أعمال ليلة الإسراء والمعراج مفاتيح الجنان 1446 – 2025

ليلة الإسراء والمعراج تمثل واحدة من أعظم ليالي الإسلام التي تفيض بالروحانيات والبركات. فهي الليلة التي تجلت فيها قدرة الله عز وجل على إظهار المعجزات من خلال رحلة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ومن ثم عروجه إلى السماوات العلا. ليلة تُعتبر تجديدًا للإيمان، ودعوة للتأمل في عظمة الخالق ومحبته لخلقه.

في هذا المقال، نستعرض فضائل هذه الليلة المباركة، والأعمال المستحبة وفق كتاب “مفاتيح الجنان”، وأشهر الأدعية التي يُوصى بترديدها خلال هذه المناسبة. كما نتعرف على كيفية إحياء هذه الليلة بالعبادات والأذكار التي تُقربنا من الله.

ليلة الإسراء والمعراج ما هي قصتها؟

رحلة الإسراء والمعراج هي إحدى المعجزات الكبرى في تاريخ الإسلام. حدثت هذه الرحلة في الليل، حيث أسري بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس. هناك صلى إمامًا بالأنبياء ثم عرج به إلى السماء السابعة، حيث التقى بعدد من الأنبياء ورأى الجنة والنار، قبل أن يصل إلى سدرة المنتهى.

تجلت في هذه الرحلة الكونية قدرة الله، إذ فرضت الصلاة، لتصبح صلة بين العبد وربه. وتجسد الإسراء والمعراج رسالة سامية حول رحمة الله ورعايته لعباده المؤمنين.

الأعمال المستحبة في ليلة الإسراء والمعراج وفق “مفاتيح الجنان”

تعتبر ليلة الإسراء والمعراج فرصة للتقرب إلى الله من خلال أداء أعمال صالحة وروحانية تقوي الإيمان وتزيد التقوى. وقد ورد في كتاب “مفاتيح الجنان” مجموعة من الأعمال الموصى بها لهذه الليلة المباركة.

  • الغسل: يُستحب للمسلمين أن يبدأوا هذه الليلة المباركة بالاغتسال؛ لأنه وسيلة للتطهر الجسدي والروحي.
  • الصلاة: صلاة 12 ركعة تُقرأ في كل ركعة سورة الفاتحة وسورة قصيرة.
    بعد كل ركعتين، يُستحب الدعاء بـ: “الحمد لله الذي لم يتخذ ولدًا…”.
  • الصيام: يوم السابع والعشرين من رجب يُعتبر من الأيام المستحب صيامها، لما فيه من بركات وثواب عظيم.
  • تلاوة القرآن الكريم: يُنصح بالإكثار من تلاوة آيات القرآن، وخاصة السور التي تحمل معاني الإسراء والمعراج.
  • الصلاة على النبي: الإكثار من الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
  • زيارة الإمام علي بن أبي طالب: تعتبر زيارة الإمام علي من الأعمال الروحانية المحببة في هذه الليلة.
  • الدعاء: الإلحاح في الدعاء وطلب الرحمة والمغفرة.

دعاء ليلة الإسراء والمعراج عند الشيعة.. “دعاء التجلي الأعظم”

الدعاء هو مفتاح القرب من الله، وفي ليلة الإسراء والمعراج يُستحب ترديد الأدعية التي تُعبر عن الامتنان لعظمة الله ورجاء مغفرته. من أبرز الأدعية الموصى بها “دعاء التجلي الأعظم”، وهو ذو فضائل عظيمة.

نص الدعاء

اللّهمّ إنّي أسألك بالتّجلي الأعظم في هذه الليلة من الشّهر المعظّم، والمرسل المكرّم، أن تصلّي على محمّدٍ وآله، وأن تغفر لنا ما أنت به منّا أعلم، يا من يعلم ولا نعلم.
اللّهمّ بارك لنا في ليلتنا هذه الّتي بشرف الرّسالة فضّلتها، وبكرامتك أجملتها، وبالمحلّ الشّريف أحللتها.
اللّهمّ فإنّا نسألك بالمبعث الشّريف، والسّيّد اللّطيف، والعنصر العفيف، أن تصلّي على محمّدٍ وآله، وأن تجعل أعمالنا في هذه اللّيلة وسائر اللّيالي مقبولةً، وذنوبنا مغفورةً، وحسناتنا مشكورةً، وسيّئاتنا مستورةً، وقلوبنا بحسن القول مسرورةً، وأرزاقنا من لدنك باليسر مدرورةً.

اللّهمّ إنّك ترى ولا تُرى، وأنت بالمنظر الأعلى، وإنّ إليك الرّجعى والمنتهى، وإنّ لك الممات والمحيا، وإنّ لك الآخرة والأولى.
اللّهمّ إنّا نعوذ بك أن نذلّ ونخزى، وأن نأتي ما عنه تنهى.
اللّهمّ إنّا نسألك الجنّة برحمتك، ونعوذ بك من النّار، فأعذنا منها بقدرتك، ونسألك من الحور العين فارزقنا بعزّتك، واجعل أوسع أرزاقنا عند كبر سنّنا، وأحسن أعمالنا عند اقتراب آجالنا، وأطل في طاعتك وما يقرّب إليك أعمارنا، وأحسن في جميع أحوالنا وأمورنا معرفتنا.

