من هي الدكتورة فاتن رمضان؟ قصتها مع الاعتقال والنضال من أجل العدالة
الدكتورة فاتن رمضان
الدكتورة فاتن رمضان، رئيسة منظمة “بلا قيود” الحقوقية السورية، تُعد واحدة من أبرز الشخصيات التي كرست حياتها للدفاع عن حقوق الإنسان في سوريا. تأتي قصتها كشهادة حية على معاناة المعتقلين السوريين، حيث شهدت شخصيًا أهوال السجون في عهد نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
طفولتها وخلفيتها
فاتن رمضان، التي تنحدر من عائلة كردية سورية، نشأت في بيئة اجتماعية تعزز من قيم الحرية والكرامة. منذ بداياتها، أظهرت اهتمامًا كبيرًا بمساعدة الآخرين، حيث اختارت مجال الطب وبدأت مسيرتها المهنية بالعمل في النقاط الطبية الميدانية خلال الثورة السورية.
تجربة الاعتقال: “إجرام بلا حدود”
تعرضت فاتن رمضان للاعتقال خلال الثورة السورية بسبب نشاطها في المظاهرات السلمية ودورها في تأسيس نقطة طبية ميدانية في الزبداني.
ظروف الاعتقال والتعذيب
في حديثها المؤثر، كشفت فاتن عن أهوال السجون، حيث تعرضت:
- للضرب المبرح.
- للصعق بالكهرباء.
- لظروف اعتقال قاسية شملت الرطوبة العالية وانتشار الفئران.
وأوضحت أن أكثر اللحظات إيلامًا كانت سماع أصوات التعذيب، واصفة إياها بأنها “أشد من الألم الجسدي نفسه”، مضيفة أن معظم أسباب اعتقال الأشخاص كانت “تافهة جدًا”.
زيارة زنزانة والدها: مشاعر مختلطة بين الألم والانتصار
إحدى أبرز اللحظات التي روتها فاتن هي زيارتها لزنزانة والدها، الذي توفي في سجون النظام السوري. عند دخولها الزنزانة رقم 16، وجدت اسمها محفورًا على الجدار بجانب اسم شقيقها أنور، الذي كتبه والدها بدافع الخوف عليها من الاعتقال.
تقول فاتن عن تلك اللحظة: “صراحة لحظات كتير موجعة، لكن الحمد لله، على الأقل شفنا هذا اليوم اللي انتصرت فيه ثورتنا”.
على جدران الزنزانة، رسالة والد الدكتورة فاتن رمضان التي فاجأتها بعد سنوات pic.twitter.com/qwQYCQuzIW
— جميل الحسن (@Jamil_Alhasaan) December 30, 2024
إطلاق منظمة “بلا قيود”
بعد الإفراج عنها، قررت فاتن رمضان توثيق معاناة السوريين داخل السجون السورية، فأطلقت منظمة “بلا قيود”، وهي منظمة حقوقية تسعى لتحقيق العدالة وتوثيق الانتهاكات التي ارتكبها نظام الأسد.
أهداف المنظمة:
- توثيق انتهاكات حقوق الإنسان.
- محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب.
- دعم الناجين والناجيات من السجون.
- السعي لجبر الضرر وتحقيق العدالة للضحايا.
أبرز تصريحات الدكتورة فاتن رمضان
- عن معاناتها الشخصية:
“تعذيب الجسد صار واضحًا، إجرام النظام لا حدود له.”
- عن سماع أصوات التعذيب:
“الموجع أكثر أصوات التعذيب، كنت أسمع الممارسات التي استخدمها النظام على الناس.”
- عن دورها الحقوقي:
“لن نتوقف عن ملاحقة بشار الأسد ومعاونيه حتى يدفعوا ثمن جرائمهم.”
- عن نظام الأسد:
“النظام الذي يدعي حماية الأقليات هو من كان يمارس الظلم بحقنا.”
دورها الحالي: الدفاع عن العدالة
رغم كل ما مرت به من معاناة، تواصل فاتن رمضان نضالها من أجل العدالة في سوريا. تقول إنها لا تزال تشعر بتأثير الاعتقال على حياتها، لكن ذلك لم يثنِها عن الاستمرار في العمل لتحقيق هدفها بمحاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات.
رؤية المستقبل:
- تأمل فاتن في أن تكون منظمة “بلا قيود” صوتًا للضحايا السوريين.
- تسعى لجعل العدالة أولوية في أي حل سياسي للأزمة السورية.
لماذا قصة فاتن رمضان مهمة؟
تمثل فاتن رمضان صوتًا قويًا في مواجهة الظلم والطغيان، فهي لم تكتفِ بالنجاة من التجربة، بل حولت ألمها إلى مصدر قوة وعزيمة للدفاع عن حقوق الآخرين. قصتها تسلط الضوء على الجرائم المرتكبة في السجون السورية، وتبرز دور النساء السوريات في النضال من أجل العدالة والحرية.
خاتمة: أمل وسط الألم
فاتن رمضان هي رمز للصمود والنضال في وجه الظلم، ودليل حي على أن الألم يمكن أن يكون دافعًا للتغيير. قصتها ليست مجرد شهادة على معاناة الماضي، بل هي دعوة لتحقيق العدالة وضمان مستقبل أفضل لسوريا.