صيام أول يوم من شهر رجب 1446 – 2025.. حكمه وأفضل الأعمال في الأشهر الحُرم
مع بداية شهر رجب كل عام، يتجدد التساؤل حول حكم صيام اليوم الأول من هذا الشهر الكريم، وهل يعد ذلك من السنن النبوية أو من المستحب فعله. شهر رجب من الأشهر الحُرم التي خصها الله سبحانه وتعالى بفضائل عظيمة، ويُستحب فيه الإكثار من الطاعات والأعمال الصالحة.
أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم الصيام في اليوم الأول من شهر رجب، استنادًا إلى النصوص الشرعية والأحاديث النبوية. في هذا المقال، سنتناول رأي الفقهاء حول هذه المسألة، مع تسليط الضوء على فضل شهر رجب والأعمال المستحبة فيه.
حكم صيام أول يوم من شهر رجب
يتساءل الكثيرون عن مشروعية صيام أول أيام شهر رجب، وهل هناك نصوص شرعية تحث على ذلك بشكل خاص. تُجيب دار الإفتاء المصرية والفقهاء على هذا التساؤل من خلال تحليل النصوص الشرعية.
- وفقًا لدار الإفتاء المصرية، لم يرد نص مباشر من السنة النبوية يدعو إلى صيام اليوم الأول من شهر رجب تحديدًا.
- الصيام في هذا اليوم يدخل ضمن الصيام المستحب عمومًا، كصيام أيام الاثنين والخميس أو الأيام البيض من كل شهر.
- حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “صم من الحُرم واترك” يدل على استحباب الصيام في الأشهر الحُرم بشكل عام، وليس اليوم الأول من رجب على وجه التحديد.
جواز الصيام
من اعتاد صيام النوافل أو صيام أيام معينة كالإثنين والخميس، وصادف أن جاء ذلك في أول يوم من رجب، فلا حرج عليه.
التطوع بالصيام في هذا اليوم جائز شرعًا طلبًا للأجر والثواب.
فضل شهر رجب في الإسلام
شهر رجب من الأشهر الحُرم التي لها مكانة خاصة في الإسلام. ميزه الله سبحانه وتعالى بفضائل عديدة، مما يجعله شهرًا للتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة.
- شهر من الأشهر الحُرم:
قال الله تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) [التوبة: 36].- من هذه الأشهر شهر رجب، الذي حرم الله فيه القتال ودعا إلى الإكثار من الطاعات.
- استجابة الدعاء في أول ليلة:
أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى فضل الدعاء في أول ليلة من رجب، حيث قال: “إن الدعاء يُستجاب في أول ليلة منه”. - معجزة الإسراء والمعراج:
ارتبط شهر رجب بحدث عظيم في الإسلام، وهو رحلة الإسراء والمعراج، التي فرضت فيها الصلاة على المسلمين.
الأعمال المستحبة في شهر رجب
يُعتبر شهر رجب فرصة عظيمة للإكثار من الأعمال الصالحة والطاعات التي تقرب العبد إلى ربه. هذه الأعمال تشمل الصيام، والذكر، والصدقة، وغيرها من العبادات.
- الصيام: يُستحب صيام بعض أيام شهر رجب كنوع من التطوع، مع التركيز على أيام الإثنين والخميس، والأيام البيض.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا”. - الذكر والاستغفار: الإكثار من التسبيح والتهليل والاستغفار في هذا الشهر الكريم.
- الصدقة: إخراج الصدقات للفقراء والمحتاجين لما فيها من أجر عظيم.
- قراءة القرآن: تخصيص وقت يومي لقراءة القرآن الكريم والتدبر في معانيه.
آراء الفقهاء حول صيام أول رجب
تتفق المذاهب الأربعة المعتمدة على جواز الصيام في اليوم الأول من شهر رجب، مع اختلافهم حول استحباب ذلك على وجه التحديد.
- المالكية والشافعية:
يرون أن الصيام في الأشهر الحُرم مستحب عمومًا، وشهر رجب ليس استثناءً. - الحنفية:
يؤكدون أن التطوع بالصيام جائز في جميع أيام السنة عدا الأيام المنهي عن صومها. - الحنابلة:
لا يرون مانعًا من صيام اليوم الأول من رجب إذا كان ذلك ضمن صيام النوافل.
نصائح لاستغلال شهر رجب
يُعد شهر رجب فرصة ذهبية لتعزيز العلاقة مع الله تعالى والإكثار من الطاعات، استعدادًا لشهر رمضان المبارك.
- وضع خطة يومية:
خصص وقتًا يوميًا للعبادة، مثل قراءة القرآن أو صلاة النوافل. - التطوع بالصيام:
حاول صيام أيام الإثنين والخميس أو الأيام البيض. - الاستغفار والدعاء:
استغل فضل هذا الشهر بالإكثار من الاستغفار والدعاء خاصة في أول ليلة. - الصدقة:
اجعل من هذا الشهر فرصة لتقديم المساعدة للمحتاجين من خلال الصدقات.
ختامًا: الصيام في أول يوم من شهر رجب جائز شرعًا، ويُعتبر جزءًا من الأعمال المستحبة التي يمكن أداؤها في هذا الشهر المبارك. وعلى الرغم من عدم وجود نص خاص يخص هذا اليوم بالصيام، فإن التطوع بالصيام بشكل عام له أجر عظيم. استغل شهر رجب في التقرب إلى الله بالطاعات، استعدادًا لشهر رمضان الكريم.
