هل كانت ليلة القدر أمس 25 رمضان 2025؟ رصد الشروق في عدة مناطق

مع انقضاء ليلة 25 رمضان 1446هـ، كثرت التساؤلات في محركات البحث وعلى منصات التواصل الاجتماعي عن هل كانت ليلة القدر أمس؟ وهل حملت تلك الليلة العلامات الواضحة التي تحدث عنها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة؟ هذا السؤال يتكرر كل عام مع دخول العشر الأواخر من رمضان، وخصوصًا الليالي الوترية، إذ يتحرى المسلمون ليلة القدر التي قال عنها الله تعالى: “ليلة القدر خير من ألف شهر”.

في هذا المقال نرصد ما قيل عن ليلة 25 رمضان 2025، ونستعرض العلامات الظاهرة التي لاحظها المترصدون والمصلون، إضافة إلى آراء العلماء والدعاة حول الليلة التي قد تكون الأعظم في العام.

ما هي ليلة القدر؟ ولماذا تحظى بهذه الأهمية؟

ليلة القدر هي ليلة عظيمة مباركة تقع في العشر الأواخر من رمضان، وترجى في الليالي الوترية، وتحديدًا ليلة 21، 23، 25، 27، أو 29. وقد ورد في فضلها أنها تعادل العبادة فيها عبادة ألف شهر، أي ما يقارب 83 سنة و4 أشهر من العمل الصالح.

قال النبي ﷺ: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه” – [رواه البخاري ومسلم].

ويتحراها المسلمون في العبادة والقيام والدعاء والذكر والقرآن وطلب العفو، وهي فرصة سنوية نادرة لنيل مغفرة شاملة وعتق من النار.

هل كانت ليلة القدر ليلة 25 رمضان 2025؟

1. شروق الشمس في صباح 25 رمضان 1446

إحدى أهم العلامات التي تحدث عنها النبي ﷺ هي شروق الشمس صبيحة ليلة القدر بلا شعاع. وقد ورد في الحديث:

“أن الشمس تطلع صبيحتها لا شعاع لها، كأنها طست حتى ترتفع”.

وبحسب مشاهدات الكثيرين صباح يوم الثلاثاء 25 مارس 2025، الموافق 25 رمضان 1446هـ، فقد أُفيد بأن شروق الشمس لم يكن مختلفًا عن المعتاد، إذ ظهرت الشمس بشعاع قوي، وظهر ضوءها حارق، وهي علامة بارزة اعتاد المسلمون مراقبتها كل عام في سبيل التحقق من ليلة القدر.

وقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا وفيديوهات لصبيحة ذلك اليوم، تؤكد بأن شمس الثلاثاء لم تكن هادئة ومستوية الشعاع، ما جعل كثيرين يرجحون أنها ليلة القدر المحتملة.

شروق شمس ليلة 25 من رمضان

الشروق: 6:22

الإمارات – أبوظبي

لنجتهد فيما تبقى لنبلغ بإذن الله🤍 pic.twitter.com/yL6G7zLFIL

— سمية الكثيري (@sssuumaya) March 25, 2025

2. السكينة والهدوء في الأجواء

من العلامات المعنوية الأخرى التي ذُكرت عن ليلة القدر:

• طقس معتدل.
• شعور بالطمأنينة والسكينة.
• انشراح في الصدر ورغبة شديدة في العبادة.
• عدم سماع نباح الكلاب أو الأصوات العالية.

وقد ذكر العديد من المصلين والمرابطين في المساجد، خصوصًا في الحرمين الشريفين، أن ليلة 25 رمضان شهدت هدوءًا عجيبًا، خصوصًا في أجواء التهجد، وكان لها خشوع قلّ نظيره.

3. الإمام السديس وبكاؤه أثناء الدعاء

في صلاة التهجد ليلة 25 رمضان بالحرم المكي، أمّ الشيخ عبد الرحمن السديس المصلين بدعاء طويل مؤثر، وقد بكى خلاله بكاءً شديدًا، وارتفعت الأصوات بالبكاء والدعاء في أجواء روحانية يندر أن تتكرر، ما دفع الكثيرين للاعتقاد بأنها كانت ليلة القدر بالفعل.

هل يمكن الجزم بأنها ليلة القدر؟

الجواب: لا يمكن الجزم.

اتفق أهل العلم على أن ليلة القدر مخفية لحكمة ربانية، ليجتهد المسلم في سائر العشر الأواخر، ولا يتكاسل في ليلة بعينها. ولهذا لا يمكن لأحد الجزم أن ليلة 25 رمضان هي ليلة القدر، رغم قوة العلامات الظاهرة فيها هذا العام.

ومع ذلك، فإن العلامات المتوفرة ليلة 25 رمضان 2025 تجعلها مرشحة بقوة، وقد تكون هي الليلة المباركة التي وعد الله فيها بعظيم الثواب.

ماذا على المسلم أن يفعل بعد ليلة 25 رمضان؟

بصرف النظر عن تحقق ليلة القدر من عدمه، فإن الواجب على المسلم:

• الاستمرار في العبادة حتى نهاية رمضان.
• الإكثار من الدعاء والاستغفار: فالعشر الأواخر كلها فُرص.
• الاعتكاف إن أمكن: فهو سنة عن النبي ﷺ.
• الصدقة والقرآن والقيام: فإن ليلة القدر قد تكون ليلة 27 أو 29.

الأدعية المستحبة في ليلة القدر

أشهر دعاء أوصانا به النبي ﷺ في ليلة القدر هو ما علّمه لعائشة رضي الله عنها:

“اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”.

كما يمكن الدعاء بالأدعية العامة التالية:

• اللهم اجعلني من المقبولين في هذه الليلة المباركة.
• اللهم ارزقني خيرها وبركتها وفضلها.
• اللهم بلغني ليلة القدر وأعني على قيامها.
• علامات ليلة القدر كما وردت في السنة
• نُوجز فيما يلي العلامات الشرعية:
• شمس صبيحتها بلا شعاع.
• ليلة معتدلة الطقس، لا باردة ولا حارة.
• سكينة وطمأنينة تملأ القلب.
• انشراح صدر، وتلذذ في العبادة.
• عدم سماع أصوات مزعجة أو نباح الكلاب.
• زيادة الإقبال على العبادة والشعور بالقرب من الله.

خلاصة: هل كانت ليلة القدر أمس 25 رمضان 2025؟

رغم أن الجزم غير ممكن شرعًا، فإن المؤشرات التي شهدها المسلمون حول العالم فجر يوم الثلاثاء 25 مارس 2025، تضع ليلة 25 رمضان 1446 في قائمة أقوى الليالي التي يُرجى أن تكون ليلة القدر هذا العام.

لذا فإن من أحياها بالدعاء والقيام والطاعة، فقد أصاب خيرًا كثيرًا بإذن الله. لكن لا يزال الأمل باقيًا في الليالي المتبقية، خصوصًا ليلة 27 وليلة 29، فليجتهد المؤمن حتى آخر ليلة من رمضان.