حقيقة إلغاء نظام الكفالة للسوريين في السعودية: توضيحات رسمية حول الإقامات والتسهيلات

السعودية تلغي نظام الكفالة للسوريين

الرياض، المملكة العربية السعودية – ضجت وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الأخبار مؤخراً بعنوان يثير الكثير من التساؤلات: السعودية تلغي نظام الكفالة للسوريين وتعلن عن إقامات قابلة للتجديد برسوم رمزية. هذا الخبر انتشر كالنار في الهشيم، دافعاً الكثيرين من أبناء الجالية السورية وغيرهم للبحث عن حقيقة هذه الأنباء. فما هي الحقيقة وراء هذه الأخبار المتداولة؟

انتشار واسع.. حقيقة إلغاء نظام الكفالة للسوريين في السعودية

تداولت العديد من المنصات أخباراً مفادها أن المملكة العربية السعودية قد ألغت نظام الكفالة بشكل خاص للسوريين، مستبدلةً إياه بنظام جديد يتيح لهم إصدار إقامات خاصة قابلة للتجديد بشكل دوري دون الحاجة إلى كفيل، وبـ”رسوم رمزية”. كما أشارت الأنباء إلى إعفاء العاملين السوريين المخالفين من الضرائب السابقة والغرامات، وتيسير إجراءات العودة الطوعية إلى سوريا مع ضمان إمكانية العودة إلى الأراضي السعودية لاحقاً. وقد قوبلت هذه الأخبار بموجة من الفرح في صفوف الجالية السورية، التي اعتبرت ذلك دعماً كبيراً وتخفيفاً لمعاناتهم في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب السوري.

وزارة الموارد البشرية تنفي رسمياً إلغاء نظام الكفيل بشكل عام:

بالمقابل، نفت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية (وزارة العمل والتنمية الاجتماعية سابقاً)، رسمياً ما تردد عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة بخصوص «إلغاء نظام الكفيل» في البلاد بشكل عام. وأكدت الوزارة، عبر بيان رسمي، أنها «تتشارك في قراراتها التي تمس سوق العمل مع مختلف الجهات الحكومية وقطاع الأعمال؛ ويتم الإعلان عنها رسمياً». وشددت على ضرورة أخذ المعلومات من مصادرها الرسمية والموثوقة فقط.

نظام الكفالة في السعودية: الإصلاحات الشاملة والتطورات الأخيرة

يعود تاريخ نظام الكفيل في السعودية إلى عام 1371هـ، وكان يهدف إلى تنظيم العلاقة بين العامل الوافد وصاحب العمل. وبموجبه، يلتزم العامل لحظة وصوله بالعمل لدى كفيله وفق بنود العقد، ولا يحق له الانتقال للعمل لدى غيره إلا بإعارته أو بنقل كفالته.

وفي خطوة تاريخية تهدف إلى تحسين بيئة العمل وضمان كرامة العامل، قامت المملكة العربية السعودية بتعديلات جوهرية على نظام العمل، بما في ذلك ما يُعرف بـ”المادة 61″ التي دخلت حيز التنفيذ. هذه التعديلات ليست إلغاءً كاملاً لنظام الكفالة بالمعنى المتعارف عليه، بل هي إصلاحات شاملة تهدف إلى:

أبرز ملامح إصلاحات نظام العمل السعودي:

  • حرية التنقل الوظيفي: تمكين العامل الوافد من الانتقال إلى صاحب عمل آخر دون الحاجة إلى موافقة الكفيل في حالات معينة، وذلك بعد انتهاء العقد أو استيفاء الشروط المحددة.
  • تيسير إجراءات الخروج والعودة: السماح للعامل الوافد بالخروج والعودة من وإلى المملكة، وكذلك الخروج النهائي، دون الحاجة لموافقة صاحب العمل في حالات معينة.
  • ضمان كرامة العامل: منع الممارسات المسيئة مثل احتجاز الأجور دون مبرر قانوني، وحظر العمل القسري.
  • عدم التمييز: ضمان عدم التمييز بين العاملين بأي شكل من الأشكال.
  • تحسين الظروف المعيشية: إلزام أصحاب العمل بتوفير السكن والمواصلات اللائقة والبدل النقدي المناسب، حسب بنود العقد.

هذه الإصلاحات تُطبق على جميع العمالة الوافدة في المملكة، وتهدف إلى بناء بيئة عمل أكثر جاذبية وكفاءة، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.

توضيحات هامة: الفرق بين الإشاعة والواقع

على الرغم من أن التعديلات الأخيرة على نظام العمل السعودي تُمثل انفراجة كبيرة للعمالة الوافدة كافة، وتؤكد على التزام المملكة بحقوق العمال وكرامتهم، إلا أنه من الضروري التمييز بين هذه الإصلاحات الشاملة وبين الأخبار غير الدقيقة التي تحدثت عن “إلغاء نظام الكفالة للسوريين برسوم رمزية” بشكل خاص.

إن نفي وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية يؤكد أن القرارات الرسمية المتعلقة بسوق العمل تُعلن عبر قنواتها الرسمية بعد التنسيق مع مختلف الجهات الحكومية وقطاع الأعمال. لذا، يجب على الجميع أخذ المعلومات من مصادرها الموثوقة والابتعاد عن الشائعات التي قد تثير اللبس أو توقعات غير واقعية.

تُعد هذه الخطوات الإصلاحية جزءاً من سياسة المملكة المستمرة في تطوير سوق العمل وتقديم الدعم لكافة المقيمين والوافدين، بما يتماشى مع الأنظمة الوطنية والمبادئ الإنسانية.

الخلاصة:
في الختام، بينما تواصل المملكة العربية السعودية جهودها لتحسين وتطوير بيئة العمل لجميع الوافدين، مع التركيز على ضمان حقوقهم وكرامتهم، فإن الأخبار المتداولة حول “إلغاء نظام الكفالة للسوريين برسوم رمزية” هي معلومات غير صحيحة تم نفيها رسمياً. لذا، ننصح دائماً بالرجوع إلى البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية للحصول على المعلومات الدقيقة والموثوقة.

راما

صحفية متمرسة تتمتع بمهارات كتابة قوية وذوق أدبي رفيع، لديها القدرة على صياغة الأخبار والتقارير والمقالات بطريقة شيقة وجذابة، تجيد إجراء المقابلات واستخلاص المعلومات من مختلف المصادر، يمتلك مهارات بحثية ممتازة، وقادرة على ابتكار أفكار جديدة للمحتوى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع موجز الأنباء

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع موجز الأنباء.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !