موعد صيام تاسوعاء وعاشوراء 2025 – 1447 وفضل صيام يوم عاشوراء

يترقب المسلمون في جميع أنحاء العالم حلول يوم عاشوراء 2025 لمعرفة موعد صيام تاسوعاء وعاشوراء 1447 هجريًا، لما لهذا اليوم من فضل وأجر عظيم في الإسلام. ويُعد يوم عاشوراء من أعظم الأيام التي حثّ النبي ﷺ على صيامها، إذ يكفّر ذنوب سنة كاملة للمؤمنين بإذن الله تعالى.

في كل عام، يتجدد البحث عن توقيت صيام يوم عاشوراء وتاسوعاء وكيفية أدائهما وفقًا للسنة النبوية. ويهتم الكثيرون بمعرفة حكم صيام عاشوراء منفردًا إذا وافق يوم السبت، وما إذا كان يجوز شرعًا أم لا، خاصة أن هذا العام يوافق العاشر من المحرم يوم السبت 5 يوليو 2025.

يُحيي المسلمون هذه الشعيرة المباركة استحضارًا لنجاة سيدنا موسى عليه السلام وقومه من فرعون وجنوده، وهو اليوم الذي صامه النبي ﷺ وأمر بصيامه اقتداءً بهدي الأنبياء والصالحين. ولأهمية هذا اليوم، تسعى الأسر المسلمة إلى تربية أبنائها على صيامه وغرس فضله في قلوبهم.

في هذا المقال، نستعرض معًا متى يصادف يوم عاشوراء 2025 بالتفصيل، ونتطرق إلى حكم صيام تاسوعاء معه، وفضل صيامه، وحكم صيام يوم السبت منفردًا، مع توضيح الرأي الراجح وما ورد عن دار الإفتاء. تابع معنا السطور التالية لتتعرف على كل ما تحتاجه بخصوص صيام تاسوعاء وعاشوراء هذا العام.

موعد يوم عاشوراء 2025 – 1447

قبل الخوض في فضل صيام تاسوعاء وعاشوراء، من المهم معرفة الموعد الدقيق لهذه الأيام المباركة.
متى يصادف يوم عاشوراء 2025؟

يوافق يوم عاشوراء هذا العام السبت 5 يوليو 2025 ميلاديًا، وهو اليوم العاشر من شهر المحرم لعام 1447 هجريًا. أما يوم تاسوعاء الذي يُستحب صيامه مع عاشوراء، فيكون الجمعة 4 يوليو 2025، الموافق التاسع من شهر المحرم.

ويُستحب للمسلمين تحرّي هذه التواريخ بدقة، والتأكد من دخول شهر المحرم وفق الرؤية الشرعية للهلال في بلدانهم، حرصًا على أداء العبادة في وقتها المشروع واغتنام الأجر كاملاً.

فضائل يوم عاشوراء

يتميّز يوم عاشوراء بفضائل عظيمة وردت في القرآن الكريم والسنّة النبوية، وهو من أيام الله التي عظّمها رب العالمين وأكرم عباده بمضاعفة الأجر فيها.

1️⃣ من الأشهر الحرم
شهر المحرم من الأشهر الحرم التي عظّمها الله عز وجل في كتابه الكريم. قال تعالى:

«إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ…» [التوبة: 36].
والعمل الصالح فيها أعظم أجرًا، والمعصية فيها أعظم وزرًا.

2️⃣ الاقتداء بالرسول ﷺ
صام النبي ﷺ يوم عاشوراء وأمر المسلمين بصيامه، إحياءً لشكر الله على نجاة موسى عليه السلام وقومه. عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:

«حين صام رسول الله ﷺ يوم عاشوراء وأمر بصيامه» (صحيح مسلم).

3️⃣ تكفير ذنوب سنة
قال النبي ﷺ: «صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله» (صحيح مسلم). وهو من أعظم فضائل هذا اليوم.

4️⃣ نجاة موسى من فرعون
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ وجد اليهود يصومون عاشوراء فقال:

«هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه…» (صحيح مسلم).

ماذا يكفّر صيام يوم عاشوراء؟

يتساءل كثيرون عن الذنوب التي يكفرها صيام يوم عاشوراء وهل يشمل الكبائر أم لا.

أوضحت دار الإفتاء أن صيام عاشوراء يكفّر الذنوب الصغائر فقط، أما الكبائر فلا تُكفّر إلا بالتوبة النصوح، وإذا لم توجد صغائر فإن الصيام يرفع الدرجات ويزيد الأجر ويُكمل النقص في الفرائض.

حكم صيام يوم عاشوراء

أجمع العلماء على أن صيام عاشوراء سنة مؤكدة، وليس فرضًا ولا واجبًا، ويُعد من العبادات المستحبة التي يُثاب عليها المسلم ويؤجر أجرًا عظيمًا.

قال النووي رحمه الله: «صيام يوم عاشوراء مستحب بإجماع العلماء». كما نقل ابن عبد البر الإجماع على استحباب صيامه، تأسيًا بسنة النبي ﷺ وصحابته الكرام.

كيفية صيام تاسوعاء وعاشوراء

جاءت السنة النبوية بتأكيد استحباب الجمع بين صيام تاسوعاء وعاشوراء، لما في ذلك من مخالفة لليهود الذين يصومون العاشر فقط.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «قال رسول الله ﷺ: فإن كان العام المقبل صمنا اليوم التاسع» (صحيح مسلم).

وقال الشافعي وأحمد وغيرهما من العلماء: يُستحب صيام التاسع والعاشر جميعًا. كما أشار بعض أهل العلم إلى أنه من السنة أن يصام التاسع والحادي عشر لمن فاته صيام التاسع.

هل يجوز صيام يوم السبت منفردًا إذا وافق عاشوراء؟

تُثار تساؤلات حول مشروعية صيام يوم السبت إذا وافق عاشوراء دون صيام يوم قبله أو بعده.

أوضح أهل العلم أن النهي عن صيام السبت مخصوص بحال صيامه لمجرد كونه سبتًا بلا سبب مشروع. أما إذا صادف يومًا فضيلًا كعاشوراء فلا حرج في صيامه منفردًا، ولا يدخل في النهي، لأن النهي هنا يرتبط بالقصد لا بالاتفاق.

ختامًا: إن يوم عاشوراء فرصة عظيمة لتطهير النفوس وتجديد النوايا والتوبة النصوح. فمن الجميل أن يحرص المسلم على صيام هذا اليوم المبارك مع تاسوعاء، وأن يعلّم أهله وأبناءه فضله وأثره، ليبقى هذا الإرث النبوي حيًا في بيوت المسلمين جيلًا بعد جيل.