خطبة الجمعة عن العام الهجري الجديد 1446:هجرة عظيمة و دروس خالدة
مع حلول العام الهجري الجديد 1446، نُطل على رحلة جديدة عبر الزمن، رحلة تُعيدنا إلى ذكرى هجرة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة، هجرةٌ عظيمةٌ كانت فاتحةً لنصرٍ مُؤزّرٍ وإسلامٍ عظيمٍ، رسمت معالمَ الحضارة الإسلاميّة وأرست قواعدَها.
خطبة الجمعة عن العام الهجري الجديد 1446
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على أتمّ المرسلين، الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه، وسلّم تسليماً كثيرا، أمّا بعد:
أيّها المسلمون:
مع حلول أوّل جمعةٍ من العام الهجريّ الجديد، نُطلّ على رحلةٍ جديدةٍ عبر الزّمن، رحلةٌ تُعيدنا إلى ذكرى هجرة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة، هجرةٌ عظيمةٌ كانت فاتحةً لنصرٍ مُؤزّرٍ وإسلامٍ عظيمٍ، رسمت معالمَ الحضارة الإسلاميّة وأرست قواعدَها.
إنّ هجرة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كانت نقطة تحوّلٍ عظيمةٍ في تاريخ الإسلام، فقد انتقل المسلمون من الضعف إلى القوة، ومن التّشتّت إلى الوحدة، ومن الظّلم إلى العدل. لقد كانت هذه الهجرة بمثابة شعاعٍ من الأمل أضاء دروب المسلمين، ودلّهم على طريق النّجاة من الظّلمات إلى النّور.
إنّ دروس هجرة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كثيرةٌ وعظيمةٌ، ونذكر منها:
الصّبر والثبات: فقد واجه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه في رحلة الهجرة شتّى أنواع الصّعاب والمخاطر، لكنّهم صبروا وثبتوا على إيمانهم، ولم يلين لهم عزمٌ.
التّضحية: فقد ضحّى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه بأموالهم وأهاليهم وبيوتهم في سبيل الله تعالى، وابتغاء مرضاته.
الأمل والتّوكل على الله: فقد توكّل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على الله تعالى، ولم ييأس من نصره، حتّى حقّق الله له ما أراد.
أيّها المسلمون:
مع حلول العام الهجريّ الجديد، علينا أن نستلهم من دروس هجرة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وأن نجعلها نبراسًا يُضيء لنا دروبنا في الحياة. فلنكن صابرين ثابتين على إيماننا، ولنضحي في سبيل الله تعالى، ولنجعل الأمل والتّوكل على الله تعالى شعارنا في الحياة.
وختامًا:
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من خير أمّةٍ أخرجت للناس، وأن يوفقنا لاتّباع سنة نبيّه صلّى الله عليه وسلّم، وأن يرزقنا العيش الكريم في الدّنيا والآخرة.
خطبة الجمعة الثانية: رحلة نحو مستقبل مشرق
الحمد لله رب العالمين، على إحسانه وتوفيقه ونعمه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلّم تسليماً كثيراً، أما بعد:
عباد الله المؤمنون:
ها نحن نقف على أعتاب عامٍ هجريّ جديد، عامٍ يُحمل في طيّاته آمالاً جديدةً وتطلّعاتٍ مشرقةٍ، عامٌ ندعو الله تعالى أن يجعله عام خيرٍ وبركةٍ ونصرٍ وعزةٍ للمسلمين.
وفي هذه اللحظات المباركة، لا يسعنا إلّا أن نتذكر نعمة الإسلام العظيمة، ونستذكر هجرة نبيّنا محمد صلّى الله عليه وسلّم من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة، هجرةٌ عظيمةٌ كانت فاتحةً لنصرٍ مُؤزّرٍ وإسلامٍ عظيمٍ، رسمت معالمَ الحضارة الإسلاميّة وأرست قواعدَها.
ولكن يا عباد الله، إنّ رحلةَ الإسلامِ لم تنتهِ عند هجرة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، بل إنّها رحلةٌ مستمرّةٌ تُناط بنا نحنُ المسلمين، رحلةٌ تتطلّب منّا الصّبرَ والثباتَ والتّضحيةَ والأملَ والتّوكلَ على الله تعالى.
ففي هذا العام الهجريّ الجديد، علينا أن نُجدّد عهدنا مع الله تعالى، وأن نُقوّي إيماننا، وأن نُحاسب أنفسنا على ما مضى، وأن ننطلق بقوّةٍ وعزيمةٍ نحو مستقبلٍ مشرقٍ.
ولكن يا عباد الله، إنّ رحلةَ الإيمانِ لا تسيرُ بِمُجرّدِ التّمنّياتِ، بل تتطلّبُ منّا العملَ الجادّ والسّعيَ الحثيثَ. فالمسلمُ الحقيقيّ هو الذي يُجسّدُ تعاليمَ الإسلامِ في سلوكهِ، ويُطبّقُها في حياتهِ، ويُصبحُ قدوةً يُحتذى بها في المجتمعِ.
فلنكن أيّها المسلمون خيرَ أمّةٍ أخرجت للناس، ولنُحافظَ على هُويّتنا الإسلاميّةِ، ولنُقاومَ التّغريبَ والتّقليدَ الأعمى للأممِ الضّالّةِ. فلنُحافظَ على تقويمنا الهجريّ الإسلاميّ، ولنُحييَ مناسباتنا الإسلاميّةِ، ولنُعلّمَ أبناءنا قيمَ الإسلامِ وتعاليمهِ.
وختامًا، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من خيرِ أمّةٍ أخرجت للناس، وأن يوفقنا لاتّباع سنة نبيّه صلّى الله عليه وسلّم، وأن يرزقنا العيش الكريم في الدّنيا والآخرة.
- اللهمّ ارزقنا خيرَ عامٍ، وآخرَ عامٍ، واجعل عامنا الجديد عامَ خيرٍ وبركةٍ ونصرٍ وعزةٍ للمسلمين.
- اللهمّ اجعل عامنا الجديد عامَ وحدةٍ ووئامٍ وأمنٍ واستقرارٍ لأمّة الإسلام.
- اللهمّ اجعل عامنا الجديد عامَ علمٍ وإيمانٍ وعملٍ صالحٍ.
- اللهمّ اجعل عامنا الجديد عامَ تحقيقٍ لأهدافنا وطموحاتنا.
- اللهمّ اجعل عامنا الجديد عامَ خيرٍ وسلامٍ وبركةٍ للعالمين.
- اللهمّ تقبّل منّا دعاءنا، واستجب لنا نداءنا، وبلغنا مقاصدنا، ووفقنا لما فيه خيرنا وهدانا إلى سواء السبيل، وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً.