قيصر سوريا يكشف أسرار المعتقلات السورية.. من هو فريد المذهان؟

أثار اسم فريد المذهان المعروف إعلاميًا بـ”قيصر” جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، بعد أن كشفت التقارير الصحفية هويته الحقيقية، حيث كان المساعد الأول في قسم الأدلة القضائية بالشرطة العسكرية في دمشق. تمكن المذهان من تسريب آلاف الصور التي وثّقت الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها النظام السوري داخل السجون والمعتقلات، مما أدى إلى فرض قانون قيصر الذي شدد العقوبات الاقتصادية على النظام السوري.

كيف بدأ فريد المذهان مهمته السرية؟

بحسب تصريحات المذهان، فقد تم تكليفه منذ بداية الثورة السورية في مارس 2011 بتوثيق جثث المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب داخل معتقلات النظام، حيث عمل مصورًا عسكريًا في الشرطة العسكرية السورية، وكان يلتقط الصور في مستشفيات مثل تشرين العسكري وحرستا والمزة، والتي كانت تُستخدم كمراكز لتجميع جثث المعتقلين.

تفاصيل صادمة عن الجرائم داخل المعتقلات

وفقًا لما كشفه المذهان، فقد كان يتم منح كل معتقل رقمًا عند دخوله السجن، وعند وفاته، يتم وضع الرقم نفسه على جثته لتوثيق وفاته ضمن السجلات. في البداية، كان عدد الجثث التي يتم توثيقها يوميًا يتراوح بين 10 إلى 15 جثة، لكن مع مرور الوقت، ارتفع العدد ليصل إلى 50 جثة يوميًا.

كما كشف أن أوامر القتل والتعذيب كانت تصدر من أعلى هرم السلطة، وكان القادة الأمنيون يعبرون عن ولائهم للنظام من خلال إرسال صور الجثث كدليل على تنفيذ الأوامر.

كيف نجح المذهان في تسريب الأدلة؟

استمرت عملية تهريب الصور على مدار ثلاث سنوات، حيث كان ينقلها يوميًا من مقر عمله في دمشق إلى منزله في مدينة التل، مستخدمًا وسائل تمويه مختلفة، مثل إخفائها داخل ملابسه، أو في أكياس الخبز، أو حتى على جسده، خوفًا من اكتشافها عند نقاط التفتيش التابعة للنظام.

بعد تأمين آلاف الصور، تمكن المذهان من مغادرة سوريا عبر الأردن، ثم انتقل إلى قطر، حيث تم تجهيز ملفه القضائي من قبل مكتب محاماة دولي لمحاسبة النظام السوري.

قانون قيصر: نقطة تحول في السياسة الدولية تجاه سوريا

بفضل الأدلة التي قدّمها المذهان، أقرَّ الكونغرس الأمريكي قانونًا يحمل اسمه، وهو قانون قيصر، الذي دخل حيز التنفيذ في 17 يونيو 2020، وفرض عقوبات اقتصادية مشددة على النظام السوري، مستهدفًا المؤسسات الحكومية والشركات والأفراد المرتبطين بالنظام.

المطالبة برفع قانون قيصر

رغم أهمية القانون في الضغط على النظام السوري، إلا أن المذهان فاجأ الجميع بمطالبته للحكومة الأمريكية بـإلغاء قانون قيصر، مشيرًا إلى أن العقوبات الاقتصادية أثرت سلبًا على الشعب السوري أكثر من تأثيرها على النظام نفسه.

عمليات الابتزاز داخل السجون

من أخطر ما كشفه المذهان هو الابتزاز الممنهج الذي تعرّض له أهالي المعتقلين، حيث كانوا يدفعون مبالغ طائلة للحصول على معلومات عن ذويهم، لكن دون أي جدوى، حيث كانت معظم هذه الأموال تذهب إلى المسؤولين الأمنيين دون تقديم أي وعود بإطلاق سراح المعتقلين.

هل سيتم محاكمة بشار الأسد؟

يأمل المذهان أن تؤدي الأدلة التي قدمها إلى فتح محاكم وطنية ودولية لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتُكبت بحق المدنيين السوريين، ويؤكد أن تحقيق العدالة أمر لا بد منه لإنصاف الضحايا وأسرهم.

خاتمة

يُعد فريد المذهان أحد أبرز الشخصيات التي لعبت دورًا في كشف الجرائم والانتهاكات داخل السجون السورية، مما أدى إلى فرض عقوبات دولية على النظام السوري. وبينما يظل مستقبل سوريا مجهولًا، فإن التسريبات التي قدّمها قيصر ستظل شاهدًا على واحدة من أسوأ الفظائع التي شهدها العالم في العصر الحديث