قصة ميسر العيساوي المعلمة الأردنية: 4 عقود من البحث عن الحقيقة
قصة اختطاف ميسر العيساوي
ميسر العيساوي، اسم يختزل في طياته قصة مؤلمة تختصر معاناة آلاف الأسر العربية مع الاختفاء القسري، حيث ما تزال ميسر مفقودة منذ أكثر من 40 عامًا في سوريا. اختطفتها الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد عام 1984 أثناء إقامتها مع زوجها في دمشق، وما زال مصيرها مجهولًا حتى اليوم.
قصة ميسر العيساوي
في أواخر عام 1984، وخلال إقامة ميسر العيساوي، الشابة الأردنية البالغة من العمر حينها 26 عامًا، مع زوجها في دمشق، اختفت فجأة من حياتهم. وفقًا لعائلتها، فقد تم اختطافها من قِبَل أجهزة أمنية تابعة لنظام الأسد، ووضعت قسرًا خلف قضبان السجون السورية دون أي تواصل أو معلومات عنها.
رسائل عائلة ميسر
على مدار أربعة عقود، لم تتوقف عائلة ميسر عن البحث عنها أو عن طرق كل الأبواب الممكنة للوصول إلى معلومة واحدة تخفف من ألم الانتظار. وكتب الإعلامي والروائي الأردني محمد جميل خضر، ابن خالة ميسر، رسالة مؤثرة ناشد فيها جميع الأطراف بالكشف عن مصيرها، قائلاً:
“ميسر اختطفتها عصابات الأسد في نهاية العام 1984، خلال إقامتها في دمشق، ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم لا نعلم عنها أي شيء. والدتها، التي توفيت في 2018، عاشت على أمل العثور عليها، لكنها رحلت دون أن تتحقق أمنيّتها.”
معاناة الأسرة
خلال سنوات الغياب الطويلة، عانت عائلة ميسر من أوجاع نفسية وجسدية. أمها، التي قضت حياتها في محاولات مضنية لمعرفة مصير ابنتها، توفيت عام 2018 حاملة معها حسرة فشلها في الحصول على أي إجابة. طرقوا أبواب السلطات الأردنية والسورية وحتى الدولية، ولكن الردود كانت إما متجاهلة أو مبهمة.
من أكثر المحطات المؤلمة كانت تلك التي جرت عام 1997، عندما طرح الملك الراحل الحسين بن طلال قضية ميسر على حافظ الأسد، حيث قال الأسد له: “إن تمكنت من العثور عليها، فخذها معك!”
الأمل الذي لا ينطفئ
رغم كل السنوات الطويلة والألم المتراكم، لا تزال عائلة ميسر تعيش على أمل تلقي أي خبر عن مصيرها. شقيقها جهاد، الذي يرقد اليوم على سرير المرض، ينتظر بفارغ الصبر أي معلومة تعيد له بعض الأمل. بينما شقيقتها حياة تؤكد أن العائلة مستعدة لملاحقة جميع المسؤولين عن اختفائها قضائيًا إذا ظهرت الحقيقة.
أبعاد الاختفاء القسري في سوريا
قضية ميسر ليست حالة فردية، بل جزء من ملف شائك ومعقد يعرف بـ”الاختفاء القسري”، وهي إحدى أبرز الجرائم التي ارتكبتها أنظمة القمع في سوريا. آلاف العائلات تعيش المأساة نفسها، وتنتظر يومًا تنكشف فيه الحقائق ويُحاسب فيه المجرمون.
مناشدة عائلية وإنسانية
كتب محمد جميل خضر في ختام رسالته: “هذه رسالة مشفوعة بالأمل. نناشد كل من يملك أي معلومة عن مصير ميسر العيساوي أن يتواصل معنا. عسى أن تكون هناك بارقة أمل تعيد لنا جزءًا من إنسانيتنا المفقودة.”
أمل مستمر في الكشف عن الحقيقة
قصة ميسر العيساوي تمثل صوت كل مختفٍ قسري في سوريا، وهي دعوة لإنصاف الضحايا وللكشف عن مصير من غُيّبوا دون وجه حق. الأمل يظل حيًا في قلوب أسرتها، كما في قلوب آلاف العائلات التي تعيش الظروف ذاتها، بأن تتحقق العدالة يومًا ما، وأن يُكشف الستار عن مصير الأحباء الذين غابت أخبارهم في ظلمات السجون.