حكم صيام القضاء في شهر شعبان 1446 – 2025 وفق آراء العلماء
مع اقتراب شهر شعبان، يكثر التساؤل حول الأحكام الشرعية المتعلقة بالصيام، ومن أبرزها:صيام القضاء في شهر شعبان ما فات من أيام رمضان؟ يتكرر هذا السؤال بشكل خاص بين النساء اللاتي قد تفوتهن أيام صيام بسبب الأعذار الشرعية، وبين الرجال الذين قد يجدون صعوبة في قضاء الصيام خلال العام.
في هذا المقال، سنتناول الإجابة على هذا السؤال من خلال رأي العلماء مثل الشيخ ابن باز والشيخ يوسف القرضاوي، بالإضافة إلى آراء دور الإفتاء المختلفة. سنستعرض الأحكام الشرعية لصيام القضاء في شعبان، وأهمية هذا الشهر كفرصة لاستدراك ما فات قبل رمضان.
حكم صيام القضاء في شهر شعبان وفقًا للشيخ ابن باز
أوضح الشيخ ابن باز رحمه الله أن صيام القضاء في شهر شعبان جائز ولا حرج فيه، بل إنه واجب إذا تأخر المسلم أو المسلمة في قضاء ما عليهما من رمضان حتى لم يتبقَ وقت سوى هذا الشهر. وقد استشهد بقوله تعالى: “فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ” [البقرة:184]، مشيرًا إلى أن الشرع أتاح للمسلم الفرصة لقضاء الصيام في أي وقت قبل رمضان التالي.
- صيام القضاء في آخر شعبان: يجوز قضاء الصيام في النصف الثاني من شعبان وحتى في الأيام الأخيرة منه.
- النهي عن الصيام بعد منتصف شعبان: يتعلق النهي في الحديث الشريف بصيام النوافل وليس القضاء.
- المرأة وقضاء الصيام: يجوز للمرأة تأخير القضاء إلى شعبان، وقد كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تفعل ذلك.
رأي الشيخ يوسف القرضاوي حول صيام القضاء في شعبان
أكد الشيخ يوسف القرضاوي رحمه الله أن الشرع الإسلامي أعطى مساحة زمنية واسعة لقضاء ما فات من أيام رمضان، تمتد حتى رمضان التالي.
وأشار الشيخ إلى أن شعبان هو فرصة أخيرة قبل رمضان، خاصة لمن لم يتمكن من الصيام خلال الشهور السابقة. استشهد القرضاوي بما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها بأنها كانت تؤخر قضاء أيام رمضان إلى شعبان بسبب انشغالها بخدمة النبي صلى الله عليه وسلم.
- الإسراع في القضاء: الأفضل للمسلم ألا يؤخر قضاء الصيام دون عذر، امتثالًا لقول الله تعالى: “فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ” [البقرة:148].
- التأخير بعذر: إذا تأخر القضاء بعذر كمرض أو انشغال، فلا حرج في صيام القضاء في شعبان.
رأي دار الإفتاء الأردنية حول صيام القضاء في شعبان
أجابت دار الإفتاء الأردنية بأن صيام القضاء في النصف الثاني من شعبان جائز، لأن النهي الوارد في الحديث الشريف يتعلق بصيام النافلة المطلقة وليس بالصيام الواجب كالقضاء أو النذر.
- الإسراع في القضاء: يُنصح المسلم بالمسارعة في قضاء ما عليه من صيام قبل انتهاء شعبان.
- الفرق بين النافلة والقضاء: صيام القضاء في أي وقت من العام جائز، بما في ذلك النصف الثاني من شعبان.
رأي دار الإفتاء المصرية حول صيام القضاء
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن صيام القضاء أو النذر في النصف الثاني من شعبان جائز تمامًا. الحديث الشريف “إذا انتصف شعبان فلا تصوموا” لا ينطبق على الصيام الواجب، بل يتعلق بصيام النافلة المتصلة بشهر رمضان.
أشار الشيخ عويضة عثمان إلى أن على المسلم ألا يتردد في قضاء ما عليه من صيام، سواء كان قضاءً أو نذرًا، لأن الصيام الواجب مقدم على أي صيام آخر.
أهمية شعبان كفرصة لصيام القضاء
شهر شعبان هو الشهر الذي تُرفع فيه الأعمال إلى الله، لذلك يُستحب أن يكثر المسلم من الطاعات فيه، بما في ذلك قضاء ما عليه من الصيام.
صيام القضاء في شعبان يُعد فرصة لتهيئة النفس والجسد لصيام رمضان، حيث يعتاد المسلم على الصيام ويستعد لاستقبال الشهر الفضيل بروحانية عالية.
الضوابط الشرعية لصيام القضاء في شعبان
الالتزام بالوقت
- يجوز قضاء الصيام في أي وقت من العام قبل رمضان التالي.
- تأخير القضاء إلى شعبان جائز، لكن يُفضل الإسراع في أدائه.
التمييز بين النوافل والقضاء
- لا يُسمح بصيام النوافل المطلقة بعد منتصف شعبان لمن لم يكن له عادة صيام.
- القضاء والنذر يُسمح بصيامهما في أي وقت.
أمثلة من السنة النبوية عن تأخير القضاء إلى شعبان
ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها كانت تؤخر قضاء أيام رمضان إلى شعبان، ما يدل على جواز هذا الأمر.
النهي المذكور في الحديث الشريف يتعلق بصيام النافلة المطلقة دون الحاجة المبررة.
ختامًا: صيام القضاء في شهر شعبان جائز بلا خلاف بين العلماء، بل قد يكون واجبًا إذا كان التأخير سيؤدي إلى دخول رمضان دون قضاء ما فات. الشرع الإسلامي يوفر مساحة واسعة من التيسير والمرونة للمسلمين لأداء عباداتهم، مع التأكيد على أهمية التزام المسلم بأداء الواجبات وعدم التهاون فيها.
شهر شعبان هو فرصة عظيمة للاستعداد لشهر رمضان المبارك، سواء من خلال القضاء أو النوافل، فاستغله بأفضل طريقة لتقربك من الله عز وجل.