من هو عبدالله العلي النعيم أمين الرياض الأسبق ورائد التنمية الحضرية في السعودية
توفي اليوم، 15 ديسمبر 2024، عبدالله العلي النعيم، أحد أبرز الشخصيات الإدارية في المملكة العربية السعودية وأمين مدينة الرياض الأسبق، عن عمر يناهز 93 عامًا. رحيله يمثل خسارة كبيرة للمملكة، خاصةً في ظل إنجازاته العديدة في مجالات التنمية العمرانية والإدارية والاجتماعية. النعيم، الذي شغل العديد من المناصب القيادية في المملكة، كان له دور بارز في تطوير مدينة الرياض وتحويلها إلى واحدة من أكبر العواصم العربية. بالإضافة إلى مسيرته المهنية الحافلة، ترك النعيم إرثًا غنيًا في مجالات العمل الاجتماعي والخيري، حيث أسس العديد من المبادرات التي أسهمت في تحسين حياة المواطنين السعوديين.
من هو عبدالله العلي النعيم
يُعتبر عبدالله العلي النعيم أحد الشخصيات البارزة في تاريخ السعودية المعاصر، حيث ترك بصمة واضحة في مجال إدارة المدن والتنمية العمرانية. وُلد النعيم في 15 ديسمبر 1931 في مدينة عنيزة، وتوفي في نفس اليوم من عام 2024، بعد أن قدم مسيرة حافلة بالإنجازات الإدارية والاجتماعية. شغل عدة مناصب قيادية وتطوعية طوال حياته، ونجح في ترك إرثه الإداري في العديد من المجالات.
النشأة والتعليم
ولد عبدالله العلي النعيم في مدينة عنيزة التابعة لمنطقة القصيم بالمملكة العربية السعودية. تربى في بيئة علمية وثقافية، حيث كان لديه شغف كبير بالتعليم والإدارة منذ صغره. بدأ دراسته في مدينة عنيزة، ثم انتقل إلى الرياض لمواصلة تعليمه، ليحصل على شهادة البكالوريوس في التاريخ من جامعة الملك سعود بالرياض.
البدايات المهنية
بدأ النعيم مسيرته المهنية في قطاع التعليم، حيث تم تعيينه مديرًا لتعليم منطقة الرياض في عام 1962. خلال فترة عمله في هذا المنصب، أحدث تغييرًا إيجابيًا في نظام التعليم بالرياض، وطور العديد من المناهج والبرامج التعليمية التي ساهمت في تعزيز مستوى التعليم في المملكة.
رئاسة أمانة مدينة الرياض
في عام 1976، تم تعيين عبدالله العلي النعيم أمينًا لأمانة مدينة الرياض، وهو المنصب الذي شغله لمدة 15 عامًا حتى عام 1991. خلال فترة رئاسته، استطاع النعيم أن يحقق العديد من الإنجازات في مجال التحديث العمراني وتطوير البنية التحتية للمدينة، مما جعل الرياض تصبح نموذجًا في التنمية العمرانية على مستوى المنطقة. كان النعيم مسؤولاً عن تنفيذ العديد من المشاريع الحيوية التي ساهمت في جعل الرياض واحدة من أكبر العواصم الحديثة في المنطقة.
أبرز تلك المشاريع كان إنشاء شبكات الطرق الحديثة، تطوير المناطق السكنية، وتجهيز الرياض بمرافق حضرية متقدمة، فضلًا عن بناء المشاريع العامة مثل الحدائق والمنتزهات التي أصبحت جزءًا أساسيًا من حياة المواطنين في المدينة.
إسهاماته في مختلف المجالات
تجاوزت إنجازات عبدالله العلي النعيم حدود إدارة المدن. فقد كانت له مساهمات واسعة في مجال العمل الاجتماعي والخيري. أسس وترأس مجلس إدارة مركز الملك سلمان الاجتماعي بالرياض، الذي يُعد من أبرز المراكز التي تقدم الخدمات الاجتماعية والترفيهية للمواطنين. كما كان له دور محوري في تأسيس الجمعية الخيرية الصالحية بعنيزة، وهي جمعية تهتم بتقديم المساعدات والأنشطة الخيرية.
