قصيدة عبد الله البردوني يوم انفجارها الغضبان التي تنبأ فيها بحريق لوس أنجلوس: النص الكامل والسيرة الذاتية للشاعر اليمني الراحل
قصيدة عبد الله البردوني عن حريق لوس انجلوس
عبد الله البردوني، شاعر يمني بارز ترك إرثًا أدبيًا غنيًا، حيث امتزجت في كتاباته الأصالة والمعاصرة، ما جعله أحد أهم شعراء العرب في القرن العشرين. وبينما اشتهرت قصائده بتناول القضايا الوطنية والإنسانية، برزت إحدى قصائده القديمة بعنوان “يوم انفجارها الغضبان”، التي أذهلت المتابعين لتنبئها بحريق كبير في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية.
تعرف على عبد الله البردوني، الشاعر اليمني الذي تنبأ بحريق لوس أنجلوس من خلال قصيدته “يوم انفجارها الغضبان”. قراءة في سيرة حياته وأبرز أعماله الأدبية.
قصيدة عبد الله البردوني يوم انفجارها الغضبان
تداول العديد من نشطاء منصات التواصل الاجتماعي قصيدة للشاعر اليمني عبد الله البردوني تنبأ فيها بحرائق لوس أنجلوس والتي اندلعت قبل عدة أيام مسببة العديد من الأضرار المادية والبشرية، إليكم القصيدة كاملة:
رجعة الحكيم بن زائد > يوم انفجارها الغضبان
لوس أنجلوس، لوس أنجلوس
موت يزفه عرسحرائق وأعين
يقبرن وضعاً مندرسيجدن لحمهن في
جلود كل مختلس* * *
لوس أنجلوس كل المدى
بكل ومضٍ تنجنسوادٍ على غمامةٍ
بحر على تل ملسصبيحة كي تنتقي
شمسين عادت تغتلسفجاءةٌ نصت على
باب القياس لا تقس* * *
زمان وصلٍ عنده
كل البقاع الأندلسينصب أحضاناً إلى
قعر الطيوب تنغمسوقبلةً فأربعاً
ترن حتى تنهمس* * *
من ذا ابتدت؟ تكاد من
عنف الوضوح تلتبسلوس أنجلس تشع من
خلف مرايا (الكنقرس)كأنها نبوءة
تتلو كتاباً منطمس* * *
تحصي ضلوعها: متى
وأين ضيعت الخمس؟تعد كم (ددشي) هنا
وكم هناك (توفلس)؟ما لي ك(روبسبير لا
جمهور باريس الحمسماذا أرى نظافةً؟
هنا الذي لا ينكنسمن أبأسوا واطناً
يزهون، لا من يبتئسلهم محفةٌ تقي
وأكلب عطشى تعستهر حولهم وفي
أبراجهن تلتحس* * *
من يا (سبرت).. قال لا
إلاك والكل خرسقالوا: عصى عبدالعصا
من ثور الطين النجسيساط شهراً بعده
يشريه أقوى مبتخس* * *
لكن لماذا ما ذوى
ولا انحنى ولا يئس؟كيف استطال هل درى
نخاسه من ينتخس؟ما أهون الفلوس في
شرائه يا: (ميكلس)أمن أتاك ثائراً
كمن أتاك يفتلس* * *
كل الولاة واحدٌ
(فيكتوريا) أو تحتمس)تسقيه سكرة العلى
غرور شيطان خنسمن قال لا، قيل إلى..
