لماذا يأتي عيد الحب في 14 فبراير؟ القصة الحقيقية وأصل الاحتفال به
قصة عيد الحب الحقيقية
يُعتبر عيد الحب (Valentine’s Day) أحد أكثر المناسبات انتشارًا حول العالم، حيث يحتفل به العشاق والأصدقاء سنويًا في 14 فبراير من خلال تبادل الهدايا، وبطاقات التهنئة، وباقات الورود الحمراء التي ترمز إلى المشاعر العميقة. لكن لماذا تحديدًا يأتي عيد الحب في 14 فبراير؟ ولماذا سُمِّي بهذا الاسم؟ هذه الأسئلة تدفع الكثيرين للبحث عن أصل هذا اليوم وكيف بدأ الاحتفال به؟
أصل عيد الحب: بين الأساطير والتاريخ
يعود تاريخ عيد الحب إلى العصور الرومانية القديمة، حيث ارتبط بعدد من الروايات المختلفة التي تفسر سبب الاحتفال به في 14 فبراير. يُعتقد أن هذا اليوم مستوحى من مهرجان روماني قديم يُعرف باسم “لوبركاليا” (Lupercalia)، والذي كان يُحتفل به من 13 إلى 15 فبراير وكان مخصصًا للخصوبة والحب.
لكن في القرن الثالث الميلادي، ظهر ارتباط آخر بعيد الحب وهو “القديس فالنتاين”، وهو اسم أُطلق على عدة قديسين مسيحيين كانوا شهداء وفقًا للتاريخ الكاثوليكي، ولكن هناك روايتين رئيسيتين تشرحان كيف أصبح فالنتاين رمزًا للحب:
الرواية الأولى: فالنتاين الذي تحدى أوامر الإمبراطور
كان الإمبراطور كلوديوس الثاني يعتقد أن الرجال غير المتزوجين يشكلون جنودًا أقوى، ولذلك منع الزواج بين الشباب، ظنًا منه أن الارتباط العاطفي يمنعهم من الانضمام إلى الجيش. لكن أحد الكهنة المسيحيين واسمه فالنتاين تحدى هذا القرار، وبدأ بتزويج العشاق سرًا، وحين اكتشف الإمبراطور أمره، أمر بإعدامه. ويُقال إن تنفيذ الحكم تم في 14 فبراير عام 270 ميلاديًا، ولهذا السبب يُحتفل بعيد الحب في هذا اليوم.
الرواية الثانية: قصة فالنتاين وابنة السجان
تشير رواية أخرى إلى أن فالنتاين كان سجينًا لدى الإمبراطور الروماني، وخلال فترة اعتقاله، وقع في حب ابنة السجان التي كانت عمياء، وتمكن من علاجها. وقبل إعدامه، كتب لها رسالة موقعة بـ**”من فالنتاين الخاص بك”**، وهي عبارة أصبحت رمزًا للحب والوفاء، وما زالت تُستخدم في بطاقات التهنئة حتى اليوم.
كيف أصبح عيد الحب مناسبة عالمية؟
مع مرور القرون، انتشر عيد الحب في أوروبا، وخاصة في العصور الوسطى، حيث بدأ الناس في تبادل الرسائل والهدايا الصغيرة للتعبير عن مشاعرهم.
وفي القرن التاسع عشر، شهد عيد الحب تطورًا كبيرًا، حيث تم إنتاج بطاقات المعايدة بكميات كبيرة، خاصة في إنجلترا والولايات المتحدة، ومع ظهور البريد، أصبح إرسال بطاقات الفلانتين تقليدًا سنويًا. واليوم، يتم إرسال أكثر من مليار بطاقة تهنئة حول العالم في عيد الحب، مما يجعله ثاني أكثر المناسبات التي يتم فيها تبادل البطاقات بعد عيد الميلاد.
عيد الحب في مختلف الثقافات والدول
يختلف الاحتفال بعيد الحب من بلد إلى آخر، فكل دولة لديها تقاليدها وعاداتها الخاصة في التعبير عن الحب خلال هذا اليوم.
1. عيد الحب في اليابان وكوريا الجنوبية
- في اليابان، يختلف الاحتفال عن بقية الدول، حيث تقوم النساء فقط بتقديم الشوكولاتة للرجال، سواء كانوا أحباء أو زملاء عمل أو رؤساءهم. وبعد شهر، في 14 مارس، يأتي “اليوم الأبيض”، حيث يقوم الرجال برد الهدايا للنساء.
- أما في كوريا الجنوبية، فهناك تقليد مشابه، ولكن مع اختلاف إضافي؛ في 14 أبريل، يحتفل العزاب بـ”اليوم الأسود”، حيث يتناولون النودلز السوداء تعبيرًا عن العزوبية.
2. عيد الحب في الفلبين
- في الفلبين، يتحول عيد الحب إلى مهرجان زفاف جماعي، حيث تعقد آلاف الأزواج قرانهم في حفل جماعي مدعوم من الحكومة، مما يجعله يومًا مميزًا للعائلات الفلبينية.
3. عيد الحب في أوروبا وأمريكا
- في إنجلترا وفرنسا، يتم تبادل بطاقات التهنئة التي تحمل عبارة “كن فالنتايني”، وهو تعبير أصبح شائعًا منذ القرن التاسع عشر.
- أما في الولايات المتحدة، فانتشر العيد بشكل كبير، ليشمل جميع الفئات العمرية، حيث يتبادل حتى الأطفال بطاقات المعايدة مع زملائهم في المدارس. كما أنه أصبح حدثًا تجاريًا ضخمًا، حيث يتم إنفاق مليارات الدولارات على الهدايا، بما في ذلك الزهور، والمجوهرات، والعطور، والشوكولاتة.
4. عيد الحب في الدول العربية
في بعض الدول العربية، يحتفل الناس بعيد الحب بتقديم الهدايا الرومانسية، بينما في دول أخرى، يُعتبر الاحتفال به خارج التقاليد الثقافية. ومع ذلك، يزداد الإقبال على شراء الزهور والهدايا الفاخرة خلال هذه الفترة، حيث أصبحت هذه المناسبة أكثر انتشارًا بين الشباب.
لماذا يُحتفل بعيد الحب حتى اليوم؟
رغم أن بعض الثقافات لا تحتفل به رسميًا، إلا أن عيد الحب أصبح جزءًا لا يتجزأ من التقاليد العالمية، نظرًا لما يحمله من معاني الحب والمودة. يظل السبب الرئيسي وراء استمراره هو رغبة الناس في التعبير عن مشاعرهم، سواء للأحباء أو العائلة أو الأصدقاء.
ومع التطور التكنولوجي، لم يعد الاحتفال بعيد الحب يقتصر على الهدايا المادية فقط، بل أصبح يشمل أيضًا الرسائل الإلكترونية، والمكالمات، والهدايا الرقمية مثل بطاقات الهدايا والعروض الخاصة عبر الإنترنت.