ما هو جهاز البيجر الذي انفجر في لبنان .. الأسباب والتداعيات

في حادثة غير مسبوقة، شهد لبنان انفجارات متعددة لأجهزة الاتصال اللاسلكية المعروفة بـ”البيجر”، والتي يستخدمها أعضاء يعتقد أنهم من حزب الله اللبناني. هذه الانفجارات أدت إلى سقوط تسعة قتلى وأكثر من 2700 جريح في مناطق مختلفة من لبنان، بما في ذلك العاصمة بيروت ومناطق الجنوب. سنتناول في هذا المقال الأسباب المحتملة لهذه الانفجارات وتأثيرها، بالإضافة إلى توضيح أهمية أجهزة البيجر واستخداماتها في مختلف المجالات.

ما هو جهاز البيجر وكيف يعمل؟

أجهزة البيجر هي أجهزة اتصال لاسلكية كانت تُستخدم بشكل شائع قبل انتشار الهواتف المحمولة الحديثة. تعتمد هذه الأجهزة على إرسال إشارات عبر الشبكات اللاسلكية، وتتميز بسهولة استخدامها وصغر حجمها. كانت البيجرات تستخدم بشكل رئيسي في المستشفيات والشركات وبين رجال الأمن للتواصل السريع في الحالات الطارئة، خاصة في مواقف لا يستطيع فيها الأفراد الرد مباشرة على المكالمات.

أنواع أجهزة البيجر

• أجهزة بيجر المستقبِلة: تقتصر على استقبال الرسائل أو الإشعارات من جهات إرسال معينة.
• أجهزة بيجر المستقبِلة والمرسِلة: تتمتع بالقدرة على إرسال واستقبال الرسائل النصية، لكنها تظل محدودة في قدراتها مقارنةً بالهواتف الذكية اليوم.

كيف حدثت الانفجارات وما هي الأسباب المحتملة؟

وفقًا لمستشار شؤون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، عامر الطبش، فإن الانفجارات وقعت نتيجة لاستخدام أجهزة البيجر التي تُعلق حول خاصرة المستخدمين. ويعتقد أن هذه الانفجارات حدثت نتيجة لتحميل زائد على بطاريات البيجر، مما أدى إلى انفجارها. وأشار الطبش إلى أن هناك تعليمات أمنية لأعضاء حزب الله بعدم استخدام هذه الأجهزة للتواصل، مما يزيد من احتمال أن تكون تلك الأجهزة قد تعرضت لاختراق من قبل جهات معادية.

تأثير الانفجارات على القطاع الطبي

طلب مركز عمليات الأزمة في لبنان، الذي تديره وزارة الصحة، من جميع العاملين في المجال الطبي التوجه إلى مستشفياتهم للمساعدة في التعامل مع الأعداد الكبيرة من الجرحى القادمين لتلقي الرعاية العاجلة. كما أُصدر تحذير للعاملين بعدم استخدام أجهزة النداء “البيجر” في هذه الفترة لتجنب مخاطر الانفجارات المحتملة.

تأثير الانفجارات على سوريا

لم تقتصر آثار الانفجارات على لبنان فقط؛ فقد أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن إصابة ما لا يقل عن 14 شخصًا في مناطق متفرقة من سوريا بسبب الانفجارات المرتبطة بالأحداث في لبنان.

فرضيات حول مصدر أجهزة البيجر

يرجح الطبش أن تكون أجهزة البيجر التي انفجرت قادمة من الصين وتم شراؤها بعملية مموهة قبل أن تصل إلى إيران ومن ثم إلى أيدي حزب الله. ويعتقد أن المادة المتفجرة التي ساعدت في تسخين البطاريات إلى حد الانفجار قد تكون من مكونات البيجر نفسه.

التكنولوجيا الحديثة والأمان: الفرق بين البيجر والهواتف الذكية

أوضح خبير إلكتروني لبي بي سي أن بطاريات الهواتف الذكية الحديثة تحتوي على أنظمة حماية ضد الحرارة، مما يجعلها أقل عرضة للانفجار مقارنةً بأجهزة البيجر التقليدية. وهذا يعزز من أهمية الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة لتجنب مثل هذه الحوادث.

خاتمة:

تكشف هذه الحادثة عن المخاطر المحتملة لاستخدام الأجهزة القديمة وغير المأمونة في ظل الظروف الأمنية الحالية. ومع تطور التكنولوجيا، يبقى استخدام الأجهزة الأكثر أمانًا وفعالية ضرورة لتفادي مثل هذه الكوارث.