جريمة مروعة تهز السويداء: تفاصيل و سبب وفاة ليليان أبو سرحان على يد والدها
في حادثة أثارت غضبًا واسعًا وحزنًا عميقًا في سوريا، شهدت قرية لبّين بريف السويداء الغربي جريمة مروعة راحت ضحيتها الشابة ليليان أبو سرحان على يد والدها عز الدين أبو سرحان. الجريمة التي وقعت يوم الأحد، 19 يناير 2025، أعادت تسليط الضوء على تصاعد جرائم العنف الأسري في المجتمع السوري، خاصة ضد النساء.
تفاصيل جريمة السويداء
وفقًا لما نقلته شبكة “السويداء 24″، أقدم الأب على قتل ابنته ليليان بإطلاق النار عليها، ثم حاول قتل والدتها هدايا أبو سرحان التي أصيبت بجروح خطيرة أثناء محاولتها الدفاع عن ابنتها. بعد ارتكاب الجريمة، غادر الأب المنزل بسيارته، حيث أشارت تقارير إلى العثور عليه لاحقًا مقتولًا، في حين رجّحت مصادر انتحاره.
الجريمة تركت أهالي القرية في حالة صدمة، حيث كانت ليليان، البالغة من العمر 19 عامًا، معروفة بطيبتها وحبها للحياة. ووفقًا لصديقتها نور الهدى، كانت ليليان شخصية مميزة ومحبوبة، مما جعل فقدانها مأساة تفطر القلوب.
من هي ليليان أبو سرحان؟
ليليان أبو سرحان، فتاة شابة من قرية لبّين، عُرفت بحبها للحياة وأخلاقها الحميدة. كانت تسعى لتحقيق أحلامها وسط مجتمع يعاني من التحديات الاجتماعية والاقتصادية. تركت ليليان وراءها ذكريات جميلة لدى عائلتها وأصدقائها، الذين عبروا عن حزنهم العميق لفقدانها.
أسباب الجريمة ودوافعها
لم يتم الإعلان رسميًا عن دوافع الجريمة، لكن مصادر محلية أشارت إلى خلافات أسرية قد تكون السبب وراء الحادثة. هذه الجريمة ليست الأولى من نوعها في السويداء، حيث شهدت المحافظة تصاعدًا في جرائم العنف الأسري خلال السنوات الأخيرة، مما يثير تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة.
ردود الأفعال والاحتجاجات
بعد الحادثة، شهدت ساحة الكرامة في السويداء وقفة احتجاجية نظمتها ناشطات نسويات للتنديد بجرائم العنف ضد النساء. وطالب المشاركون بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة العنف الأسري ومحاسبة الجناة، داعين إلى نشر الوعي بأهمية حماية حقوق المرأة.
من جانبها، أصدرت منصة “أمان” المعنية بحقوق النساء بيانًا جاء فيه: “هذه الجريمة ليست حالة فردية، بل تعكس ثقافة مجتمعية تعزز العنف ضد النساء. قصة ليليان ستظل شاهدة على الظلم الذي تعاني منه النساء”.
تصاعد العنف الأسري في سوريا
تُعد جريمة قتل ليليان جزءًا من سلسلة متزايدة من الجرائم المرتبطة بالعنف الأسري في سوريا. وفقًا لتقارير حقوقية، تعاني المرأة السورية من تداعيات الحرب والضغوط المجتمعية، حيث وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 29,000 أنثى منذ بداية النزاع في عام 2011.
دعوات للتغيير وحماية النساء
مع تزايد هذه الجرائم، أصبحت الحاجة ملحة لتبني سياسات وإجراءات تعزز حماية النساء وتكافح العنف الأسري. يتطلب الأمر تعاونًا بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني لتوفير الدعم النفسي والقانوني للنساء، بالإضافة إلى تعزيز الوعي الثقافي بأهمية حقوق المرأة.
رسالة أمل من الظلام
وسط الحزن والغضب، تبقى ذكرى ليليان أبو سرحان دعوة للتغيير. فقد أصبحت رمزًا للمآسي التي تعيشها العديد من النساء في المجتمع السوري، ومثالًا حيًا على الحاجة الملحة للعدالة والمساواة.
لن تُنسى ليليان، وسيظل صوتها يطالب بوقف العنف وإحلال السلام في حياة النساء السوريات.