من هي سحر الخولاني؟ القصة الكاملة لاعتقال الناشطة اليمنية وإطلاق سراحها بعد 5 أشهر
تمثل قضية سحر الخولاني واحدة من أبرز القضايا الحقوقية التي أثارت الجدل في اليمن خلال الأشهر الأخيرة، حيث تعرضت الإعلامية والناشطة اليمنية للاعتقال من قبل ميليشيات الحوثيين بسبب مواقفها الجريئة وانتقاداتها الحادة للأوضاع المعيشية المتدهورة في البلاد. على مدار خمسة أشهر، ظلت الخولاني محتجزة في سجون الجماعة المسلحة، وسط مطالبات واسعة من منظمات حقوق الإنسان بالإفراج عنها. وفي مساء يوم الثلاثاء 6 فبراير 2025، أعلنت الخولاني عن إطلاق سراحها، مؤكدة أنها وأطفالها بصحة جيدة، وموجهة الشكر لكل من ساندها خلال فترة اعتقالها. في هذا المقال، نسلط الضوء على تفاصيل اعتقالها، وأسباب احتجازها، وظروف الإفراج عنها، إلى جانب التعريف بسحر الخولاني ودورها في الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية التعبير في اليمن.
تفاصيل اعتقال سحر الخولاني
في العاشر من سبتمبر/أيلول 2024، داهمت ميليشيات الحوثيين منزل الإعلامية والناشطة اليمنية سحر الخولاني في العاصمة صنعاء، وقامت باعتقالها بطريقة وحشية أمام أطفالها، ما أثار موجة غضب واسعة في الأوساط الحقوقية والإعلامية.
وجاء اعتقال الخولاني ضمن حملة قمعية تنفذها الجماعة ضد الصحفيين والنشطاء الذين يعبرون عن آرائهم وينتقدون الأوضاع المعيشية المتردية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم. وتم اقتيادها إلى أحد السجون السرية التابعة للحوثيين، حيث عانت من ظروف احتجاز صعبة وغير إنسانية، وفقًا لتقارير حقوقية.
سبب اعتقال سحر الخولاني
يعود سبب اعتقال الناشطة سحر الخولاني إلى منشوراتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كانت من أبرز الأصوات التي تنتقد سياسات الحوثيين، خاصة فيما يتعلق بالفساد وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين.
لم يكن للخولاني أي نشاط سياسي مباشر، بل كانت تسلط الضوء على معاناة المواطنين نتيجة الأزمات الاقتصادية المتفاقمة، وانتشار الفساد في المؤسسات التي يديرها الحوثيون، وهو ما اعتبرته الجماعة تهديدًا لسياستها الإعلامية القائمة على الترويج لإنجازات وهمية.
الإفراج عن سحر الخولاني بعد حملة تضامن واسعة
بعد خمسة أشهر من الاعتقال التعسفي، أطلقت ميليشيات الحوثيين سراح سحر الخولاني مساء الثلاثاء 6 فبراير 2025، بعد صلاة العشاء، في خطوة وصفت بأنها جاءت تحت ضغط كبير من الناشطين الحقوقيين والإعلاميين، وكذلك منظمات دولية طالبت بإطلاق سراحها فورًا.
وظهرت الخولاني في فيديو نشرته على صفحتها على فيسبوك، طمأنت فيه الجميع بأنها بصحة جيدة، وشكرت والديها وكل من تضامن معها ودعم قضيتها خلال فترة احتجازها. كما أكدت أن أطفالها بخير بعد فترة من القلق والضغوط النفسية التي تعرضوا لها بسبب غيابها القسري.
وقد قوبل خبر الإفراج عنها بترحيب واسع من قبل الإعلاميين والناشطين الحقوقيين، الذين أكدوا أن قضيتها كشفت مجددًا انتهاكات الحوثيين ضد الصحفيين والنساء في اليمن، وطالبوا المجتمع الدولي بمزيد من الضغط لوقف هذه الانتهاكات.
من هي سحر الخولاني؟
سحر الخولاني هي إعلامية وناشطة يمنية اشتهرت بكتاباتها الجريئة وانتقاداتها اللاذعة للوضع المعيشي المتردي في اليمن، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثيين.
- بدأت مشوارها الإعلامي في عدد من المنصات المحلية، حيث عملت في تقديم محتوى يعكس هموم المواطنين، لا سيما الفئات المهمشة.
- كانت صوتًا نسائيًا بارزًا في مجال حقوق الإنسان، حيث شاركت في العديد من الحملات الإعلامية التي تدافع عن حرية التعبير وحقوق المرأة في اليمن.
- اكتسبت شهرة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة فيسبوك، حيث استخدمت منصتها لنشر مقاطع فيديو ومنشورات تناقش الأوضاع الإنسانية والمعيشية، بعيدًا عن أي توجه سياسي.
- تعرضت سابقًا للتهديدات بسبب مواقفها الجريئة، إلا أنها استمرت في نشاطها، حتى لحظة اعتقالها في سبتمبر 2024.
ختامًا، تبقى قضية سحر الخولاني واحدة من القضايا التي تسلط الضوء على الانتهاكات المستمرة التي تمارسها ميليشيات الحوثيين ضد الصحفيين والنشطاء في اليمن، حيث يعاني العشرات منهم من الاعتقال القسري والتضييق على حرية التعبير. وعلى الرغم من إطلاق سراحها، إلا أن المعركة مستمرة لتحقيق العدالة وضمان حرية الصحافة في البلاد.