ما هي الأعمال المستحبة يوم عاشوراء 2025؟ فضائل عظيمة وفرص لا تُعوض
يُقبل المسلمون على يوم عاشوراء بقلوب يملؤها الإيمان والشوق للأجر والمغفرة، فهذا اليوم له منزلة عظيمة في الإسلام، إذ صامه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه، وبه نجا الله موسى عليه السلام وقومه من فرعون. يبحث الكثيرون الآن عن الأعمال المستحبة يوم عاشوراء ليحيوا هذا اليوم وفق السنة، ويجنوا خيره وبركاته في الدنيا والآخرة.
يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم، أحد الأشهر الحرم التي خصها الله تعالى بمزيد من الفضل والتشريف. وهو يوم نصر الله فيه الحق على الباطل، ونجّى عبده موسى عليه السلام، فكان شكر النبي صلى الله عليه وسلم بصيامه، وأمر الأمة بالصيام شكرًا لله. في هذا المقال نقدم لكم الأعمال المستحبة يوم عاشوراء بالتفصيل، لتكون دليلك العملي لإحياء هذا اليوم المبارك.
فضل صيام يوم عاشوراء
صيام يوم عاشوراء له فضل عظيم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله”. رواه مسلم. أي أن الله تعالى يغفر للمسلم ذنوب سنة ماضية إذا صام عاشوراء خالصًا لوجهه.
وروى ابن عباس رضي الله عنهما: “ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم يفضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان”. رواه البخاري.
مراتب صيام عاشوراء
ذكر ابن القيم رحمه الله أن صيام عاشوراء له ثلاث مراتب:
- صيام التاسع والعاشر والحادي عشر، وهو الأكمل.
- صيام التاسع والعاشر، وهو أفضل من صيام العاشر منفردًا.
- صيام العاشر فقط.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: لا يكره إفراد عاشوراء بالصيام، لكن الأفضل صيام يوم قبله أو بعده.
التوسعة على الأهل يوم عاشوراء
من السنن المهجورة التي يغفل عنها الكثيرون التوسعة على الأهل في عاشوراء، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته”. رواه البيهقي في شعب الإيمان.
قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: “جربناه فوجدناه كذلك”، أي وجد أثر التوسعة في البركة طوال العام. والمقصود بالتوسعة هو زيادة الخير على الأهل، في الطعام أو الملبس أو إدخال السرور عليهم بما يتيسر.
قيام ليلة عاشوراء
لم يثبت نص صحيح في تخصيص ليلة عاشوراء بقيام مخصوص، لكن يستحب اغتنامها بالعبادة عامة من صلاة ودعاء وذكر واستغفار، دون تخصيص بصلاة معينة أو دعاء خاص، لأن ذلك يدخل في البدع.
الأعمال المستحبة يوم عاشوراء
ينبغي للمسلم أن يحرص على هذه الأعمال في يوم عاشوراء:
- الإكثار من الاستغفار: فهو يوم عظيم تغفر فيه الذنوب.
- الإكثار من الدعاء والذكر: بالتسبيح والتهليل والتكبير والحمد لله.
- تلاوة القرآن الكريم: لما فيه من النور والهداية للقلب.
- إعلان التوبة الصادقة: والتعهد بترك الذنوب والمعاصي.
- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: فإنها من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله.
- الصدقة: ففيها تفريج كربات المحتاجين ونيل رضا الرحمن.
- صيام اليوم نفسه: وهو أعظم الأعمال في عاشوراء.
الأعمال المنهي عنها في يوم عاشوراء
حذر العلماء من بعض البدع المنتشرة في يوم عاشوراء، ومن ذلك:
- تخصيصه بالغسل أو الاغتسال للبركة دون نص شرعي.
- الطبخ الخاص أو الذبح بقصد التبرك بيوم عاشوراء.
- الحزن والكآبة والمآتم وضرب الجسد وإسالة الدم، كما يفعل بعض الفرق، وهذه أعمال محرمة لا أصل لها في الإسلام.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”. متفق عليه.
سبب عظمة يوم عاشوراء
يرجع فضل يوم عاشوراء إلى أنه اليوم الذي نجّى الله تعالى فيه موسى عليه السلام وقومه من فرعون وجنوده، فقال تعالى: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكّرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} [إبراهيم: 5].
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه شكرًا لله، وأوصى الأمة بصيامه إحياءً لهذه الذكرى العظيمة، وتجديدًا لمعاني الثبات على الدين، والنصر للمؤمنين مهما طال ظلم الظالمين.
أعمال عاشوراء بين السنة والبدعة
يخلط بعض الناس بين الأعمال المشروعة والبدع في عاشوراء، لذا وجب التأكيد:
- الأعمال المستحبة: الصيام، التوسعة على الأهل، الدعاء، الذكر، التوبة، الصدقة، قراءة القرآن، الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
- الأعمال الممنوعة: اللطم، الضرب بالسلاسل، إراقة الدماء، إقامة المآتم الخاصة، الطبخ أو الغسل بقصد البركة دون دليل.
ختامًا: يوم عاشوراء محطة ربانية تتجدد فيها الروح وتصفو القلوب، يذكرنا بنجاة المؤمنين وهلاك الظالمين، يعلمنا أن مع الصبر يأتي الفرج، ومع الثبات ينزل النصر. اجعل هذا اليوم بداية جديدة بينك وبين الله، صمْه خالصًا لوجهه، ووسع على أهلك واذكره كثيرًا، لتنال بركته عامًا كاملًا وتكون من الصابرين الشاكرين.
