تفاصيل اغتيال الدكتور حمدي إسماعيل ندى: دلالات وأبعاد سياسية
اغتيال عالم الكيمياء العضوية الدكتور حمدي إسماعيل ندى
في تطور صادم ومأساوي، أكدت مصادر أهلية في العاصمة السورية دمشق العثور على عالم الكيمياء العضوية البارز، الدكتور حمدي إسماعيل ندى، مقتولاً في منزله. الحادثة التي وُصفت بـ”الغامضة” أثارت حالة من الذهول والصدمة بين الأوساط الأكاديمية والعلمية في سوريا وخارجها.
مقتل الدكتور حمدي اسماعيل
وقعت الجريمة في سياق من الفوضى والاضطراب الذي تعيشه سوريا عقب سقوط نظام بشار الأسد وفراره إلى روسيا. مع انهيار النظام، أصبحت البلاد ساحة مفتوحة أمام الأطراف الدولية والجماعات المسلحة، مما أدى إلى حالة من الفراغ الأمني وزيادة معدلات الجريمة والاغتيالات.
الدكتور ندى، المعروف على نطاق واسع بإسهاماته الكبيرة في مجال الكيمياء العضوية، لعب دوراً محورياً في تطوير الأبحاث العلمية على المستويين المحلي والدولي. خبر اغتياله جاء بمثابة ضربة مؤلمة للمجتمع العلمي السوري الذي كان يعوّل على شخصيات مثله لإعادة بناء البلاد.
استهداف العقول السورية
يرى مراقبون أن اغتيال الدكتور ندى قد يكون بداية سلسلة ممنهجة تستهدف العقول والعلماء السوريين، على غرار ما حدث في العراق بعد الغزو الأمريكي عام 2003، حيث تم استهداف عدد كبير من العلماء والخبراء العراقيين.
في هذا السياق، يُعتقد أن الجريمة ربما تكون مدبرة من قبل أجهزة استخبارات عالمية أو أطراف داخلية تسعى إلى زعزعة استقرار البلاد. وقد أكد خبراء أن استهداف العلماء ليس مجرد صدفة، بل هو خطوة تهدف إلى إضعاف القدرات العلمية والبحثية في سوريا، مما يترك البلاد عرضة للتدخلات والأطماع الخارجية.
الفراغ الأمني وتداعياته
تعيش سوريا حالياً فراغاً أمنياً كبيراً بعد انهيار النظام وسيطرة الجماعات المسلحة على معظم مفاصل الدولة. هذا الفراغ أتاح الفرصة للأطراف الدولية، مثل إسرائيل، لتوسيع نفوذها وتنفيذ ضربات عسكرية ضد البنى التحتية العسكرية السورية، بما في ذلك سلاح البحرية والجوية.
جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي تقدم لمسافات قريبة من العاصمة دمشق، لم يُخفِ طموحاته في التوسع داخل سوريا، حيث استغل الوضع لاحتلال أجزاء من الجولان والمنطقة العازلة.
دور الدكتور حمدي إسماعيل ندى في المجتمع العلمي
الدكتور ندى كان يُعد أحد أبرز العلماء السوريين في مجال الكيمياء العضوية، واشتهر بإسهاماته الكبيرة في تطوير الأبحاث التطبيقية والأساسية. بفضل عمله، حققت سوريا تقدماً ملحوظاً في هذا المجال، مما جعله هدفاً محتملاً للجهات التي تسعى لتدمير البنية التحتية العلمية في البلاد.
إلى جانب عمله الأكاديمي، كان الدكتور ندى عضواً في العديد من المؤسسات العلمية المحلية والدولية، وكان له دور فعال في نقل المعرفة والتكنولوجيا إلى سوريا.
استهداف الرموز الوطنية
تزامنت أنباء اغتيال الدكتور ندى مع شائعات حول مقتل الشيخ توفيق البوطي، رئيس اتحاد علماء بلاد الشام ونجل العلامة الراحل محمد سعيد رمضان البوطي. على الرغم من نفي هذه الشائعات، إلا أن تزامن الأحداث يعكس حجم الفوضى والانفلات الأمني في سوريا بعد سقوط النظام.
مشهد متكرر من التاريخ
ما يحدث في سوريا يعيد إلى الأذهان السيناريو العراقي بعد الغزو الأمريكي، حيث استُهدفت العقول والكوادر العلمية في عملية ممنهجة لتدمير البنية العلمية والتقنية للبلاد. المراقبون يحذرون من أن سوريا قد تواجه نفس المصير إذا لم يتم اتخاذ خطوات عاجلة لحماية العلماء والخبراء وضمان استقرار البلاد.
استنكار دولي ودعوات للتحقيق
حادثة اغتيال الدكتور ندى أثارت ردود فعل واسعة من المنظمات العلمية والحقوقية الدولية. دعا العديد من النشطاء إلى فتح تحقيق دولي شفاف في الحادثة لضمان العدالة ومحاسبة المسؤولين عنها.
الأمل في المستقبل
على الرغم من المأساة، يرى البعض أن سوريا تمتلك الفرصة لإعادة بناء مؤسساتها العلمية والحفاظ على عقولها وكوادرها. المطلوب هو دعم دولي لإعادة الاستقرار، وحماية العلماء، ومنع القوى الخارجية من استغلال الوضع لتحقيق أجنداتها.