شاهد: فيديو دريد لحام يوجه رسالة “وحدة” إلى السوريين بعد سقوط نظام بشار الأسد
دريد لحام
بعد أيام من سقوط نظام بشار الأسد، أثار الفنان السوري دريد لحام موجة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، عندما نشر فيديو يدعو فيه السوريين إلى الوحدة الوطنية والحفاظ على بلدهم سوريا. تأتي هذه الرسالة في لحظة فارقة في تاريخ البلاد، حيث تشهد سوريا تحولات سياسية وعسكرية عميقة بعد سنوات طويلة من الصراع.
رسالة الوحدة من دريد لحام
دريد لحام، الذي عُرف بمواقفه المؤيدة للنظام السوري خلال فترة حكم الرئيس السابق بشار الأسد، فاجأ الجمهور برسالة غير متوقعة بثها عبر قناته الرسمية على منصة يوتيوب. بدأ لحام الفيديو قائلاً: “مبروك لوطني سوريا ولادتها الجديدة”، في إشارة واضحة إلى التغيرات الجذرية التي شهدتها البلاد بعد انسحاب الجيش السوري ووصول الفصائل المسلحة إلى دمشق.
وأكمل لحام رسالته قائلاً: “لحتى نضل نحتفل بهذه المناسبة كل عام، لازم نبقى إيد واحدة بكل طوائفنا وإنتماءاتنا السياسية، وتكون طائفتنا الوحيدة هي سوريا”. هذه الكلمات جاءت لتعبر عن دعوة صريحة إلى تجاوز الانقسامات التي مزقت المجتمع السوري على مدار سنوات الحرب.
بعد سقوط نظام الأسد في #سوريا.. رسالة خاصة من الفنان #دريد_لحام pic.twitter.com/pIsXUkr5Is
— هنا لبنان (@thisislebnews) December 13, 2024
استعادة ذكريات “كاسك يا وطن”
ضمن الفيديو، عرض دريد لحام لقطات من مسرحيته الشهيرة “كاسك يا وطن”، التي قدمها في عام 1978. المسرحية، التي تُعد واحدة من أبرز أعماله الفنية، تناولت القضايا الوطنية والاجتماعية بأسلوب ساخر ومؤثر، مما جعلها تحظى بشعبية واسعة في العالم العربي. استحضار لحام لهذه اللقطات في الفيديو بدا كأنه تذكير للمشاهدين بالمعاني الوطنية التي لطالما حملها فنه، رغم الجدل الذي أثير حول مواقفه السياسية في السنوات الأخيرة.
السياق السياسي للرسالة
تأتي رسالة دريد لحام في وقت يشهد فيه المشهد السوري تطورات كبيرة على الصعيدين السياسي والعسكري. خلال الأسابيع الماضية، قادت “هيئة تحرير الشام” وعدد من الفصائل المسلحة حملة عسكرية مباغتة استطاعت خلالها تحقيق تقدم كبير في المدن السورية، وصولاً إلى العاصمة دمشق.
في ظل هذه التطورات، غادر الرئيس السابق بشار الأسد البلاد إلى موسكو، مما أثار موجة من ردود الأفعال المحلية والدولية. وفي الوقت الذي تحتفل فيه العديد من المدن السورية بـ”تحررها” من سيطرة النظام، تواجه البلاد تحديات هائلة تتعلق بإعادة الإعمار وتحقيق المصالحة الوطنية.
دريد لحام بين التأييد والانتقاد
دريد لحام، الذي يُعد أحد أبرز نجوم الفن في سوريا والعالم العربي، عُرف بمواقفه المؤيدة للنظام السوري خلال السنوات الأولى من الثورة السورية. تصريحات لحام السابقة التي عبّر فيها عن دعمه للرئيس بشار الأسد أثارت انتقادات واسعة من شريحة كبيرة من الجمهور، الذين رأوا فيها انحيازاً للنظام ضد مطالب الشعب.
ومع ذلك، رسالته الأخيرة التي دعا فيها إلى الوحدة الوطنية قد تكون محاولة لتغيير الصورة التي ارتبطت به خلال السنوات الماضية، خاصة في ظل التغيرات السياسية التي تشهدها البلاد.
ردود أفعال السوريين
لاقى الفيديو تفاعلاً واسعاً بين السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي. فبينما اعتبر البعض أن رسالة دريد لحام تعكس تحولاً حقيقياً في موقفه السياسي، رأى آخرون أنها جاءت متأخرة جداً ولا تعبر عن موقف مبدئي، وإنما استجابة للتغيرات التي فرضتها الأحداث الأخيرة.
أحد المستخدمين علق قائلاً: “دريد لحام يعود إلى دوره الوطني بعد سنوات من الوقوف مع النظام. رسالته جميلة لكنها تأخرت كثيراً.” بينما قال آخر: “كلمات دريد لحام تذكرنا بمعاني الوحدة الوطنية التي نحتاجها الآن أكثر من أي وقت مضى.”
سوريا بين الأمل والتحديات
مع هذه التحولات الكبيرة التي تشهدها البلاد، يبدو أن سوريا تدخل مرحلة جديدة من تاريخها. سقوط نظام بشار الأسد واحتفال العديد من المدن بتحررها يُظهر أن الشعب السوري قادر على التغيير، لكن الطريق نحو المصالحة الوطنية وإعادة بناء الدولة لا يزال مليئاً بالتحديات.
رسالة دريد لحام التي دعا فيها إلى الوحدة قد تكون بداية لمشاركة أكبر للفنانين والمثقفين السوريين في تحقيق المصالحة وإعادة بناء ما دمرته الحرب. ومع ذلك، يبقى السؤال حول مدى تقبل السوريين لهذه الدعوات، خاصة عندما تصدر من شخصيات أثارت الجدل في الماضي بمواقفها السياسية.
الخاتمة
فيديو دريد لحام الأخير يمثل لحظة رمزية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ سوريا. دعوته للوحدة الوطنية والحفاظ على سوريا كطائفة واحدة تعكس الحاجة الماسة لتجاوز الانقسامات والعمل معاً من أجل مستقبل أفضل. وبينما يتطلع السوريون إلى غدٍ مشرق، تبقى مسؤولية جميع الأطراف، بمن فيهم المثقفون والفنانون، دعم مسيرة المصالحة وإعادة البناء لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.