أعمال يوم عاشوراء وليلة العاشر من محرم: دليل مفاتيح الجنان الشامل عند الشيعة
يوم عاشوراء عند الشيعة
يُعدّ يوم العاشر من محرّم، المعروف بيوم عاشوراء، من الأيام ذات الأهمية الكبرى في التقويم الإسلامي. فبينما يرى فيه بعض المسلمين يوم نجاة نبي الله موسى -عليه السلام- وشكراً لله تعالى، فإنه يحمل عند الشيعة دلالات عميقة من الحزن والمصاب، لارتباطه باستشهاد الإمام الحسين -رضي الله عنه-، سبط النبي محمد (ص). لذلك، تتنوع الأعمال والطقوس الخاصة بهذا اليوم وليلتِه، المستوحاة من مفاتيح الجنان والتراث الشيعي.
يهدف هذا المقال إلى تقديم دليل شامل لأعمال يوم عاشوراء وليلة العاشر من محرم وفقاً لمفاتيح الجنان والتقاليد الشيعية، مع التركيز على أهميتها الروحية والتاريخية، لمساعدة الزوار الباحثين عن فهم أعمق لهذا اليوم المقدس وأعماله المستحبة.
يوم عاشوراء عند الشيعة: ذكرى الحزن والمصيبة
عند الشيعة، ليس يوم عاشوراء مجرد يوم تاريخي، بل هو يومٌ محوريٌّ في الإيمان، يمثل قمة التضحية والفداء في سبيل الحق والعدل. تتجلى فيه ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي -عليه السلام-، إلى جانب أهله وأصحابه، في معركة كربلاء.
أهمية يوم عاشوراء عند الشيعة:
- ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي (ع) في كربلاء.
- رمز للتضحية والفداء في سبيل المبادئ الإسلامية.
- يوم حزن ومصاب عميق، تستذكر فيه مظلومية أهل البيت (ع).
لهذا السبب، فإن يوم عاشوراء هو يوم إظهار الحزن، والأسى، والتعبير عن الولاء للإمام الحسين وقضيته. تختلف الطقوس والأعمال عن تلك التي يؤديها عامة المسلمين في هذا اليوم، لتعكس هذا البعد المأساوي والروحي.
أعمال يوم عاشوراء (العاشر من محرم) مفاتيح الجنان
تتضمن كتب الأدعية والتراث الشيعي مجموعة من الأعمال المستحبة في يوم عاشوراء، تهدف إلى إحياء ذكرى الإمام الحسين والتقرب إلى الله تعالى.
أعمال يوم عاشوراء المستحبة:
- الإمساك عن الدنيا: التفرّغ للعبادة والذكر، والابتعاد عن الانشغال بأمور الدنيا.
- التذكّر والبكاء: إحياء ذكرى الإمام الحسين (ع) ومصائبه، والبكاء على مظلوميته.
- إقامة المآتم: التجمّع لإحياء ذكرى الإمام الحسين (ع)، وإلقاء المراثي وتقديم التعازي للمؤمنين.
- زيارة الإمام الحسين: زيارة مرقده الشريف في كربلاء (إن أمكن) أو زيارته من بُعد في أي مكان آخر.
- الصيام: يُستحبّ الصيام في يوم عاشوراء، ولكنه لا يجب. (يُفضل الإمساك عن الطعام والشراب حزناً حتى وقت العصر)
- الإفطار بعد العصر: يُستحبّ الإفطار بعد العصر بشيءٍ من تربة الحسين (عليه السلام).
- دعاء زيارة عاشوراء: قراءة دعاء زيارة عاشوراء المشهور.
هذه الأعمال تعزز الارتباط الروحي بالإمام الحسين وتجدد العهد بمبادئه السامية.
أعمال ليلة عاشوراء (ليلة العاشر من محرم) مفاتيح الجنان
تسبق ليلة عاشوراء يوم المصيبة، وتحمل في طياتها روحانية خاصة، حيث يتهيأ فيها المؤمنون لإحياء الذكرى العظيمة. تتضمن هذه الليلة أعمالاً مستحبة للتقرب إلى الله وطلب المغفرة.
أعمال ليلة عاشوراء المستحبة:
- الاغتسال: الاستحمام استعدادًا للعبادة والتهيئة الروحية لليلة.
- زيارة الإمام الحسين: يُستحب زيارة مرقده الشريف في كربلاء أو زيارته من بُعد (الزيارة عن بُعد).
- الدعاء: الإكثار من الدعاء، خاصةً دعاء الفرج (دعاء الإمام المهدي عج).
- الصلاة: صلاة ركعتين، ثمّ السجود وشكر الله تعالى مئة مرة، ثمّ قول “سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم” سبعين مرة.
- الاستغفار: ورد الاستغفار بعد قول “العلي العظيم” في الذكر المذكور.
هذه الأعمال تعد فرصة ثمينة للمؤمنين لتعميق إيمانهم، والتعبير عن حزنهم، وطلب الرحمة والمغفرة في هذه الليلة المباركة.
خلاصة:
إن ليلة عاشوراء ويومها يمثلان فرصة عظيمة للتقرب إلى الله تعالى والتأمل في قيم التضحية والعدل التي سطرها الإمام الحسين (ع). ينبغي للمسلمين، وخاصة الشيعة، اغتنام هذه الأوقات المباركة بأداء الأعمال المستحبة، والدعاء والتضرّع إلى الله تعالى، وإحياء ذكرى الإمام الحسين بما يليق بمكانته العظيمة. هذه الأعمال ليست مجرد طقوس، بل هي تعبير عن الإيمان العميق والولاء لمبادئ الحق التي استشهد الإمام الحسين من أجلها.