حكم شجرة الكريسماس عند السيد السيستاني

شجرة الكريسماس يُعتبر موضوعًا حساسًا في الإسلام، حيث يتنوع الحكم بناءً على الفقه والمذهب. في السياق الفقهي المتعلق بالسيد علي السيستاني، المرجع الشيعي الأعلى، يُطرح السؤال: ماهو حكم شجرة الكريسماس في هذا المقال سنناقش بالتفصيل حكم اقتناء شجرة الكريسماس والاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة، وفقًا لرأي السيد السيستاني وأهل السنة والجماعة، إضافة إلى رأي الشريعة الإسلامية بتهنئة المسيحيين في أعيادهم.

شجرة الكريسماس ورمزيتها

شجرة الكريسماس تُعد رمزًا مهمًا في الاحتفالات المسيحية بعيد الميلاد، وهي تزين المنازل والشوارع خلال موسم الأعياد الذي يمتد من ديسمبر وحتى بداية يناير. الشجرة ليست فقط للزينة، بل تمثل جزءًا من الرموز الدينية التي تُستخدم في الاحتفالات المسيحية، وتشمل أيضًا الرموز الأخرى مثل الأضواء والهدايا.

حكم شجرة الكريسماس عند السيد السيستاني

يعتبر السيد السيستاني أن اقتناء شجرة الكريسماس لا يُعد حرامًا ما لم يكن الهدف منه الترويج للدين المسيحي. وفقًا لما أفتى به، يجوز للمسلمين اقتناء هذه الشجرة أو الاحتفال برأس السنة شريطة أن لا يتضمن الاحتفال أي نوع من الضلال أو الفسوق أو الترويج للدين المسيحي.

الشرط الأساسي في هذا الحكم هو أن يكون الاحتفال اجتماعيًا ولا يمت بأي صلة لشعائر المسيحية، أي أن يكون نوعًا من الترفيه والتجمع بين الأصدقاء والأقارب، وليس مشاركة في تقاليد دينية غير إسلامية. من هذا المنطلق، يرى السيد السيستاني أن اقتناء الشجرة جائز ما دام الهدف غير ديني ولا يحتوي على مخالفة شرعية.

موقف أهل السنة والجماعة من شجرة الكريسماس

على النقيض من رأي السيد السيستاني، يرى علماء أهل السنة والجماعة أن اقتناء شجرة الكريسماس أو المشاركة في الاحتفالات المتعلقة بها حرام. هذا التحريم يستند إلى مبدأ التشبه بغير المسلمين، وهو أمر حذر منه الإسلام بوضوح.

فقد ورد في الحديث الشريف: “من تشبه بقوم فهو منهم”، مما يُفهم منه أن التشبه بغير المسلمين في شعائرهم واحتفالاتهم الدينية يعد أمرًا محرمًا في الإسلام. ويرى علماء أهل السنة أن شجرة الكريسماس هي جزء من الرموز الدينية المرتبطة بعيد الميلاد، ومن ثم فإن اقتناؤها أو تزيين المنزل بها يُعتبر مشاركة في شعائر غير إسلامية، مما يجعل هذا الفعل حرامًا.

الاحتفال بالكريسماس وفق السيد السيستاني

تختلف الأمور عند الحديث عن الاحتفال بعيد الميلاد أو الكريسماس. وفقًا للسيد السيستاني، لا يجوز للمسلمين الاحتفال بعيد الميلاد إذا كان يتضمن أي نوع من الترويج للدين المسيحي أو ما يتعلق بالشعائر المسيحية. على سبيل المثال، لا يجوز للمسلم أن يحتفل بالكريسماس من منطلق ديني، كما لا يجوز له المشاركة في أي نوع من النشاطات التي تروج للقيم المسيحية أو الشعائر الدينية المسيحية.

ومع ذلك، أشار السيد السيستاني إلى أن الاحتفال برأس السنة يعد أمرًا مختلفًا، حيث يمكن الاحتفال به كمناسبة اجتماعية غير دينية، شريطة الابتعاد عن الفسوق والطرب وما إلى ذلك من مظاهر الاحتفال التي تتنافى مع القيم الإسلامية. يشدد السيستاني على أن هذا النوع من الاحتفالات يجب أن يظل اجتماعيًا بحتًا، بعيدًا عن أي ممارسات دينية.

