في صدمة عنيفة خيمت على الأوساط الأمنية والشعبية في ليبيا، استُشهد صباح اليوم الأحد، 27 أبريل 2025، العميد علي رمضان الرياني، أحد أبرز ضباط المؤسسة العسكرية الليبية، بعد عملية اقتحام مسلح استهدفت منزله في منطقة خلة الفرجان جنوب العاصمة طرابلس. فما هي تفاصيل الحادثة؟ ولماذا تصاعدت التساؤلات حول دوافعها الحقيقية؟

تفاصيل اغتيال العميد علي رمضان الرياني

وفقًا للتقارير الأولية، وقعت الجريمة الدامية داخل منزل العميد في ساعات الفجر، عندما اقتحم ثلاثة مجرمين منزله بهدف السرقة.
وبحسب مصادر مطلعة، تمكن المسلحون من الاستيلاء على مجوهرات من ابنته وهددوها بالقتل إن لم يسلمهم المال. غير أن الشهيد العميد الرياني أظهر شجاعة نادرة، إذ تسلح بسرعة واشتبك معهم، وتمكن من قتل اثنين منهم فورًا قبل أن يُصاب هو بجراح قاتلة، بينما لحق الثالث بزميليه متأثرًا بجراحه لاحقًا في المستشفى.

روايات متضاربة بين الاغتيال والسطو المسلح

لا تزال الملابسات الدقيقة للحادثة محل جدل. فبينما تشير روايات إلى أن الدافع كان سرقة مسلحة، يرى مراقبون أن استهداف شخصية عسكرية رفيعة المستوى مثل العميد الرياني قد ينطوي على أبعاد أمنية خطيرة.
وفي كلتا الحالتين، أعاد هذا الحدث المؤلم إلى الأذهان أجواء الرعب واللااستقرار الأمني التي عانت منها ليبيا خلال فترات ماضية.

بيان حكومة الوحدة الوطنية الليبية

أعرب رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة عن بالغ حزنه لاغتيال العميد الرياني، معلنًا فتح تحقيق عاجل وشامل للكشف عن ملابسات الجريمة.
وقال الدبيبة في بيانه الرسمي:

“ببالغ الحزن والأسى، أنعى العميد علي رمضان الرياني، الذي ارتقى شهيدًا اليوم مدافعًا عن حرمة بيته وعائلته في وجه مجموعة إجرامية غادرة.”

كما دعا رئيس الحكومة جميع المؤسسات الأمنية والقضائية إلى محاسبة الجناة ومن يقف وراء هذا العمل الجبان.

نفي الشرطة القضائية لمزاعم التورط

بدوره، أصدر جهاز الشرطة القضائية بيانًا ينفي فيه أي صلة له بالجريمة، مشددًا على أن كل منتسبيه ملتزمون بالقانون. وأكد الجهاز على ملاحقة مروجي الشائعات قانونيًا.

من هو العميد علي رمضان الرياني؟

يحمل العميد علي رمضان الرياني سيرة مشرفة:

• ضابط عسكري ليبي.
• خريج كلية الهندسة العسكرية بين 1995-1997.
• من أبرز الضباط المطورين لصواريخ سكود الليبية.
• شارك في العمليات ضد القاعدة الأمريكية بجزيرة لامبدوزا.
• تقلد عدة مناصب عسكرية رفيعة، منها قائد كتيبة حطين لصواريخ سكود.

عرف الرياني بإخلاصه لوطنه وشجاعته الميدانية العالية، وكان مثالًا يحتذى به في الالتزام والبطولة.

لحظات البطولة الأخيرة

ما فعله العميد الرياني في لحظاته الأخيرة يُخلد اسمه في سجل الأبطال. إذ رفض الاستسلام، ودافع عن عرضه وأسرته حتى النفس الأخير، مؤكدًا أنه حتى أمام الموت، تظل الكرامة والعزة فوق كل اعتبار.

ردود الفعل الواسعة في ليبيا

اجتاحت مشاعر الحزن والأسى مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا فور انتشار نبأ استشهاد الرياني، حيث نعاه الآلاف من المواطنين، رافعين أكف الدعاء له بالرحمة والمغفرة، ومطالبين السلطات باتخاذ إجراءات عاجلة لضبط الوضع الأمني.

مراسم جنازة العميد علي الرياني

أُقيمت صلاة الجنازة على جثمان الشهيد عصر اليوم في جامع قبة، وسط حضور كثيف من أهله وأصدقائه وزملائه العسكريين، ثم وُري الثرى في مقبرة البلدة وسط مشاعر غامرة من الحزن والفخر بشهيد الوطن.

الخلاصة

باغتيال العميد علي رمضان الرياني، تخسر ليبيا أحد رموزها العسكرية النادرة. لم يكن مجرد ضابط عسكري، بل كان نموذجًا حيًا للبطولة والوفاء للوطن.
رحم الله العميد الرياني وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.