رسميًا سحب الجنسية الكويتية من نوال الكويتية وداوود حسين.. الأسباب والتفاصيل
أحدثت الأنباء التي أعلنتها دولة الكويت بشأن سحب الجنسية الكويتية من عدد من الأشخاص، بينهم الفنانة نوال الكويتية والفنان داوود حسين، موجة من الجدل والاهتمام في الأوساط الإعلامية والشعبية. هذا القرار جاء في إطار المراجعات المستمرة التي تقوم بها اللجنة العليا لتحقيق الجنسية في الكويت، وهو أمر يعكس جديّة الحكومة في مراجعة وتدقيق حالات منح الجنسية الكويتية في السنوات الأخيرة.
قرار سحب الجنسية الكويتية من نوال الكويتية وداوود حسين
أعلنت الحكومة الكويتية عن سحب الجنسية الكويتية من 1758 شخصًا، بعد اجتماع اللجنة العليا لتحقيق الجنسية، الذي أسفر عن اتخاذ قرار ينص على إلغاء الجنسية من هؤلاء الأشخاص، مع سحب الجنسية ممن اكتسبوها بالتبعية. من بين الأسماء التي ظهرت على رأس القائمة، كانت الفنانة نوال الكويتية و الفنان داوود حسين، وهو ما أثار تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي. هذه الأخبار تأتي في وقت كانت فيه التكهنات تدور حول إمكانية سحب الجنسية من نوال الكويتية، لا سيما في أعقاب تداول أخبار غير مؤكدة عن تلك الخطوة.
تم نشر القرار في الجريدة الرسمية الكويتية، وهو يمثل المرحلة الأخيرة في سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الكويتية خلال الأسابيع الماضية، حيث ارتفعت حالات سحب الجنسية من 1647 شخصًا إلى 4601 شخصًا في غضون ثلاثة أسابيع فقط.
سحب الجنسية من الفنانة نوال الكويتية والفنان داوود حسين
يُذكر أن نوال الكويتية، التي تعتبر واحدة من أبرز الأسماء في تاريخ الفن الكويتي والعربي، قد تم تكريمها في العديد من المهرجانات العربية والدولية، ولها مسيرة فنية تمتد لأكثر من 40 عامًا، قدمت خلالها العديد من الألبومات الناجحة التي أسهمت في تشكيل الهوية الفنية للغناء الكويتي. ومع ذلك، يبدو أن التساهل في منح الجنسية لبعض الأشخاص أو تجاوز بعض الإجراءات القانونية، وفقًا للتقارير الرسمية، قد أفضى إلى اتخاذ هذا القرار.
من ناحية أخرى، داوود حسين، الذي حصل على الجنسية الكويتية في عام 2001، كان قد أبدى سابقًا استياءه من الشائعات التي ترددت حول سحب جنسيته، حيث كان قد حصل عليها تقديرًا لجهوده الفنية ومسيرته الطويلة في مجال الكوميديا والتمثيل. وكان داوود حسين يحمل سابقًا جواز سفر بوليفيا قبل أن يحصل على الجنسية الكويتية بموجب مرسوم أميري من الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح.
قرار سحب الجنسية من سالم الهندي
فيما يتعلق بـ سالم الهندي، الرئيس التنفيذي لشركة روتانا للصوتيات والمرئيات، فقد تم سحب الجنسية الكويتية منه أيضًا. الهندي، الذي حصل على الجنسية الكويتية في عام 2008، كان قد منحها بناءً على ما سُمي بـ “الأعمال الجليلة” التي قدمها للكويت في مجال الثقافة والفن. وكان قد تولى منصب نائب اللجنة الفنية في هيئة الثقافة في السعودية، بناءً على قرار من تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه.
أسباب سحب الجنسية في الكويت
جاءت قرارات سحب الجنسية الكويتية بعد اجتماعات مكثفة للجنة العليا لتحقيق الجنسية برئاسة الشيخ فهد اليوسف، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية الكويتي، حيث تم الإعلان عن سحب الجنسية من 1647 شخصًا، إضافة إلى المراجعات المستمرة لعدد أكبر من الحالات. ونقلت صحيفة القبس عن مصادر حكومية أن السبب الرئيسي لسحب الجنسيات كان تجاوز بعض الإجراءات القانونية في منح الجنسية لبعض الأشخاص، مثل حالات مطلقات وافدات حصلن على الجنسية الكويتية دون استيفاء الشروط المطلوبة.
وقد أكد وزير الداخلية الكويتي أن هذه الإجراءات جاءت في إطار مراجعة دقيقة للحالات المتعلقة بمنح الجنسية الكويتية، مع التركيز على مشروعية الحصول عليها، خاصة أن بعض الحالات تم منحها الجنسية بناءً على “الخدمات الجليلة” التي قدمها أصحابها، وهو ما شمل حالة سالم الهندي، الذي كان من بين الشخصيات البارزة التي تم سحب الجنسية منها.
التعديلات على قانون الجنسية الكويتي
في خطوة تهدف إلى تعزيز الضوابط على منح الجنسية الكويتية، وافق مجلس الوزراء الكويتي في 24 سبتمبر 2024 على تعديلات في قانون الجنسية. التعديلات شملت عدة نقاط أساسية، أبرزها عدم منح الجنسية الكويتية للمرأة الأجنبية بمجرد زواجها من مواطن كويتي، إلى جانب تعديل كيفية منح الجنسية لأولاد القصر لأب كويتي. حيث نص التعديل على أنه يمكن للأطفال الذين يحصلون على الجنسية الكويتية اختيار جنسيتهم الأصلية بعد بلوغهم سن الرشد.
التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي
أثار قرار سحب الجنسية من نوال الكويتية وداوود حسين الكثير من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي. حيث تصدرت أسماؤهم مواقع مثل إكس (تويتر سابقًا)، حيث نشر العديد من المستخدمين تعليقاتهم وآراءهم حول هذا القرار الذي يعد من أكثر القرارات إثارة للجدل في الكويت خلال الآونة الأخيرة. فيما التزمت الفنانة نوال الكويتية الصمت حيال تلك الأنباء، ولم تصدر أي بيان رسمي لتوضيح موقفها من القرار.
ختامًا: يُظهر قرار سحب الجنسية من نوال الكويتية وداوود حسين استمرار الكويت في مراجعة وتدقيق سياسات الجنسية بصرامة، مع تعزيز الإجراءات القانونية للحد من أي تجاوزات قد تؤثر على المعايير الوطنية. ومن المتوقع أن تظل هذه القضية محور نقاش في الكويت والخليج العربي بشكل عام، نظرًا لأهميتها السياسية والاجتماعية في المنطقة.