ما سبب وفاة سعد البريك وما هو مرضه؟.. سيرة الداعية الذي خدم الدعوة الإسلامية لعقود
مرض سعد البريك
في خبر أحزن الأوساط الدينية والإعلامية، أعلنت وسائل إعلام سعودية رسمية، مساء السبت 3 مايو 2025، عن وفاة الداعية الإسلامي المعروف سعد بن عبد الله البريك، بعد مسيرة طويلة وحافلة في العمل الدعوي والعلمي، امتدت لعقود من الزمن، كان فيها من الأصوات المؤثرة في مجال الوعظ والتوجيه داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.
سبب وفاة سعد البريك
مع تداول نبأ الوفاة، تصدرت محركات البحث عبارات مثل “ما هو سبب وفاة سعد البريك؟”، حيث حرص محبوه من مختلف الدول الإسلامية على معرفة تفاصيل رحيله.
وبحسب مصادر قريبة، فإن الداعية سعد البريك كان يعاني في الأيام الأخيرة من وعكة صحية حادة، نُقل على إثرها إلى أحد مستشفيات العاصمة الرياض لتلقي العلاج. إلا أن حالته الصحية شهدت تدهورًا مفاجئًا خلال الساعات الماضية، قبل أن يُعلن رسميًا عن وفاته مساء يوم السبت.
وقد نعت شخصيات دينية واجتماعية وإعلامية سعودية وعربية الشيخ الراحل بكلمات مؤثرة، مؤكدين أنه كان من الدعاة المعتدلين الذين تركوا أثرًا إيجابيًا في جيل واسع من الشباب.
ومن المقرر أن تُؤدى صلاة الجنازة على الراحل، يوم الاثنين 5 مايو 2025 بعد صلاة الظهر في جامع الراجحي بمدينة الرياض، على أن يُوارى جثمانه الثرى في مقبرة النسيم.
من هو سعد البريك؟ – السيرة الذاتية ويكيبيديا
- الاسم الكامل: سعد بن عبد الله البريك
- تاريخ الميلاد: 19 فبراير 1962 (الموافق 15 رمضان 1381هـ)
- مكان الميلاد: الرياض، المملكة العربية السعودية
- تاريخ الوفاة: 3 مايو 2025
المؤهلات العلمية
- بكالوريوس في الشريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، قسم الاقتصاد، عام 1403هـ.
- ماجستير في الفقه المقارن من المعهد العالي للقضاء، برسالة عنوانها: “التأمين التجاري في الإسلام”.
- دكتوراه في الفقه المقارن من المعهد العالي للقضاء برسالة: “اختيارات الإمام الخطابي الفقهية”، مع مرتبة الشرف الأولى.
المناصب والمهام التي شغلها
على مدار حياته، تقلد الدكتور سعد البريك عددًا من المناصب الهامة، أبرزها:
- مستشار ونائب رئيس اللجنة العليا في مكتب الأمير عبد العزيز بن فهد للبحوث والدراسات.
- عضو لجنة التربية العليا برئاسة الأمير سلطان بن عبد العزيز.
- عضو في لجان المناصحة المخصصة لحوار السجناء ذوي الأفكار المتطرفة.
- المشرف العام على المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في البديعة والصناعية الجديدة بالرياض.
وقد كان له دور بارز في مواجهة الفكر التكفيري، من خلال برامج توعية مباشرة مع المجتمع، كما كان حريصًا على المشاركة في المؤتمرات والمواسم الدعوية.
الأنشطة الدعوية والإعلامية
تميّز الدكتور سعد البريك بقدرته الخطابية العالية، وكان صوتًا دعويًا محوريًا في الإعلام الإسلامي، وشارك في العديد من البرامج التلفزيونية، منها:
- خذوا عني مناسككم
- وإنك لعلى خلق عظيم
- فاستبقوا الخيرات
- النجاة
- وثبت الأجر
- سواعد الإخاء
كما شارك في الملتقيات الإسلامية الكبرى، وقدم دورات علمية مكثفة في الفقه والأخلاق والدعوة، وكانت له علاقة متينة مع مختلف شرائح المجتمع من شباب، وأكاديميين، وإعلاميين.
كلمات وداع وحزن من محبيه
عقب إعلان وفاته، عجّت مواقع التواصل الاجتماعي بموجات من الحزن والدعاء للراحل، حيث وصفه البعض بـ”المدرسة الدعوية المتنقلة”، وأشادوا بتمسكه بالوسطية والاعتدال في الطرح، ومساهمته في تعزيز مفاهيم التسامح والتكافل الاجتماعي.
وأعاد كثير من متابعيه نشر مقاطع قديمة من محاضراته ودروسه، تعبيرًا عن تقديرهم لمسيرته الدعوية الطويلة، في حين دعا آخرون إلى إطلاق اسمه على أحد المراكز الدعوية تخليدًا لذكراه.
إرث علمي وروحي
رحيل الشيخ سعد البريك لا يُعد خسارة لعائلته ومجتمعه فحسب، بل يمثل فقدًا للأمة الإسلامية في ظل ما قدّمه من علمٍ ومواقف مشرفة في الدفاع عن الإسلام والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة. لقد كان نموذجًا يُحتذى به في الصبر والثبات، وساهم في تكوين جيل من الدعاة والمصلحين.
في سياق تخليد ذكرى الداعية سعد البريك، كشفت جمعية الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في الرياض عن نيتها إطلاق مبادرة وقفية تحمل اسم “وقف سعد البريك للدعوة والتعليم”، يهدف إلى دعم الأنشطة الدعوية، وتمويل البرامج الشرعية الموجهة للشباب والمهتمين بطلب العلم. ومن المقرر أن يتم تخصيص ريع هذا الوقف لطباعة مؤلفات الشيخ، وإقامة دروس علمية منتظمة باسمه، بالإضافة إلى دعم الجاليات المسلمة داخل المملكة. وتأتي هذه المبادرة بمشاركة مجتمعية واسعة، وبدعم من محبيه وتلامذته، لتعكس حجم التأثير الذي تركه الشيخ الراحل في العمل الدعوي والتربوي.
خاتمة
بوفاة الداعية الدكتور سعد البريك، طويت صفحة من صفحات الدعوة الإسلامية المعتدلة في المملكة العربية السعودية، حيث ترك خلفه سيرة عطرة، وذكرى طيبة، وكلمات ما زالت تتردد في قلوب الملايين.
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يُلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