كما تولى النعيم عدة مناصب في مجالات أخرى، منها رئاسة مجلس إدارة شركة الغاز والتصنيع الأهلية، وأيضًا عضويته في الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض. كانت له العديد من المساهمات البارزة في مجال تنظيم المدن الكبرى، وقد عمل رئيسًا لمجلس أمناء المعهد العربي لإنماء المدن، الذي يتبع منظمة المدن العربية.
المشاركة في الشأن السياسي والاجتماعي
على الرغم من كونه رجل إدارة، إلا أن عبدالله العلي النعيم لم يتوانَ عن الانخراط في القضايا الاجتماعية والسياسية التي تهم المملكة والمنطقة. على سبيل المثال، عمل مشرفًا عامًا على لجنة العناية بالإخوة الكويتيين أثناء الغزو العراقي للكويت، كما كان رئيسًا للجنة المنظمة لمعرض المملكة بين الأمس واليوم.
بالإضافة إلى ذلك، شغل النعيم دورًا مهمًا في اللجنة التنفيذية الخاصة باحتفالات الرياض بمرور 20 عامًا على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود الحكم. كانت مشاركته في هذه الفعاليات جزءًا من اهتمامه الكبير بتوثيق تاريخ المملكة وتعريف الأجيال الجديدة بجوهر الحضارة والتطور في المملكة.
الإرث العلمي والثقافي
في إطار اهتمامه بتوثيق التاريخ السعودي والإداري، أصدر عبدالله العلي النعيم كتابًا بعنوان “بتوقيعي.. حكايات من بقايا السيرة” في عام 2020، وهو سيرة ذاتية تناول فيها مراحل من حياته وتجارب عمله في المجال الإداري. كما أُصدر كتاب آخر بعنوان “عبد الله العلي النعيم.. الإدارة بالإرادة” في عام 2002، حيث أعده الكاتب إبراهيم بن عبدالرحمن التركي، الذي تناول فيه تطور مسيرته الحياتية والإدارية.
الجوائز والتكريمات
على مدار حياته، نال عبدالله العلي النعيم العديد من الجوائز والتكريمات التي تعكس تقدير المجتمع لجهوده وإسهاماته. حصل على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الممتازة ووسام الملك حسين بن علي من الأردن، ووسام العرش بدرجة قائد من المغرب. هذه الجوائز كانت تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في خدمة المجتمع السعودي وتطوير مدينة الرياض بشكل خاص.
وفاته وإرثه
توفي عبدالله العلي النعيم في 15 ديسمبر 2024، تاركًا وراءه إرثًا كبيرًا في مجالات عدة، من بينها الإدارة العامة، تطوير المدن، والعمل الخيري والاجتماعي. كان له تأثير عميق على الرياض وعلى العديد من المشاريع التي ساعدت في تحسين حياة المواطنين السعوديين. نُعي النعيم من قبل العديد من الشخصيات العامة والهيئات المختلفة في المملكة، التي أشادت بمسيرته الحافلة بالإنجازات.
ختامًا:
يُعتبر عبدالله العلي النعيم من الشخصيات التي لعبت دورًا محوريًا في تطور المملكة، ولا سيما في الرياض. إرثه الإداري والإنساني جعل منه نموذجًا يُحتذى به في العمل الجاد والمثابرة. تظل إنجازاته شاهدة على التفاني والإبداع في مجال الإدارة والتطوير العمراني، وستظل ذكراه حية في المشاريع التي أطلقها والتي أسهمت بشكل كبير في جعل مدينة الرياض من أكبر العواصم العربية والعالمية تطورًا.