ولا تكلنا إلى أحدٍ من خلقك فيمنّ علينا، وتفضّل علينا بجميع حوائجنا للدّنيا والآخرة. وابدأ بآبائنا وأبنائنا وجميع إخواننا المؤمنين في جميع ما سألناك لأنفسنا يا أرحم الرّاحمين.
اللّهمّ إنّا نسألك باسمك العظيم، وملكك القديم، أن تصلّي على محمّدٍ وآل محمّدٍ، وأن تغفر لنا الذّنب العظيم، إنّه لا يغفر العظيم إلا العظيم.
اللّهمّ وهذا رجبٌ المكرّم، الّذي أكرمتنا به، أوّل أشهر الحرم، أكرمتنا به من بين الأمم، فلك الحمد يا ذا الجود والكرم.

فأسألك به وباسمك الأعظم الأعظم الأعظم، الأجلّ الأكرم، الّذي خلقته فاستقرّ في ظلّك فلا يخرج منك إلى غيرك، أن تصلّي على محمّدٍ وأهل بيته الطّاهرين، وأن تجعلنا من العاملين فيه بطاعتك، والآملين فيه لشفاعتك.
اللّهمّ اهدنا إلى سواء السّبيل، واجعل مقيلنا عندك خير مقيل، في ظلّ ظليل، وملكٍ جزيل، فإنّك حسبنا ونعم الوكيل.

اللّهمّ اقلبنا مفلحين منجحين، غير مغضوبٍ علينا ولا ضالّين، برحمتك يا أرحم الرّاحمين.
اللّهمّ إنّي أسألك بعزائم مغفرتك، وبواجب رحمتك، السّلامة من كلّ إثم، والغنيمة من كلّ برّ، والفوز بالجنّة، والنّجاة من النّار.
اللّهمّ دعاك الدّاعون ودعوتك، وسألك السّائلون وسألتك، وطلب إليك الطّالبون وطلبت إليك.

اللّهمّ أنت الثّقة والرّجاء، وإليك منتهى الرّغبة في الدّعاء.
اللّهمّ فصلّ على محمّدٍ وآله، واجعل اليقين في قلبي، والنّور في بصري، والنّصيحة في صدري، وذكرك باللّيل والنّهار على لساني، ورزقًا واسعًا غير ممنونٍ ولا محظورٍ فارزقني، وبارك لي فيما رزقتني، واجعل غناي في نفسي، ورغبتي فيما عندك برحمتك يا أرحم الرّاحمين.

ثمّ يُستحب السجود وترديد:

“الحمد لله الّذي هدانا لمعرفته، وخصّنا بولايته، ووفّقنا لطاعته”.
ثمّ يُقال شكرًا مائة مرة.

كيفية إحياء ليلة الإسراء والمعراج

إحياء ليلة الإسراء والمعراج يمكن أن يتم بطرق متعددة، حيث يجمع المسلم بين العبادات الروحية والبدنية. من خلال الذكر، والدعاء، والصلاة، يمكن استشعار بركة هذه الليلة والتقرب من الله.

  • تلاوة القرآن الكريم: التركيز على السور التي تتحدث عن معجزات النبي.
  • الدعاء والإلحاح: طلب المغفرة والرحمة من الله.
  • الذكر: ترديد الأذكار والأدعية المستحبة.
  • التفكر والتأمل: التأمل في معاني الإسراء والمعراج وكيفية تطبيقها في الحياة اليومية.
  • الصدقة: إخراج الصدقات لنيل البركة والثواب.

العبر المستفادة من الإسراء والمعراج

رحلة الإسراء والمعراج ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي معجزة مليئة بالدروس والعبر التي يمكن أن تُنير حياة المسلم وتقوي إيمانه.

  • أهمية الصلاة: فرض الصلاة خلال هذه الرحلة يُبرز مكانتها في الإسلام.
  • الثقة بالله: تجربة النبي في مواجهة الصعاب تذكرنا بأهمية الثقة بالله.
  • رحمة الله بعباده: رحلة الإسراء والمعراج جاءت لتخفيف الأعباء عن النبي.
  • أهمية القدس: تأكيد على مكانة المسجد الأقصى في الإسلام.
  • التمسك بالتوحيد: الدعوة إلى الإيمان بالله الواحد.

صور ليلة الإسراء والمعراج

إحياء ذكرى الإسراء والمعراج يتمثل أحيانًا في مشاركة الصور والتصاميم التي تُظهر رمزية هذه الليلة. هذه الصور تُعيد إلى الأذهان تفاصيل الرحلة الإعجازية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • صور المسجد الحرام والمسجد الأقصى.
  • تصميمات قرآنية حول الإسراء والمعراج.
  • كلمات ملهمة من القرآن والسنة.

ختامًا: ليلة الإسراء والمعراج هي دعوة للتأمل في قدرة الله ولتجديد العهد مع العبادة والطاعة. من خلال الأعمال الصالحة، والذكر، والدعاء، يمكن للمسلم أن يستشعر بركات هذه الليلة وأن يقترب أكثر من الله. فلنجعل من هذه المناسبة فرصة للإكثار من العبادات والدعاء، مستلهمين الدروس العظيمة من رحلة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

خالد المنسي

كاتب هادئ ومنطقي، يتميز بقدرته على تحليل الأحداث المعقدة وتبسيطها للقارئ. يمتلك نظرة ثاقبة للأمور، ويقدم تحليلات عميقة وشاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع موجز الأنباء

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع موجز الأنباء.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !