تفاصيل اغتيال عبد الرحمن ميلاد “البيدجا”: إمبراطور تهريب البشر في ليبيا، ما هي الحقيقة الكاملة؟
اغتيال البيدجا
في ظل الفوضى الأمنية التي تعيشها ليبيا منذ سنوات، برزت أسماء عدة ارتبطت بعالم الجريمة المنظمة، من بينها اسم عبد الرحمن ميلاد المعروف بـ”البيدجا”. هذا الاسم الذي ذاع صيته على مستوى دولي بفضل تورطه في عمليات تهريب البشر والوقود عبر البحر المتوسط، يعود اليوم إلى الواجهة بعد اغتياله على يد مجهولين في العاصمة طرابلس. هذا الحادث المأساوي أثار ردود فعل واسعة على المستويين المحلي والدولي، وأعاد تسليط الضوء على الفوضى الأمنية التي تعيشها البلاد.
من جهة أخرى، يعتبر اغتيال “البيدجا” ضربة قوية للجماعات المسلحة في ليبيا، خاصةً وأنه كان يمثل أحد الشخصيات الرئيسية التي تقود هذه العمليات. ولكن من هو “البيدجا”؟ وكيف تحول من ضابط في خفر السواحل الليبي إلى واحد من أخطر المهربين في البلاد؟
تفاصيل عملية اغتيال امبراطور تهريب البشر في ليبيا
في مساء الأحد الماضي، تعرض عبد الرحمن ميلاد المعروف بـ”البيدجا”، وهو آمر الأكاديمية البحرية الليبية، إلى عملية اغتيال مروعة. تم اعتراض سيارته من قبل مسلحين مجهولين في منطقة جنزور غرب العاصمة طرابلس، حيث أطلقوا عليه النار مباشرة، مما أدى إلى مقتله على الفور.
التحشيدات العسكرية وردود الفعل
إثر الحادث، شهدت مدينة الزاوية تحركات عسكرية مكثفة، حيث أعلنت العديد من الميليشيات المسلحة حالة النفير العام وتحركت نحو العاصمة طرابلس. كما تم إغلاق الطريق الساحلي وسط مطالب بفتح تحقيق فوري والكشف عن المتورطين في هذه الجريمة.
خلفية “البيدجا” وتورطه في تهريب البشر
ولد “البيدجا” عام 1990 في مدينة الزاوية، وانخرط في العديد من المعارك داخل ليبيا، آخرها كان عام 2019 جنوب طرابلس. بدأ مشواره كضابط في خفر السواحل الليبي، لكنه سرعان ما تورط في عمليات تهريب البشر والوقود، مستغلاً موقع مدينة الزاوية كمركز رئيسي لانطلاق قوارب الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا.
العقوبات الدولية عليه
في عام 2018، فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات على “البيدجا” بسبب تورطه في تهريب المهاجرين وارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. شملت هذه العقوبات تجميد أصوله وحظر السفر، كما أدرج اسمه ضمن قوائم المطلوبين دوليًا من قبل الإنتربول.
تفاصيل الاعتقال والإفراج عنه
ألقت السلطات الليبية القبض على “البيدجا” في عام 2020 بتهم تتعلق بالاتجار بالبشر وتهريب الوقود. ولكن رغم تلك الاتهامات الخطيرة، تم الإفراج عنه في أغسطس 2021 بناءً على توصية، مما أثار انتقادات واسعة وشكوك حول مصداقية القضاء الليبي.
الخاتمة:
يظل اغتيال “البيدجا” لغزاً يثير الكثير من التساؤلات حول من يقف وراء هذه العملية وما هي دوافعها الحقيقية. ولكن الأكيد أن ليبيا اليوم تعيش في خضم فوضى أمنية واقتصادية لا تزال تدفع بالبلاد نحو المجهول، مع استمرار تصاعد حدة الصراعات المسلحة بين الفصائل المختلفة.