ما هو سبب الاحتفال بالهالوين؟ وأصل كلمة “هالوين”

عيد الهالوين هو أحد الأعياد السنوية التي يحتفل بها في العديد من الدول حول العالم، ويقام في 31 أكتوبر من كل عام. يعتبر هذا العيد مزيجًا من المعتقدات الدينية والوثنية التي تطورت على مر الزمن لتصبح جزءًا من الثقافة الشعبية الغربية. لكن ما هو السبب الحقيقي وراء الاحتفال بعيد الهالوين؟ وما معنى كلمة “هالوين”؟ في هذا المقال، نستعرض سبب الاحتفال بالهالوين، وطقوسه، ومعنى اسمه، والحكم الشرعي فيه، بالإضافة إلى الأسطورة المرتبطة بمصباح القرع.

سبب الاحتفال بالهالوين

تعود أصول الاحتفال بالهالوين إلى الطقوس الكلتية القديمة. الكلت، وهم شعوب هندوأوروبية، كانوا يحتفلون بمهرجان “سامهاين” الذي كان يمثل نهاية موسم الحصاد وبداية الشتاء القاسي. كانوا يعتقدون أن الأرواح الشريرة تعود إلى الأرض في هذا اليوم، مما يدفعهم إلى إشعال النيران وارتداء أزياء مرعبة لدرء هذه الأرواح. يُقال إن كهنة الدرويد (وهم الكهنة الكلت القدماء) كانوا يقيمون طقوسًا خاصة في هذا اليوم، ويعتقدون أن إله الموت العظيم، المسمى “سامهاين”، يستدعي الأرواح الشريرة التي ماتت خلال العام، لتستأنف الحياة في أجساد الحيوانات. من هنا جاء الخوف والرعب في الاحتفال بهذا اليوم، وتحولت الفكرة إلى ثقافة واسعة تحتفي بالرعب والخوف .

أصل كلمة “هالوين”

كلمة “هالوين” هي تحريف لعبارة “هالوين إيفينينغ” (Hallow’s Evening) التي تعني “ليلة عيد جميع القديسين”. يُقام عيد جميع القديسين في الأول من نوفمبر، وهو يوم يُحتفل فيه بتكريم جميع القديسين والشهداء في المسيحية. على مر الزمن، اختلطت التقاليد الدينية الوثنية والمسيحية، ما جعل من الهالوين عيدًا يحتفل به في 31 أكتوبر من كل عام، ويجمع بين الطقوس الدينية الوثنية والمسيحية .

طقوس الاحتفال بعيد الهالوين

تتميز احتفالات الهالوين بعدد من الطقوس والتقاليد التي تختلف من مكان لآخر، وتشمل ما يلي:

  • توزيع حلوى الروح: كان في السابق يقوم المواطنون المساكين بالتسول للحصول على الطعام، فتقدم لهم الأسر المعجنات المسماة “كعكات الروح” مقابل وعدهم بالصلاة من أجل أقارب العائلة الموتى.
  • ارتداء الملابس التنكرية: يرتدي الناس أزياء مرعبة وملابس تنكرية في هذا اليوم لإبعاد الأرواح الشريرة. في العصور الوسطى، كان الشتاء يمثل موسم الخوف، لذا كانت هذه الأزياء تستخدم لطرد الأرواح الشريرة.
  • ترك المنازل وتجنب الأشباح: كان الناس يعتقدون أن الأشباح تعود إلى العالم في هذا اليوم، لذا كانوا يرتدون أقنعة ويخرجون من منازلهم بعد حلول الظلام حتى لا تتعرف الأرواح عليهم.
  • وضع طاسات من الطعام خارج المنازل: كانت توضع طاسات من الطعام خارج المنازل لإرضاء الأرواح ومنعها من الدخول وإيذاء السكان.

الحكم الشرعي للاحتفال بالهالوين

حكم الاحتفال بعيد الهالوين في الإسلام هو الحرمة، وذلك لأسباب عديدة، منها:

  • الجذور الوثنية للنشاطات: الهالوين له جذور وثنية أو نصرانية، ومثل هذا لا يجوز الاحتفال به في الإسلام.
  • التشبه بغير المسلمين: يُعتبر الاحتفال بأعياد غير المسلمين من صور التشبه التي نهى عنها الإسلام، حيث يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “من تشبه بقوم فهو منهم”.
  • المعتقدات الباطلة: يرتبط الهالوين بمعتقدات تعود الأرواح إلى الأرض وتأثيرها على الأحياء، وهي معتقدات باطلة تتعارض مع تعاليم الإسلام.
  • تشجيع التسول وبث الرعب: طقوس مثل “خدعة أم حلوى” تعزز ثقافة التسول بين الأطفال وتبث الخوف والرعب، وهي أمور لا تتوافق مع التعاليم الإسلامية.

علاقة ثمرة القرع بالهالوين

يعد مصباح القرع (الجاك أو فانوس جاك) أحد أشهر رموز الهالوين. تعود القصة إلى أسطورة “جاك” الكسول الذي كان يحتال على الشيطان ليبقى محاصرًا في شجرة. بعد وفاته، لم يُسمح له بدخول الجنة ولا جهنم، وحُكم عليه بالتجول في الظلام الأبدي مع قبس من نار جهنم. بدأ الناس في نحت وجوه على اللفت لحماية أنفسهم من أرواح جاك الضالة، وعندما انتقل التقليد إلى أمريكا الشمالية، تم استخدام اليقطين بدلاً من اللفت، فأصبح رمزًا أساسيًا للاحتفال .

أهمية الهالوين في الثقافة الغربية

اليوم، يُعتبر الهالوين حدثًا تجاريًا وثقافيًا كبيرًا في العديد من الدول الغربية، حيث يُنفق الملايين من الدولارات على الأزياء، والحلويات، والديكورات. تتنوع الاحتفالات من التنكر في الملابس المخيفة، إلى تنظيم الحفلات والفعاليات في المنازل والأماكن العامة. بينما يرى البعض أن الهالوين يجسد التقاليد القديمة والمرح، ينظر آخرون إليه كتعبير عن استغلال التسويق التجاري.

ختامًا: عيد الهالوين هو تقليد قديم يمتزج فيه التراث الوثني بالنصراني، وقد تطور ليصبح احتفالًا ثقافيًا واسع الانتشار. وعلى الرغم من أنه قد يبدو يومًا من المرح والتسلية للكثيرين، إلا أن المسلمين مطالبون بتجنب المشاركة في مثل هذه الأعياد التي لا تتماشى مع عقيدتهم وقيمهم. فمن المهم أن يكون المسلمون على دراية بحكم الشرع في مثل هذه المسائل وأن يتجنبوا ما يخالف شريعتهم.

روزينا محمد

محررة ثقافية تتمتع بمعرفة واسعة بالفنون والثقافة، لديها شغف بالمسرح والموسيقى والأدب والفنون البصرية، قادرة على كتابة مراجعات ونقد فني دقيق وهادف، لديها خبرة في تحرير محتوى ثقافي متنوع، يتابع أحدث المعارض والمهرجانات الفنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع موجز الأنباء

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع موجز الأنباء.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !