات الأمن السورية يؤكد مقتله.

كما أن عائلة آل زعيتر، التي ينتمي إليها نوح زعيتر، لم تصدر أي بيان رسمي حول صحة الأنباء، مما يشير إلى أن الحديث عن مقتله ربما يكون مجرد شائعات أو تضليل إعلامي في ظل الوضع المتوتر على الحدود.

وقف إطلاق النار مقابل تسليم الأسرى

مع تصاعد حدة الاشتباكات، عرضت عصابات المخدرات بقيادة نوح زعيتر تسليم جنديين أسرتهما خلال المعارك، وذلك مقابل وقف العملية العسكرية ضدهم. إلا أن هذا العرض قوبل بالرفض من قبل هيئة تحرير الشام التي قررت استكمال الحملة العسكرية على المنطقة الحدودية.

مهلة 6 ساعات للإفراج عن الأسرى

في تطور لاحق، أعطى الأمن السوري مهلة لمدة 6 ساعات لعصابات التهريب من أجل إطلاق سراح الجنود الأسرى، وإلا فسيتم تنفيذ عملية عسكرية موسعة ضدهم. وبالفعل، بعد انقضاء المهلة، شنت القوات السورية عملية أمنية كبيرة أسفرت عن تحرير الأسرى وإلحاق خسائر كبيرة بالعصابات.

تقدم الجيش السوري ودخوله إلى بلدة حاويك

بعد اشتباكات عنيفة دامت لساعات، تمكن الجيش السوري من الدخول إلى بلدة حاويك الحدودية، وهي واحدة من أبرز معاقل آل زعيتر وعصابات المخدرات. وخلال العملية، تم أسر 18 شخصًا من كبار مهربي المخدرات والموالين لنوح زعيتر.

نزوح السكان الشيعة من المنطقة

في ظل تصاعد المواجهات، شهدت بلدة حاويك نزوحًا جماعيًا للسكان اللبنانيين الشيعة، بعد بدء القوات السورية بتمشيط القرى الواقعة في ريف القصير، والتي كانت سابقًا تحت سيطرة حزب الله اللبناني وعناصره المسلحة.

انتشار الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية

وسط تصاعد المواجهات، سحب الجيش اللبناني جميع قواته وآلياته العسكرية من الطريق الفرنسي في جرماش، وأعاد انتشار وحداته في التلال الشرقية المقابلة، تحسبًا لأي تطورات أمنية جديدة.

ما الذي يجري على الحدود السورية اللبنانية؟

تشير التقارير إلى أن هيئة تحرير الشام، بالتنسيق مع بعض الفصائل المسلحة الأخرى، بدأت حملة عسكرية للقضاء على تجارة المخدرات وفرض السيطرة على المناطق الحدودية. وبحسب مصادر ميدانية، استخدمت القوات دبابات وآليات ثقيلة خلال الهجوم، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة مع تجار المخدرات المدعومين من جماعات مسلحة لبنانية.

مواجهات مسلحة بين العشائر وقوات الجيش

مع تقدم القوات السورية داخل القرى الحدودية، اندلعت اشتباكات بين عشائر الهرمل وقوات الجيش السوري، حيث استخدمت الأسلحة الرشاشة والمدفعية وقذائف الهاون من الجانبين، في محاولة من العشائر لإيقاف تقدم الجيش السوري داخل الأراضي اللبنانية.

هل ستشهد الحدود السورية اللبنانية مرحلة جديدة من الصراع؟

المعركة الدائرة على الحدود السورية اللبنانية ليست مجرد عملية أمنية عابرة، بل يبدو أنها قد تكون بداية لمرحلة جديدة من الصراع، خاصة في ظل تصاعد نفوذ تجار المخدرات والعصابات المسلحة المدعومة من بعض القوى الإقليمية.

الخلاصة

لا يزال مقتل نوح زعيتر غير مؤكد حتى اللحظة، حيث لم يصدر أي بيان رسمي من القوات اللبنانية أو السورية يؤكد هذه الأنباء. وفي ظل استمرار الاشتباكات، يبدو أن الحدود بين سوريا ولبنان ستظل مشتعلة خلال الأيام القادمة، خاصة مع توجه الجيش السوري لحسم معركة التهريب والفوضى الأمنية في تلك المناطق.