من هي مريم الشحي؟ الطفلة الإماراتية التي تعرضت للتنمر في برنامج ألعاب النجوم
مريم الشحي
في ظل انتشار برامج الأطفال وتزايد شعبيتها بين الفئات الصغيرة، تبرز أهمية تقديم محتوى يراعي القيم الأخلاقية ويحترم حقوق الطفل. لكن، عندما تتجاوز بعض البرامج هذه القيم وتتحول إلى ساحة للتنمر والإساءة، تظهر على السطح قضايا تدعو للقلق، مثلما حدث مع الطفلة الإماراتية مريم الشحي. هذه الطفلة التي تعرضت لحادثة تنمر خلال مشاركتها في برنامج “ألعاب النجوم” على إحدى القنوات الفضائية، أثارت ضجة كبيرة وأشعلت موجة من التعاطف والغضب على مواقع التواصل الاجتماعي.
في هذا المقال، سنسلط الضوء على من هي مريم الشحي، وما الذي حدث معها في برنامج ألعاب النجوم، وكيف تفاعلت الجهات الرسمية والمجتمعية مع هذه الحادثة التي أثارت جدلاً واسعاً في الإمارات وخارجها.
من هي مريم الشحي؟
مريم الشحي هي طفلة إماراتية لا يتجاوز عمرها العشر سنوات، أصبحت معروفة على نطاق واسع بعد ظهورها في برنامج “ألعاب النجوم”، وهو برنامج موجه للأطفال يُعرض على إحدى القنوات الفضائية. ورغم أن مريم كانت مجرد طفلة تشارك في برنامج ترفيهي، إلا أن ما تعرضت له خلال إحدى الحلقات قلب حياتها وحياة أسرتها رأساً على عقب.
تفاصيل حادثة التنمر في برنامج ألعاب النجوم
خلال إحدى الحلقات من برنامج “ألعاب النجوم”، تعرضت مريم الشحي للتنمر بشكل علني من قبل مقدمي البرنامج، حيث تم استخدام عبارات غير لائقة واستهزاء بتصرفاتها الطفولية أمام الكاميرا. هذا الموقف لم يكن مجرد لحظة عابرة، بل ترك أثرًا نفسيًا عميقًا على الطفلة، خاصة وأن التنمر كان متلفزًا وشاهده الآلاف من المشاهدين، مما زاد من تعقيد الوضع وأثر على حالتها النفسية.
لم تقتصر الإساءة على التنمر المباشر فقط، بل تحولت الحادثة إلى موضوع نقاش عام، حيث تم تداول مقاطع الفيديو بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، ما دفع العديد من الأشخاص للتعبير عن غضبهم واستيائهم من الأسلوب الذي تم التعامل به مع مريم. هذه الحادثة لفتت الانتباه إلى ضرورة احترام حقوق الأطفال في البرامج التلفزيونية وفرض رقابة أكثر صرامة على المحتوى المقدم لهم.
ردود الفعل المجتمعية على حادثة التنمر
بعد انتشار الحادثة، تفاعل الجمهور بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وإنستجرام، حيث أطلق المغردون حملات تضامنية مع مريم مطالبين بحماية حقوق الأطفال في البرامج التلفزيونية. طالب العديد من النشطاء بضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الحادثة ومنع تكرار مثل هذه الأفعال المسيئة للأطفال في المستقبل.
تسببت الحادثة أيضًا في تسليط الضوء على خطورة التنمر الإعلامي وتأثيره النفسي على الأطفال، ما دفع العديد من الأهالي والخبراء النفسيين للتحذير من مخاطر تعرض الأطفال لمثل هذه المواقف أمام الشاشات، حيث يمكن أن ينعكس ذلك سلبًا على ثقتهم بأنفسهم ونموهم النفسي.
بفضل من الله ونعمته صحة بنتنا مريم في تحسن وطلعت من المستشفى وحالياً بالبيت
الخبر الثاني ان قناة مزاج صاحبة البرنامج حذفوا كل الفيديوهات من منصاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي ونزلوا اعتذار رسمي لمريم وأهلها ولشعب الإمارات في كل منصاتهم 🇦🇪#مريم_الشحي_العاب_النجوم pic.twitter.com/9KkKWPVOlA
— دار زايـــــــــد 🇦🇪 (@DaR_ZaYeD_74) September 23, 2024
موقف مجلس الإعلام الإماراتي من الحادثة
استجابةً للضجة الكبيرة التي أثارتها قضية مريم الشحي، أصدر مجلس الإعلام الإماراتي بيانًا رسميًا يؤكد فيه متابعة الحادثة بشكل دقيق. وأوضح البيان أن المجلس لن يتسامح مع أي انتهاك لحقوق الأطفال أو تقديم محتوى إعلامي يتعارض مع المعايير الأخلاقية والمهنية.
كما أشار المجلس إلى التزامه بمحاسبة القنوات التي تخرق هذه المعايير، مع التأكيد على أن القانون الإماراتي ينص على حماية حقوق الأطفال في كافة المجالات بما في ذلك الإعلام. وجاء في البيان أيضًا تحذير لجميع وسائل الإعلام بضرورة الالتزام بالقواعد والضوابط التي تضمن سلامة الأطفال واحترامهم عند تقديم أي محتوى موجه لهم.
أهمية حماية الأطفال من التنمر الإعلامي
حالة مريم الشحي ليست الأولى، لكنها تسلط الضوء على مشكلة متزايدة تتطلب اهتمامًا أكبر من الجهات المعنية. فالتنمر الإعلامي يمكن أن يترك آثارًا نفسية طويلة الأمد على الأطفال، مما يستدعي وضع قواعد صارمة تحكم كيفية تقديم الأطفال في البرامج التلفزيونية وضمان حمايتهم من أي شكل من أشكال الإساءة.
من الضروري أيضًا أن يتم توعية الأطفال وأسرهم بكيفية التعامل مع التنمر، سواء كان ذلك عبر الإعلام أو في الحياة اليومية، وتزويدهم بالأدوات اللازمة للدفاع عن أنفسهم ومعرفة حقوقهم.
ختامًا
قصة مريم الشحي وحادثة التنمر التي تعرضت لها في برنامج ألعاب النجوم تذكرنا بضرورة العمل على حماية حقوق الأطفال في كل المجالات، وخاصة في الإعلام. يجب على جميع الجهات المعنية الالتزام بتقديم محتوى آمن يحترم براءة الأطفال وكرامتهم، وتطبيق العقوبات الرادعة على من يتجاوز هذه الحدود. حان الوقت لمواجهة هذه الظواهر السلبية وضمان بيئة إعلامية تحترم حقوق الأطفال وتساهم في تنشئتهم بشكل صحي وسليم.