ما هو قمر الحليب؟ ظاهرة فلكية فريدة تحدث في مايو 2025 وتستقطب اهتمام العلماء

تشهد سماء العالم اليوم، الإثنين، واحدة من أجمل الظواهر الفلكية التي تُبهج العين وتثير فضول المهتمين بالفلك، وهي ظاهرة اكتمال القمر بدرًا بلون أبيض يُشبه الحليب تُعرف باسم “قمر الزهور“، أو قمر الحليب.

ما هو قمر الحليب؟ ولماذا سُمي بهذا الاسم؟

قمر الحليب هو اسم تقليدي أطلقته القبائل الأميركية الأصلية على القمر البدر الذي يظهر في شهر مايو، حيث يتزامن مع موسم تفتح الأزهار بكثافة، وزيادة إنتاج الحليب في المزارع، حيث اعتاد المزارعون على حلب الأبقار ثلاث مرات يوميًا خلال هذه الفترة.

ويُعرف القمر أيضًا بأسماء مثل:

• قمر الزهور (Flower Moon).
• قمر الذرة (Corn Moon).

تفاصيل الظاهرة الفلكية كما يوضحها العلماء

بحسب الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر:

• يكتمل قرص القمر ويصبح بدرًا بنسبة لمعان 100%.
• يكون القمر في حالة تقابل مع الشمس، ما يجعله يشرق عند غروب الشمس ويظل مرئيًا طوال الليل.
• أفضل وقت لرؤية التضاريس والفوهات البركانية على سطح القمر باستخدام تلسكوب أو نظارة معظمة.

وأكد تادرس أن العين المجردة لا تستطيع التمييز الكامل للاكتمال الحقيقي لقرص القمر، ولهذا يظهر كأنه بدر طوال الفترة من 10 إلى 14 مايو.

توقيت الظهور والاقتران مع قلب العقرب

يُشرق القمر اليوم الثلاثاء، 13 مايو 2025، في تمام الساعة 9:10 مساءً بتوقيت القاهرة (نفس التوقيت في بغداد)، ويظهر مقترنًا مع النجم العملاق الأحمر Antares المعروف باسم قلب العقرب، وهو:

• ألمع نجم في برج العقرب.
• يفوق كتلة الشمس بـ10 مرات.
• يبعد عن الأرض بحوالي 600 سنة ضوئية.

يمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة بوضوح، وسيظل المشهد ظاهرًا حتى شروق الشمس عندما يغمر ضوء الشفق الفجر السماء.

الفرق بين قمر الزهور والقمر العملاق

على الرغم من أنه ليس قمرًا عملاقًا (Supermoon)، إلا أن:

• قمر الزهور يتميز بلمعان أقل بنسبة 30%.
• وحجم أصغر بنسبة 14% مقارنة بالقمر العملاق.

ومع ذلك، يُمكن رؤيته بسهولة دون الحاجة إلى أدوات فلكية، خاصة في السماء الجنوبية الشرقية.

مشاهد خلابة وفرصة للتمتع بالطبيعة

تستمر الظاهرة لمدة عدة أيام قبل وبعد البدر الكامل، ما يمنح الفرصة لمحبي الفلك والمهتمين بالتصوير الليلي لمراقبة ومشاركة مشاهد طبيعية خلابة في مختلف مناطق العالم.

يُنصح بمراقبة القمر من أماكن بعيدة عن التلوث الضوئي لضمان وضوح الرؤية، ويمكن استخدام تلسكوب صغير لرؤية تفاصيل سطح القمر بشكل أكثر دقة.

أهمية قمر الحليب في الثقافة والتقويم

يُعد قمر الحليب جزءًا من التراث الثقافي عند العديد من الشعوب:

• في التقويم القمري الزراعي، يُمثل موسم النمو والوفرة.
• يُعتبر توقيتًا رمزيًا لخصوبة الأرض وتجدد الطبيعة.

كما يرتبط ظهوره بطقوس موسمية لدى بعض المجتمعات الأصلية، منها احتفالات الزراعة وتكريم الطبيعة.

الخلاصة

قمر الحليب أو قمر الزهور، ليس مجرد ظاهرة فلكية عابرة، بل هو مشهد طبيعي رائع وفرصة للتأمل في عظمة الكون، وتذكير بأهمية التوقيت الفلكي في حياة البشر. لا تفوّتوا فرصة مشاهدة هذا البدر الساحر الذي يزين السماء بلونه الأبيض الفاتن.