سبب سحب الجنسية من نوال الكويتية وداوود حسين.. تفاصيل القرار وأبعاده

أعلنت الجريدة الرسمية الكويتية مؤخرًا عن صدور مرسوم رسمي يقضي بسحب الجنسية الكويتية من عدد من الأشخاص، أبرزهم الفنان داوود حسين والمطربة نوال الكويتية. هذا القرار الذي أثار جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي جاء في إطار مراجعات شاملة لملفات الجنسية في الكويت، ويُعتبر جزءًا من إجراءات حكومية لضبط آلية منح الجنسية والتأكد من استيفاء الشروط القانونية الخاصة بذلك.
تفاصيل مرسوم سحب الجنسية من نوال الكويتية وداوود حسين
تم نشر المرسوم في الجريدة الرسمية الكويتية، والذي أشار إلى أن سحب الجنسية قد طال كلًا من نوال الكويتية وداوود حسين، بالإضافة إلى الأشخاص الذين اكتسبوها تبعًا لهما. القرار جاء بعد اجتماع اللجنة العليا لتحقيق الجنسية، التي قررت سحب الجنسية من 1758 حالة أخرى تمهيدًا لعرضها على مجلس الوزراء.
نوال الكويتية.. مسيرة طويلة في الفن والكويت
تُعد نوال الكويتية من أبرز الفنانات الكويتيات في العالم العربي، حيث تمتد مسيرتها الفنية على مدار أكثر من 40 عامًا، قدمت خلالها العديد من الألبومات الغنائية التي حققت نجاحات واسعة في الساحة الفنية. ورغم مسيرتها الطويلة وحب جمهورها لها، إلا أن قرار سحب جنسيتها جاء مفاجئًا للبعض، خاصة بعد انتشار شائعات تتعلق بتأثيرات سياسية في الكويت على قرارات منح الجنسية.
داوود حسين وردود فعل على سحب الجنسية
أما الفنان داوود حسين، الذي يُعد من أبرز نجوم الكوميديا في الكويت والخليج، فقد تم منحه الجنسية الكويتية في عام 2001 بناء على مرسوم أميري من الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، تقديرًا لإسهاماته الفنية الكبيرة. وكان حسين قد رد سابقًا على الشائعات التي ترددت عن سحب الجنسية منه قائلاً إنه معتاد على مثل هذه الأخبار، واصفًا إياها بأنها غير صحيحة. ومع ذلك، جاء القرار الرسمي ليؤكد صحة هذه التكهنات، مما دفع الكثير من متابعيه للتعبير عن استيائهم من القرار.
سبب سحب الجنسية وإشارات إلى تطبيق معايير صارمة
بحسب المصادر الحكومية، فإن سحب الجنسية جاء في إطار مراجعة دقيقة لملفات الأشخاص الذين تم منحهم الجنسية الكويتية خلال السنوات الماضية. وأشارت الصحف المحلية، مثل صحيفة القبس، إلى أن الأسباب التي استند إليها قرار سحب الجنسية تتعلق بمراجعة بعض الحالات التي حصلت على الجنسية الكويتية دون استيفاء المعايير القانونية، أو التي تم منحها بناء على “خدمات جليلة” ثبت أنها لم تكن مستوفية للشروط المنصوص عليها في القانون.
وأكدت الحكومة أن الهدف من هذه الإجراءات هو ضبط منح الجنسية وتطبيق معايير دقيقة تضمن استحقاقها فقط للأشخاص الذين يساهمون في تنمية الكويت ورفعة مكانتها بين الدول.
مراجعات مستمرة وتعديل قانون الجنسية
القرار جاء بعد سلسلة من المراجعات التي تقوم بها اللجنة العليا لتحقيق الجنسية في الكويت، وهي الهيئة المسؤولة عن فحص ملفات الجنسية وتقديم التوصيات بشأنها. وقد تم الإعلان عن مراجعة حوالي 4601 حالة منذ بداية هذا الشهر، في خطوة تهدف إلى تعزيز الشفافية والعدالة في منح الجنسية.
كما تم تعديل قانون الجنسية في الكويت مؤخرًا لضبط الإجراءات، حيث نص التعديل على أن الجنسية الكويتية لا تمنح بشكل تلقائي لزوجات المواطنين الكويتيين، كما كان يحدث في الماضي، بالإضافة إلى تعديل شروط منح الجنسية للأبناء القصر لمن يحمل الجنسية.
ردود الفعل على القرار وجدل واسع في الكويت
القرار الذي شمل نوال الكويتية وداوود حسين أثار ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تناقل المستخدمون الأخبار وأعرب العديد منهم عن اندهاشهم من القرار. بينما فضل البعض الصمت وتجاهل القضية، كان هناك آخرون يرون أن مثل هذه الإجراءات يجب أن تكون جزءًا من إصلاحات قانونية شاملة تهدف إلى تحقيق العدالة وعدم السماح باستغلال الامتيازات القانونية.
بينما لم تصدر نوال الكويتية أي تعليق رسمي بعد القرار، واكتفت وسائل الإعلام المحلية بالإشارة إلى صمتها حيال تلك القضية، أظهرت المنصات الاجتماعية حالة من الانقسام حول مسألة سحب الجنسية من شخصيات مشهورة مثل نوال وداوود حسين، وهو ما يطرح تساؤلات حول تأثير السياسة الكويتية على الفن والفنانين.
ختامًا: يعد قرار سحب الجنسية من نوال الكويتية وداوود حسين خطوة هامة ضمن سلسلة من الإصلاحات التي تهدف إلى ضبط معايير منح الجنسية الكويتية، وذلك في إطار مساعي الحكومة لتعزيز الشفافية والمساواة في التعامل مع جميع الحالات. ومع ذلك، يبقى هذا القرار محط جدل واسع في الأوساط الفنية والشعبية، خاصة مع التغيرات السياسية والاقتصادية التي تمر بها الكويت في الوقت الحالي. وبالنسبة لمستقبل الفنانين في الكويت، فإن هذه الخطوة قد تفتح المجال لأسئلة أكبر حول دور الفن في سياسات الجنسية وتوازنات السلطة.