خطبة الجمعة عن فضل يوم عاشوراء: رحلة عبر التاريخ والإيمان

مع اقتراب حلول ذكرى عاشوراء العظيمة، يزداد شوق القلوب للتأمل في عظمة هذا اليوم المبارك، فما أجمل أن نستغل هذه المناسبة لنغوص في رحلة إيمانية، ونستكشف فضائل هذا اليوم الخالدة، في هذه الخطبة، سنأخذكم في رحلة عبر التاريخ والإيمان، لنفهم معنى عاشوراء، ونستلهم من دروسِه العظيمة.

سنُبحِرُ معًا في رحاب:

• فضائل صيام عاشوراء وكيفية إحيائه إيمانًا وعملًا.
• أهمية يوم عاشوراء في التاريخ الإسلامي.
• العبر والدروس المستفادة من واقعة كربلاء.
• فلنجعل من هذه الرحلة فرصةً لتعزيز إيماننا، وتقوية صلتنا بالله تعالى، وتجديد عهدنا بنصرة الحق والعدالة.

خطبة الجمعة عن فضل يوم عاشوراء

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

مقدمة

أيها المسلمون،

نجتمع اليوم في ذكرى عظيمة، ذكرى عاشوراء، يوم له فضل كبير في تاريخ الإسلام، ويوم مليء بالعبر والدروس. في هذه الخطبة، سنأخذكم في رحلة عبر التاريخ والإيمان، لنفهم فضل هذا اليوم، ونستلهم منه العظات، ونستعد لكي نعيشه إيمانًا وعملًا.

خطبة جمعة عن عاشوراء العاشر من محرم

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، وصفيه وخليله، وأمينه على وحيه ومبلغ الناس شرعه، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

عباد الله، فأوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ فإن من اتقى الله وقاه وهداه إلي صالح أمر دينه ودنياه.

ثم اعلموا – رحمكم الله – أن من القصص العجيب الذي أعاده الله في القرآن وثناه قصة موسى عليه السلام مع فرعون؛ لكونها مشتملة على حِكَم عظيمة، وعِبَر بالغة، وعِظَات مؤثِّرة، وفيها نَبَأه سبحانه مع المؤمنين والظالمين بإعزاز المسلمين ونصرهم، وإذلال الكافرين وخذلانهم؛ ﴿ طسم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [القصص: 1 – 4]، أراد الله جلّ وعلا إنقاذ هذا الشعب من ظلم فرعون وطغيانه، وتَكبُّره وعُدوانه؛ أجرى سبحانه من الأسباب العظيمة ما لم يشعر به فرعون ولا أولياؤه ولا أعداؤه؛ حيث أمر سبحانه أم موسى عليه السلام أن تضع وليدها موسى في تابوت مغلق ثم تلقيه في اليم، ووعدها تبارك وتعالى بحفظه وبشَّرها بأنه سيرده إليها، وأنه سيكبر ويسلم من كيدهم، وأنه سبحانه سيجعله من المرسلين؛ ﴿ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [القصص: 7]، ففعلت ما أُمرت به وساق الله جلّ وعلا هذا التابوت وبداخله موسى عليه السلام إلى مكان قريب من فرعون وآله؛ ﴿ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ﴾ [القصص: 8]، وفي هذا عباد الله أن الحذر لا ينفع من القدر، فإن الذي خاف منه فرعون، وقتل أبناء بني إسرائيل لأجله، قيَّد الله جلّ وعلا أن ينشأ في بيته ويترعرع تحت يده وعلى نظره وكفالته، ومن لطف الله بموسى عليه السلام وأمه أن منعه من قبول الرضاعة من ثدي أي امرأة، فأخرجوه إلى السوق لعلهم يجدون مَن يقبل منها الرضاع، فجاءت أختُه وهو على تلك الحال؛ ﴿ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ﴾ [القصص: 12]. فاشتملت مقالتها على هذا الترغيب في أهل هذا البيت وبيان ما هم عليه من تمام الحفظ، وحُسن الكفالة؛ ﴿ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [القصص: 13]، ولما بلغ عليه السلام أشدّه واستوى، آتاه الله حُكْمًا وعِلْمًا، حُكْمًا يعرف به الأحكام، ويفصِّل به بين الناس، وعِلْمًا كثيرًا غزيرًا.

فضل يوم عاشوراء

يوم نجاة موسى عليه السلام:

يوم عاشوراء هو اليوم الذي نجى الله فيه نبي الله موسى عليه السلام من فرعون وجنوده. فقد أمر فرعون بقتل جميع المواليد الذكور من بني إسرائيل، خوفًا من نبوءة تقول إن أحد أبناء بني إسرائيل سيُهلكه. لكن الله نجا موسى عليه السلام، وجعله نبيًا ورسولًا، وأرسله ليدعو فرعون وقومه إلى عبادة الله وحده.

يوم صام فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم:

عندما هاجر النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء. فسألهم عن سبب صيامهم، فأخبروه أنه اليوم الذي نجى الله فيه نبي الله موسى عليه السلام. فصام النبي صلى الله عليه وسلم ذلك اليوم، وأمر المسلمين بصيامه.

يوم كفارة السنة الماضية:

قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ”.

أهمية صيام يوم عاشوراء

• طاعة الله:
  صيام يوم عاشوراء هو طاعة لله تعالى، ونبي الله محمد صلى الله عليه وسلم.
• شكر الله تعالى:
  صيام يوم عاشوراء هو شكر لله تعالى على نعمه، وعلى نجاته لنبي الله موسى عليه السلام.
• التكفير عن الذنوب:
  صيام يوم عاشوراء هو فرصة للتكفير عن الذنوب، وطلب المغفرة من الله تعالى.

السنن والمبتدعات في يوم عاشوراء

• السنن:
  صيام يوم عاشوراء، وإكثار الدعاء والذكر، وإطعام الطعام.
• المبتدعات:
  التعليق على العصا، واللطم، وإظهار الحزن الشديد.

خاتمة:

أيها المسلمون،

يوم عاشوراء يوم عظيم، يوم مليء بالفضائل والبركات. فلنحرص على اغتنام هذه الفرصة، ونصوم هذا اليوم إيمانًا واحتسابًا، ونشكر الله تعالى على نعمه، ونطلب منه المغفرة والرحمة.

دعاء:

اللهم ارزقنا وإياكم الإخلاص في الأقوال والأعمال، إنه ولي ذلك والقادر عليه.