سعر الدولار مقابل الليرة السورية اليوم الخميس 5 ديسمبر 2024: استمرار الانهيار في السوق السوداء
استمر سعر الليرة السورية في الانخفاض اليوم الخميس 5 ديسمبر 2024، ليحقق أدنى مستوى تاريخي جديد أمام العملات الأجنبية، خاصة الدولار الأمريكي. يعود هذا الهبوط الحاد إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية واحتدام المصادمات في بعض المناطق السورية، إضافة إلى أزمة شح السيولة الدولارية التي تعاني منها البلاد.
السعر الرسمي للدولار في سوريا
بحسب بيانات البنك المركزي السوري، سجل سعر صرف الليرة السورية اليوم الأربعاء، 4 ديسمبر 2024، ما يقارب 13668 ليرة سورية لكل دولار أمريكي، مما يعكس الضعف المستمر في قيمة العملة المحلية. ويستمر هذا الانخفاض بالرغم من الإجراءات الحكومية التي تسعى إلى الحد من الانهيار، إلا أن الأوضاع الاقتصادية المتردية والضغوط الخارجية تزيد من تعقيد الوضع.
كما سجل سعر صرف الليرة السورية أمام بعض العملات الأجنبية الأخرى اليوم، بحسب بيانات البنك المركزي، على النحو التالي:
- اليورو: 14376 ليرة سورية.
- الجنيه الإسترليني: 17531.26 ليرة سورية.
أما بالنسبة لنشرة الجمارك والطيران للعملات الأجنبية، فقد أظهرت الأسعار التالية خلال الفترة من 1 ديسمبر إلى 15 ديسمبر:
- شراء الدولار: 10500 ليرة سورية.
- بيع الدولار: 10605 ليرات سورية.
السوق السوداء: سعر الدولار في دمشق وحلب وإدلب
على الرغم من تحديد الأسعار الرسمية في المصارف الرسمية السورية، فإن السوق السوداء هي التي تسيطر على أسعار الصرف الفعلية في معظم المحافظات السورية، حيث تشهد ارتفاعات ضخمة بسبب الطلب الكبير على العملة الأجنبية، في ظل القيود المفروضة على الحصول عليها من القنوات الرسمية.
- دمشق: سجل سعر الدولار في السوق السوداء مستوى قياسي بلغ 16.5 ألف ليرة للدولار الواحد.
- حلب: ارتفع سعر الدولار بشكل غير مسبوق، حيث بلغ 25 ألف ليرة للدولار للبيع و 23 ألف ليرة للشراء.
- إدلب: سجل سعر الدولار في السوق السوداء 16.3 ألف ليرة للبيع و 16.2 ألف ليرة للشراء.
وبالرغم من تصاعد التوترات في سوريا، شهدت بعض المدن، خاصة حلب، زيادات حادة تجاوزت 1200% في قيمتها مقابل الدولار منذ بداية النزاع، ما يعكس الانهيار الكبير في الاقتصاد السوري وارتفاع تكلفة الحياة اليومية للمواطنين السوريين.
أسباب تدهور قيمة الليرة السورية
يتسبب تدهور قيمة الليرة السورية في العديد من العوامل الاقتصادية والسياسية المعقدة:
- التوترات السياسية: النزاع المستمر والصراعات المسلحة في البلاد ساهمت في تفاقم الوضع الاقتصادي وزيادة العجز في الحكومة.
- العقوبات الاقتصادية: العقوبات الدولية المفروضة على النظام السوري تزيد من عزلة الاقتصاد، مما يعقد الحصول على موارد نقدية بالدولار.
- عدم الاستقرار في أسواق النفط: انخفاض الإنتاج المحلي من النفط، وهو المصدر الرئيسي لعائدات الحكومة السورية، يضعف قدرة البنك المركزي على دعم الليرة.
- أزمة السيولة الدولارية: قلة السيولة الأجنبية وشح المعروض من الدولار في الأسواق المحلية تزيد من معدلات التضخم، ما يؤدي إلى انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين.
تأثير انخفاض الليرة على الاقتصاد السوري
يشكل هذا الانهيار في قيمة الليرة تحديًا كبيرًا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي في سوريا. فقد أدى تدهور العملة إلى ارتفاع الأسعار بشكل حاد، مما جعل المواطنين غير قادرين على تحمل تكاليف الحياة اليومية. وارتفعت أسعار السلع الأساسية مثل المواد الغذائية والوقود، ما يزيد من معاناة المواطنين.
- ارتفاع التضخم: مع تدهور قيمة الليرة، زادت أسعار السلع بشكل غير مسبوق، ما جعل حياة الناس أكثر صعوبة، لا سيما الطبقات الفقيرة.
- زيادة البطالة: الشركات والمصانع في البلاد تواجه صعوبات في التعامل مع الأزمات الاقتصادية، ما يؤدي إلى تسريح العديد من العمال وزيادة معدلات البطالة.
- الهجرة: ارتفاع تكاليف المعيشة في الداخل السوري يدفع الكثير من الشباب للبحث عن فرص عمل في الخارج، مما يساهم في تفريغ المناطق من كوادرها البشرية.
ختاماً:
تستمر الليرة السورية في الانهيار أمام الدولار والعملات الأجنبية الأخرى في السوق السوداء، مما يعكس استمرار الأزمة الاقتصادية التي تعيشها سوريا. ومع تزايد التوترات الجيوسياسية والمشاكل الاقتصادية الداخلية، يتوقع الخبراء أن تستمر هذه الأوضاع لفترة طويلة ما لم يتم إيجاد حلول سياسية واقتصادية جذرية.