كي لا يشم ينتهسويخنق (الديك) الذي
يستوفز الفجر النعسويبتغي حجب الضحى
عن رؤية الشعب التعس* * *
من قال غير (أحمدٍ)
أحصة الأم السدس؟وما اتقى رئاسةً
لأنه لا يرتئس* * *
وحدي أشب غضبتي
غيري له أن يحترسمن لا يرى لونيةً
ورأس مالٍ مفترسبول الحمير أبيضٌ
وهو الخبيث ابن الدنسلا الأبيض اسم بيتها
قالت: بعيداً ينفقسلأنه يرعى دماً
ويبتني دماً يبس
بلا نهى مدججٌ
ينوب عن أعلى القسسلكل ذا خلعته
من قرنه حتى الأسسله قوىً بعكسها
تلهو إلى أن تنعكس* * *
خلعت عسكريتي
خلع الصباح ما لبسقالوا: أتت كما أتى
من غيبه الروح القدسمن كان أمس خصمها
غدت تحس ما يحسلأن قلبها لها
بكل قلبٍ يأتنسلا فرق إن قادت وإن
أعطت قيادها السلس* * *
تحن كالمعنى إلى
شعريةٍ كي تنبجسكسحرةٍ تدني ضحىً
بالياسمين مترس* * *
ماذا ينث جيمها
وأي لاميها يهسوأي سينيها الذي
يروض المعنى الشرس* * *
ذا يومها صف أمسها
هل فيه غيب ينحدس؟
كان يرمد الندى
يحاصر القلب الهجسوكل برقٍ ينتوي
وكل عصفورٍ ينسألهته شهوة القوى
عن أن يراه ينتكس* * *
لوس أنجلوس متى محت
هذا، صحت كي يرتكسقالت لرمسها انفلق
لابن الأساطيل ارتمس* * *
قل أي كبتٍ فجرت؟
قل أين كان منحبس؟جاءت لهيباً يمتطي
ناراً، وأخرى تقتبسكلجةٍ تدس في
صبر الشطوط ما تدسطفولة من حبها
تحب كسر ما تجس* * *
من جمرها تبرعمت
أجنت ولما تنغرستعطي وتدني لكي
يرقى إليها الملتمسأغسطس 1992م
قصيدة عبد الله البردوني التي تنبأت بحريق لوس أنجلوس
في عام 1992، كتب عبد الله البردوني قصيدة بعنوان “يوم انفجارها الغضبان”، التي تنبأ فيها بشكل مذهل بحريق كبير في مدينة لوس أنجلوس. رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على كتابتها، عادت القصيدة إلى الأضواء لتثير الإعجاب برؤية الشاعر العميقة.
مطلع القصيدة:
“لوس أنجلوس، لوس أنجلوس
موت يزفه عرس
حرائق وأعين
يقبرن وضعًا مندرس”
القصيدة تعكس رؤية الشاعر الثاقبة للأحداث العالمية، حيث ربط فيها بين الدمار والصراعات الاجتماعية والسياسية التي تهدد العالم.
من هو عبد الله البردوني؟
عبد الله البردوني وُلد عام 1929 في قرية البردون بمحافظة ذمار، وسط اليمن. رغم فقدانه للبصر في سن صغيرة، استطاع أن يترك بصمة عميقة في الأدب العربي. عاش حياته بين الحرف والقلم، مقدمًا للعالم أعمالًا خالدة قبل وفاته في عام 1999 عن عمر يناهز 70 عامًا في صنعاء.
أهم مؤلفاته الفكرية والأدبية:
- رحلة في الشعر اليمني.
- قضايا يمنية.
- فنون الأدب الشعبي في اليمن.
- الثقافة الشعبية.
- ثقافة الثورة.
أشهر دواوينه الشعرية:
- وجوه دخانية في مرايا الليل.
- زمن بلا نوعية.
- أعراس الغبار.
- ترجمة رملية لنهار الماء.
- جواب العصور.
- من أرض بلقيس.
- في طريق الفجر.
عبد الله البردوني كان شاعرًا متفرّدًا في أسلوبه، عُرف بكتابته للشعر الفصيح الذي تناول القضايا الوطنية، الاجتماعية، والإنسانية بأسلوب مميز، ما جعله مدرسة شعرية قائمة بذاتها. حصل على العديد من الجوائز، أبرزها جائزة التفوق اللغوي من دار العلوم الشرعية. ورغم إنجازاته، تعرّض للسجن عام 1948 بسبب قصائده المعارضة.
تأثير القصيدة اليوم
ما يثير الإعجاب هو أن هذه الكلمات المكتوبة قبل أكثر من ثلاثين عامًا تبدو وكأنها كُتبت عن الأحداث الراهنة في مدينة لوس أنجلوس. عادت هذه القصيدة إلى الواجهة، لتذكرنا بقدرة الشعراء على استشراف المستقبل وتوثيق اللحظة الإنسانية بلغة تجمع بين الرمزية والواقعية.
إرث عبد الله البردوني
رغم رحيله، لا تزال أشعار عبد الله البردوني تنبض بالحياة، تعبر عن قضايا الإنسان والمجتمع، وتُظهر عبقريته في قراءة الحاضر واستشراف المستقبل. لقد استطاع أن يكون صوتًا صادقًا لشعبه، ورمزًا للأدب العربي.