الفرق بين الكريسماس ورأس السنة

من المهم التمييز بين عيد الميلاد (الكريسماس) ورأس السنة الميلادية. فعيد الميلاد يُعتبر مناسبة دينية مسيحية تُحتفل بميلاد المسيح عليه السلام، ويشمل طقوسًا دينية تختلف عن الاحتفالات التقليدية. في حين أن رأس السنة يُعتبر مناسبة اجتماعية أكثر منها دينية في كثير من البلدان، وتتمثل في احتفالات عامة تتخللها الألعاب النارية والتجمعات العائلية.

وفقًا لرأي السيد السيستاني، يُعتبر الاحتفال برأس السنة الميلادية جائزًا طالما تم الحفاظ على الحدود الشرعية ولم يتم الترويج لأي شعائر غير إسلامية.

حكم بيع شجرة الكريسماس وزينتها

كما يُحرم علماء أهل السنة والجماعة بيع شجرة الكريسماس أو زينتها. حيث أن هذا الفعل يُعتبر دعمًا ومشاركة في نشر البدع الدينية والمشاركة في شعائر غير إسلامية. بناءً على هذا الرأي، يُمنع المسلمين من تصنيع أو بيع أو المتاجرة بأي شيء مرتبط بشجرة الكريسماس أو الاحتفالات المسيحية، بما في ذلك الهدايا والزينة.

السيد السيستاني يوافق على هذا المبدأ إلى حد كبير، ولكنه يرى أن بيع شجرة الكريسماس ليس حرامًا إذا كان الهدف منها تجاريًا بحتًا دون ترويج للديانة المسيحية. هذا الشرط مهم جدًا في رأيه، حيث يشدد على عدم الترويج للشعائر الدينية الأخرى.

هل يجوز تهنئة المسيحيين في أعيادهم؟

من الأمور التي تثير الكثير من التساؤلات هي قضية تهنئة المسيحيين في أعيادهم، سواء كان ذلك في عيد الميلاد أو رأس السنة. السيد السيستاني يرى أن تهنئة المسيحيين أو اليهود أو غيرهم من أهل الكتاب في أعيادهم جائزة، وذلك استنادًا إلى أن التهنئة لا تعتبر مشاركة فعلية في الشعائر الدينية، بل تعبيرًا عن المجاملة والتعايش السلمي.

لكن علماء أهل السنة والجماعة يختلفون في هذا الرأي، حيث يرى الكثير منهم أن التهنئة في هذه الأعياد قد تفتح الباب أمام التساهل الديني، مما يجعل بعضهم يحذر من تهنئة غير المسلمين في أعيادهم، خاصة عندما تتعلق هذه الأعياد بشعائر دينية.

الموقف العام من التشبه بغير المسلمين

القاعدة العامة في الإسلام هي عدم التشبه بغير المسلمين في شعائرهم واحتفالاتهم الدينية. من هذا المنطلق، يعتبر اقتناء شجرة الكريسماس أو المشاركة في الاحتفالات المتعلقة بها نوعًا من التشبه الذي يحذر منه الإسلام. فقد وردت نصوص كثيرة تحث المسلمين على التميز بهويتهم وثقافتهم الإسلامية، وعدم الانجراف وراء تقاليد الشعوب الأخرى التي تتعارض مع تعاليم الإسلام.

ختامًا: في النهاية، يتضح أن حكم اقتناء شجرة الكريسماس أو الاحتفال بعيد الميلاد يختلف بناءً على المذهب الإسلامي الذي يتبعه الشخص. في حين أن علماء أهل السنة يرون أن هذه الممارسات محرمة تمامًا، السيد السيستاني يرى أن هناك بعض المساحة للاحتفال بشكل اجتماعي وغير ديني، بشرط الابتعاد عن الترويج للديانة المسيحية.

على المسلمين الراغبين في تجنب أي شبهة أو تحريم الالتزام بقيمهم الإسلامية والابتعاد عن أي تقليد أو تشبه بالديانات الأخرى، والتمسك بتعاليم الإسلام التي تحث على التميز والاستقامة في العبادة والاحتفالات.


سارة شلبي

كاتبة مبدعة تتمتع بخيال واسع وقدرة على نسج القصص الشيقة. تكتب بأسلوب سلس وجذاب، وتستطيع نقل القارئ إلى عوالم مختلفة. تهتم بالقضايا الاجتماعية والإنسانية، وتسعى إلى إحداث تغيير إيجابي في المجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع موجز الأنباء

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع موجز الأنباء.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !