من هو مطلق بن مشرف بن شنان؟ قصة فارس سعودي عاشق للميدان

في مشهدٍ مؤثرٍ طغى عليه الحزن، ودّعت ميادين الفروسية في المملكة العربية السعودية واحدًا من أبرز رموزها، المدرب والخبير الفروسي مطلق بن مشرف بن شنان القحطاني، الذي رحل بعد مسيرة عطرة من العطاء والإنجازات التي طبعت الساحة الفروسية السعودية بطابع التميز والولاء لتراث الأجداد. شكلت وفاته صدمة للوسط الرياضي، لاسيما عشّاق الخيل العربية الذين اعتادوا رؤية اسمه مقترنًا بالتألق والمجد.

صلاة جنازة مهيبة في قلب الرياض

أكدت مصادر رسمية أن صلاة الجنازة على الراحل مطلق بن مشرف ستُقام يوم الثلاثاء عقب صلاة العصر في جامع الملك خالد بحي أم الحمام، ثم يُوارى جثمانه الثرى في مقبرة عرقة في الرياض. ومن المنتظر أن يحضر عدد كبير من الشخصيات الرياضية وفرسان الفروسية وعائلاتهم، في وداعٍ يليق باسمٍ سكن قلوب الجميع.

من هو مطلق بن مشرف بن شنان؟

• سعودي الجنسية.
• من مواليد أسرة عريقة في عالم الفروسية.
• نجل الشيخ مشرف بن مطلق بن شنان، أحد أعلام سباقات الخيل والهجن.
• شغل منصب المشرف العام ومدير عام إسطبلات البويبية والخالدية.
• كان من أوائل من ساندوا برنامج خادم الحرمين الشريفين لتأهيل الخيالة المتمرنين.

بصمة لا تُنسى في عالم الخيل

لم يكن الراحل مجرد مدرب، بل مدرسة متكاملة في علوم الفروسية. تميز برؤية استراتيجية، وبحنكة إدارية جعلته في طليعة مديري الإسطبلات في المنطقة. تحت إشرافه، حققت إسطبلات البويبية والخالدية إنجازات محلية وإقليمية وعالمية.

كان يؤمن بأن كل حصان يحمل في صهوته قصة، وكل فارس يحتاج إلى مدرب يزرع فيه روح التحدي قبل أن يُلقنه فنون الركوب.

إرث عائلي أصيل في الفروسية

ينتمي مطلق القحطاني إلى عائلة ارتبطت تاريخيًا بعالم الخيول والسباقات. والده، الشيخ مشرف بن مطلق، كانت له مساهمات كبيرة في مرافق الفروسية، ومنها إدارة الإسطبل الأحمر الخاص بالملك خالد رحمه الله. كما ساهم في التأسيس المبكر لمزرعة البويبية، التي أصبحت لاحقًا نقطة الانطلاق لنجاحات إسطبل الخالدية.

رمز الوفاء لرياضة الفروسية

عرف مطلق بإخلاصه العميق للفروسية، حيث أفنى عمره في خدمة الميدان والخيول والفرسان. لم يكن مدربًا فحسب، بل كان معلمًا للفروسية، ومرشدًا للفرسان الشباب، وصاحب رؤية استراتيجية للنهوض بالرياضة.

وكان من أبرز الداعمين لمبادرات تطوير الفروسية في السعودية، ومنها:

• رفع كفاءة التدريب.
• استقدام الخبرات الدولية.
• تنشئة أجيال جديدة من الخيالة السعوديين.

شهادات وداع من فرسان ومحبين

توالت عبارات الرثاء من فرسان المملكة والمهتمين بالفروسية، حيث وصفه البعض بـ”قلب الميدان النابض”، وقال عنه آخرون: “كان يلهمنا ونحن في بداياتنا، وكان الأب والصديق في كل مضمار”.

وقد تداول نشطاء على مواقع التواصل صورًا ولقطات من مشاركاته في السباقات الكبرى، مع تعليقات تعبّر عن الألم والحزن لرحيل رمزٍ وطني كبير.

إرث لا يموت

حتى وإن غاب الجسد، فإن أثر مطلق بن مشرف بن شنان سيظل راسخًا في ذاكرة الفروسية، وفي كل ساحة سباق، وفي أعين الخيول التي تعوّدت أن ترى ظله أمامها.

لقد ترك إرثًا من المبادئ، والانضباط، والعطاء، لا يمكن أن يُنسى.