شروق شمس صبيحة 24 رمضان 1446 – 2025: هل كانت ليلة القدر؟
تحري ليلة القدر 22 رمضان 2025
مع كل فجر جديد من العشر الأواخر من شهر رمضان، تتجدد التساؤلات حول ليلة القدر، تلك الليلة التي قال عنها الله عز وجل: “ليلة القدر خير من ألف شهر”. وبينما يترقب المسلمون ليالي الوتر بشغف، يظل رصد شروق الشمس في الصباح التالي أحد أبرز الطرق الشعبية لمحاولة تمييز ليلة القدر.
لكن ماذا عن ليلة 24 رمضان 1446هـ، الموافق يوم الإثنين 24 مارس 2025م؟ هل من الممكن أن تكون تلك الليلة المباركة؟ وهل رُصدت علامات تدل عليها في صبيحتها؟
في هذا المقال نجيب عن هذه الأسئلة، ونحلل الرؤية الفقهية والمنطقية بناءً على ما ورد في الشريعة، وما تم تداوله من صور ومشاهدات.
هل ليلة 24 رمضان يمكن أن تكون ليلة القدر؟
الراجح عند جمهور العلماء استنادًا إلى أحاديث النبي ﷺ أن ليلة القدر تقع في الليالي الوترية من العشر الأواخر، وهي:
- ليلة 21
- ليلة 23
- ليلة 25
- ليلة 27
- ليلة 29
وبالتالي، فإن ليلة 24 ليست من الليالي الوترية، مما يجعلها – وفقًا للأحاديث النبوية – غير مرشحة أن تكون ليلة القدر، وإن كان بعض العلماء لا يستبعد وقوعها في أي ليلة من العشر الأواخر، إلا أن هذا القول ضعيف بالمقارنة مع أحاديث “تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر”.
تحري شروق شمس صبيحة 24 رمضان 2025
رغم أن ليلة 24 رمضان ليست وترية، إلا أن الكثيرين حرصوا على تصوير شروق الشمس صباح الإثنين 24 مارس 2025، ومشاركة الصور عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وقد أظهرت الصور:
- قرص الشمس ظاهرًا بوضوح.
- السماء خالية نسبيًا من السحب في بعض المناطق.
- ضوء الشمس خافت نسبيًا دون شعاع ساطع.
وهذه المشاهد دفعت بعض المتابعين إلى التساؤل: هل كانت الليلة السابقة هي ليلة القدر؟
تحري ليلة القدر 1446 هـ || Night of Power
شروق شمس يوم 24 || Day 24 – Sunrise📍الخريطيات – قطر
الشروق الساعة 5:35ونلاحظ عدم وضوح شروق الشمس بسبب السحاب pic.twitter.com/snrohiavz1
— 🇶🇦bin jaham🇶🇦 (@qttr_999) March 24, 2025
تحري ليلة القدر 1446 هـ
شروق شمس يوم 24📍أبوظبي
الشروق الساعة 6:19ظهرت الشمس بعد حوالي 7 دقائق بعد الشروق.
ظهرت بدون شعاع (ربما بسبب طبقة خفيفة من الضباب). بدأ الشعاع في الزيادة بعد الدقيقة ال 10 وأصبح مؤذياً للعين. pic.twitter.com/6U6L6TLmtb— بك أستجير 🌿📚🌿 (@beka_astajer) March 24, 2025
الرد الشرعي: هل الشمس وحدها تكشف ليلة القدر؟
الصحيح أن شروق الشمس بلا شعاع هو إحدى العلامات الواردة في حديث أُبي بن كعب رضي الله عنه، لكن العلماء أوضحوا أن:
- هذه العلامة تأتي بعد وقوع ليلة القدر ولا تكشفها أثناء الليل.
- العلامات الأخرى مثل الطمأنينة، السكينة، ولذة القيام والدعاء هي علامات روحية يصعب رصدها بصورة مادية.
- الاعتماد على الشعور القلبي والنية الصادقة في العبادة هو الأهم.
كما أن الأحوال الجوية (الضباب، الغبار، الغيوم) تؤثر على رؤية الشمس ولا يمكن الجزم بشيء بناء على الصورة فقط.
علامات ليلة القدر في السنة النبوية
من العلامات التي وردت في الأحاديث:
- طلوع الشمس في صبيحتها لا شعاع لها.
- اعتدال الطقس: لا حارة ولا باردة.
- شعور المؤمن بالسكينة والراحة.
- أن تكون ليلة مشرقة، ساكنة، يفيض فيها نور الإيمان.
لكن لم يُذكر أن ليلة القدر تقع في ليلة شفع (مثل ليلة 24)، بل تُرجَّح في الليالي الوترية كما ورد عن النبي ﷺ.
ماذا على المسلم فعله؟
- عدم التعلق بالعلامات الظاهرة فقط.
- الاستمرار في الاجتهاد في باقي ليالي الوتر القادمة.
- الإكثار من هذا الدعاء الذي علّمه النبي ﷺ لعائشة:
“اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”.
- مواصلة قيام الليل، وقراءة القرآن، والتصدق، والدعاء للأهل والناس.
خاتمة
رغم أن ليلة 24 رمضان ليست من الليالي الوترية، فإن شروق شمسها الهادئ دفع البعض إلى التأمل في إمكانية أن تكون ليلة القدر. لكن الراجح فقهيًا واستنادًا للأحاديث النبوية أن ليلة القدر في الأوتار، لذا علينا ألا نتوقف عن الاجتهاد، فليالٍ عظيمة مثل ليلة 25 و27 و29 لا تزال تنتظرنا.
اجتهدوا في ما تبقى، فربما كانت ليلة القدر أمامنا لا خلفنا.