شاهد عرس قلعة دمشق المثير للجدل: حفل زفاف فاخر يثير الانتقادات والاستياء
عرس قلعة دمشق
في ساعات الليل الهادئة للعاصمة السورية دمشق، وفي توقيت لم يكن متوقعاً، استفاق السكان على أصوات انفجارات متتالية أثارت الهلع والرعب بين صفوفهم. تلك الأصوات التي استمرت لنحو 15 دقيقة لم تكن ناتجة عن أي هجوم أو عدوان خارجي، بل كانت مجرد ألعاب نارية أُطلقت في حفل زفاف فاخر أُقيم في قلعة دمشق التاريخية. هذه الحادثة لم تمر مرور الكرام، بل أشعلت موجة من الغضب والاستياء الشعبي تجاه استخدام الأماكن الأثرية لإقامة حفلات زفاف خاصة، مما أثار انتقادات واسعة للحكومة السورية ووزارة الثقافة التي سمحت بهذا الاستخدام غير التقليدي للموقع الأثري.
عرس قلعة دمشق
لم يكن الحفل مجرد مناسبة خاصة، بل أثار استياء الكثيرين ممن يرون في استخدام المواقع الأثرية للأفراح انتهاكاً لحرمتها. الإعلامي السوري، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أشار إلى أن هذه الاحتفالات في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد تظهر نوعاً من اللامبالاة بالتوترات السياسية والأمنية التي يعيشها السوريون. كما أكد على أن تأجير الأماكن الأثرية، مثل خان أسعد باشا العظم وقلعة دمشق، لإقامة حفلات خاصة هو انتهاك صارخ لهذه المواقع، متسائلاً كيف يمكن لمكان مثل قلعة دمشق المغلقة أمام الجمهور أن يُستغل لمناسبة خاصة بموافقة رسمية.
صور من عرس قلعة دمشق
شاهد بالصور حفلة عرس قلعة دمشق المثير للجدل، حفل الزفاف الذي قيل انه لرجل أعمال صاعد من طرطوس يدعى اديب مصلح.
استخدام قلعة دمشق للأفراح: تاريخ من الجدل
قلعة دمشق، التي تعد من أهم المعالم الأثرية في المدينة، شهدت في السنوات الأخيرة محاولات للاستثمار فيها عبر إقامة حفلات غنائية بهدف تأمين موارد للخزينة العامة. إلا أن حفل الزفاف الأخير كان الأول من نوعه، حيث تم تزيين القلعة بأضواء ومعدات خاصة بالاحتفال، مما أثار استياء النشطاء. وقد حضر الحفل عدد من المشاهير ونجوم الفن من داخل وخارج سوريا، مما جعل الحدث يكتسب زخماً إعلامياً كبيراً.
ردود الفعل الرسمية والشعبية
صفحة “صاحبة الجلالة – الاحتياطية” وجهت رسالة مباشرة إلى وزيرة الثقافة السورية، لبانة مشوح، مشيرة إلى أن تحويل القلعة إلى صالة أفراح هو أمر غير مقبول، ويعد تجاوزاً للحدود. هذا التوجه الرسمي جاء في إطار محاولات الوزارة لاستثمار المواقع الأثرية، لكن الانتقادات الشعبية المتزايدة تشير إلى أن هذا التوجه قد يكون بحاجة إلى مراجعة.
ختام وتوقعات مستقبلية
لا شك أن استخدام المواقع الأثرية في المناسبات الخاصة يثير جدلاً واسعاً حول الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي. في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة السورية لتأمين موارد جديدة، يبقى السؤال الأهم هو: هل يمكن التوفيق بين استثمار هذه المواقع والحفاظ على قيمتها التاريخية؟ العرس الذي أقيم في قلعة دمشق، على الرغم من فخامته، أظهر بوضوح التحديات التي تواجهها الحكومة في هذا السياق، ومن المتوقع أن يستمر النقاش حول هذا الموضوع في المستقبل القريب.