لماذا حُظرت لعبة فورتنايت على أجهزة آبل في أوروبا وأميركا؟.. إليك التفاصيل الكاملة والسبب القانوني
سبب حظر لعبة فورتنايت
أعلنت شركة إيبيك غيمس، المطورة للعبة فورتنايت، أن شركة آبل رفضت السماح بعودة اللعبة إلى متجر التطبيقات على أجهزة آيفون، سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة، ما أثار موجة كبيرة من الاستفسارات حول سبب حظر لعبة فورتنايت على أجهزة آبل.
تفاصيل حظر لعبة فورتنايت على أجهزة آبل
جاء بيان شركة إيبيك غيمس موضحًا أن شركة آبل رفضت مجددًا إتاحة اللعبة على متجرها، بالرغم من الطلبات المتكررة التي قدمتها الشركة الأمريكية المختصة في تطوير الألعاب.
وفي بيانها الرسمي، أكدت إيبيك غيمس أن قرار آبل يعني أن مستخدمي أجهزتها العاملة بنظام التشغيل iOS، لن يتمكنوا من تحميل لعبة فورتنايت من متجر التطبيقات الرسمي سواء في الولايات المتحدة أو في دول الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي اعتبرته الشركة قرارًا غير عادل يضر بالمنافسة.
وأشارت إيبيك إلى أن اللعبة ستظل غير متوفرة لحين إعادة النظر في القرار، مبدية أسفها تجاه جمهورها العريض من مستخدمي أجهزة آبل.
خلفية الصراع القانوني بين آبل وإيبيك غيمس
تعود جذور النزاع بين الشركتين إلى عام 2020، عندما قامت إيبيك غيمس بتحديث لعبة فورتنايت للسماح للمستخدمين بشراء العملة الافتراضية “V-Bucks” مباشرة داخل اللعبة، متجاوزة بذلك نظام الدفع الخاص بآبل، والذي يقتطع نسبة 30% من قيمة كل معاملة مالية.
واعتبرت آبل أن هذا الإجراء يمثل خرقًا صريحًا لقواعد متجر التطبيقات، فقامت بحذف اللعبة من المتجر على الفور، مما دفع إيبيك غيمس إلى رفع دعوى قضائية تتهم فيها آبل بممارسات احتكارية.
ومنذ ذلك الحين، تصاعدت الأزمة بين الطرفين، وتدخلت فيها العديد من الجهات القضائية، مما جعلها واحدة من أبرز المعارك القانونية في عالم التكنولوجيا.
تأثير القرار على اللاعبين
يؤثر قرار آبل بحظر لعبة فورتنايت بشكل مباشر على ملايين اللاعبين حول العالم ممن يستخدمون أجهزة آيفون وآيباد. فبمجرد منع توفر اللعبة على متجر التطبيقات، يُحرم المستخدمون من:
- تحميل اللعبة من مصادر رسمية.
- الوصول إلى التحديثات الجديدة.
- التفاعل مع مجتمع اللعبة المتصل عبر المنصة.
وفي أوروبا، حيث تدخل قوانين مكافحة الاحتكار حيز التنفيذ تدريجيًا، كانت هناك آمال بأن تتيح آبل اللعبة في بعض الأسواق الأوروبية، لكن البيان الأخير أكد أن الحظر سيشمل الجميع دون استثناء.
تداعيات قانونية محتملة
أثار قرار آبل الجديد موجة من الانتقادات القانونية، خصوصًا مع دخول قانون الأسواق الرقمية الأوروبي حيز التنفيذ. ويُلزم هذا القانون الشركات التقنية الكبرى بعدم التمييز بين التطبيقات أو تقييد سبل وصولها للمستخدمين.
وتشير بعض المصادر إلى أن آبل قد تواجه غرامات أو تدخلًا تنظيميًا في حال تبين أن قرارها بحظر فورتنايت يتعارض مع التشريعات الأوروبية الجديدة.
موقف إيبيك غيمس: المعركة مستمرة
من جانبها، قالت إيبيك غيمس إنها ستواصل النضال القانوني ضد ما وصفته بـ”الاحتكار الرقمي”، معتبرة أن آبل تمنع اللاعبين من حرية الاختيار، وتفرض عليهم قيودًا تعود بالنفع المادي الخالص عليها.
وأضافت أن قرار المحكمة الأخير في الولايات المتحدة يمنع آبل من فرض رسوم على المعاملات التي تتم خارج نظامها، وبالتالي فإن استمرار الحظر يمثل تجاوزًا لتلك التوصيات القضائية.
موقف آبل: حماية المستخدم أم احتكار؟
تدافع شركة آبل عن موقفها بالقول إن القيود المفروضة على المتجر تهدف لحماية المستخدمين من المخاطر الأمنية والتطبيقات غير الموثوقة، بما يضمن تجربة آمنة وسلسة للمستخدم.
إلا أن العديد من المراقبين يعتبرون أن هذه الحجج لا تبرر منع الألعاب الشهيرة والمضمونة مثل فورتنايت، خصوصًا مع تصاعد الضغط من الاتحاد الأوروبي والهيئات التنظيمية.
مستقبل فورتنايت على أجهزة آبل
يبقى السؤال الأهم: هل ستعود فورتنايت إلى أجهزة آبل؟ الجواب في الوقت الحالي ليس واضحًا، لكن المرجح أن المعركة ستستمر في ساحات المحاكم، خصوصًا مع وجود توجه عالمي نحو تقليص هيمنة الشركات الكبرى على الاقتصاد الرقمي.
وفي الوقت نفسه، تواصل فورتنايت تحقيق النجاحات على منصات أخرى مثل بلايستيشن وإكس بوكس وأندرويد، ما يمنحها قاعدة جماهيرية متماسكة رغم الغياب عن نظام iOS.
ختاما:
تُظهر قضية حظر لعبة فورتنايت على أجهزة آبل مدى تعقيد العلاقة بين مطوري التطبيقات والمنصات الكبرى. وبين دواعي الأمان ومتطلبات المنافسة الحرة، تستمر المواجهة القانونية والإعلامية بين إيبيك وآبل، فيما يترقب اللاعبون حول العالم انفراجًا يعيد لهم لعبتهم المفضلة.
إلى حين ذلك، تبقى فورتنايت غائبة رسميًا عن أجهزة آبل، في انتظار حكم القانون أو قرار جديد يعيد الأمور إلى نصابها.