ليلة الوحشة: أعمال ليلة الحادي عشر من محرم 1447-2025 وصلاة ليلة الوحشة عند الشيعة | دليل كامل
صلاة ليلة الوحشة
تُعرف ليلة الحادي عشر من محرم بـ”ليلة الوحشة”، وهي ليلة ذات أهمية كبرى ومكانة خاصة في قلوب المسلمين، لا سيما أتباع أهل البيت عليهم السلام. هذه الليلة ليست مجرد تاريخ في التقويم، بل هي محطة روحية عميقة تستذكر فيها أحداث كربلاء المأساوية، وتجسد عظمة صبر السيدة زينب الكبرى وأهل البيت عليهم السلام في مواجهة أشد المحن.
يهدف هذا المقال إلى تقديم دليل شامل حول أعمال ليلة الوحشة كما وردت في “مفاتيح الجنان”، مع التركيز على صلاة ليلة الوحشة وأهمية هذه الليلة عند الشيعة، وذلك لمساعدة الزوار الباحثين عن فهم أعمق لهذه الليلة المباركة وأعمالها المستحبة للعام 1447هـ-2025م.
ليلة الوحشة: ما هي وما أهميتها في عاشوراء؟
ليلة الوحشة، هي ليلة الحادي عشر من شهر محرم الحرام، تأتي مباشرة بعد يوم عاشوراء، الذي شهد فاجعة استشهاد الإمام الحسين بن علي (ع) وأهل بيته وأصحابه في أرض كربلاء. سُميت بـ”ليلة الوحشة” لأنها الليلة التي تلت المصاب العظيم، حيث عاشت فيها السيدة زينب الكبرى وبقية الناجين من أهل بيت النبوة حالة من الوحشة والألم الشديد بعد فقد الأحبة وحرق الخيام.
أهمية ليلة الوحشة عند الشيعة:
- تذكير بمعاني الصبر والتضحية التي جسّدتها السيدة زينب الكبرى (ع) وأهل البيت (ع) في مواجهة أشدّ المحن.
- تقوية الصلة بأهل البيت (ع)، وتعزيز مشاعر الولاء والمحبة لهم.
- فرصة للتعبير عن التعاطف مع المظلومين في كلّ زمانٍ ومكان، استلهاماً من مظلومية الإمام الحسين (ع).
إنها ليلة للتأمل في هذه التضحيات العظيمة واستلهام الدروس من صبر وشجاعة أهل البيت (ع) في أوج مصابهم.
أعمال ليلة الوحشة عاشوراء مفاتيح الجنان 1447-2025
تتضمن كتب الأدعية والتراث الشيعي، وعلى رأسها “مفاتيح الجنان“، مجموعة من الأعمال المستحبة لإحياء ليلة الوحشة، بهدف التعبير عن الحزن والتعاطف مع مصاب أهل البيت (ع) والتقرب إلى الله تعالى.
أبرز أعمال ليلة الوحشة المستحبة:
- إحياء ذكرى مصاب أهل البيت: تُحيي الطائفة الشيعية هذه الليلة بقراءة المراثي واللطميات الحسينية، والتعبير عن مشاعر الحزن والأسى على ما حلّ بهم في كربلاء، مع التذكير بتضحيات الإمام الحسين وأهل بيته (ع).
- صلاة ليلة الوحشة: تُعدّ من المستحبات المؤكدة في هذه الليلة (تفصيلها لاحقاً).
- زيارة الإمام الحسين وأهل بيته: زيارة مرقده الشريف في كربلاء أو أيّ مكانٍ آخر، أو الزيارة عن بُعد، للتعبير عن الولاء والوفاء لهم، واستذكار تضحياتهم العظيمة.
- التصدق وإطعام الطعام: يُستحبّ التصدق وإطعام الطعام في هذه الليلة، تقرباً لله تعالى وشكراً لنعمه، وكذلك للمساهمة في مساعدة المحتاجين إحياءً لذكرى العطاء الحسيني.
هذه الأعمال تعمق الارتباط الروحي بالإمام الحسين (ع) وأهل بيته وتجدد العهد بمبادئهم.
صلاة ليلة الوحشة عند الشيعة: كيفية الأداء وثوابها
تُعدّ صلاة ليلة الوحشة من أهم الأعمال المستحبة في ليلة الحادي عشر من محرم، ولها كيفية خاصة وردت في مفاتيح الجنان، تهدف إلى إهداء الثواب لأرواح المؤمنين، وخاصة شهداء كربلاء.
كيفية أداء صلاة ليلة الوحشة:
- عدد الركعات: ركعتان.
- الركعة الأولى: بعد سورة الحمد، تقرأ آية الكرسي. يُستحبّ قراءة آية الكرسي كاملةً، والأحوط لزوماً قراءتها إلى قوله تعالى: “هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ”.
- الركعة الثانية: بعد سورة الحمد، تقرأ سورة القدر عشر مرات.
- الدعاء بعد الصلاة: يُدعَى بعد الصلاة بهذا الدعاء: “اللّهمّ صلّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ، وابعثْ ثوابَها إلى قبرِ فلانٍ”. (يُذكر اسم الميت بدلاً من “فلان”).
يُعتقد أن هذه الصلاة تحمل ثواباً عظيماً، وتساهم في إيصال النور والرحمة لأرواح الأموات، ولهذا يحرص الشيعة على أدائها في هذه الليلة.
خلاصة:
تُعدّ ليلة الوحشة فرصةً إيمانية عظيمة للتأمل في تضحيات أهل البيت عليهم السلام، واستلهام معاني الصبر والتضحية والوفاء من حياتهم. إن إحياء هذه الليلة بأعمال العبادة والدعاء والتصدق ليس مجرد تقليد، بل هو تجديد للعهد بالمبادئ السمحة التي استشهد من أجلها الإمام الحسين (ع)، وفرصة لتعزيز القيم الإنسانية في المجتمع، والعمل على نشر الوعي بقضية الحق والعدل.