من هي نور قنديل؟.. تفاصيل استشهاد الصحفية الفلسطينية في مجزرة دير البلح
هزّت الأوساط الإعلامية والحقوقية والشارع الفلسطيني بأكمله أنباء استشهاد الصحفية نور قنديل، التي سقطت ضحية قصف إسرائيلي استهدف منزلها في دير البلح وسط قطاع غزة. واستشهدت نور مع زوجها وابنتهما الصغيرة، لتضاف إلى سلسلة طويلة من الصحفيين الذين دفعوا حياتهم ثمنًا لنقل الحقيقة من قلب الميدان. فمن هي نور قنديل؟ وما تفاصيل استشهادها؟
من هي الإعلامية نور قنديل؟
نور قنديل صحفية فلسطينية شابة كانت تعمل في تغطية الأحداث في قطاع غزة، وعُرفت بمشاركتها في نقل الحقيقة من الميدان رغم الظروف القاسية والحصار المفروض على القطاع. كانت نور مثالًا للإعلامية الميدانية الشجاعة، التي لم تكتفِ بالمشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بل آثرت التوثيق والعمل المهني من قلب الخطر.
عرف عنها اهتمامها بالشأن الإنساني، فكانت تغطي قصص الناجين، وحياة الأسر الفلسطينية داخل الخيام، وواقع الأطفال تحت الحصار. وكانت تشارك متابعيها بتقارير إنسانية مميزة توثق ما يجري من معاناة ومعارك، لا سيما بعد اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.
تفاصيل استشهاد نور قنديل وعائلتها
في مشهد مأساوي جديد من مشاهد العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، استشهدت نور قنديل وزوجها وطفلتها الصغيرة في قصف استهدف منزلهم في حي دير البلح وسط القطاع، وهو من المناطق التي شهدت تصعيدًا كبيرًا في الأسابيع الأخيرة.
ووفقًا لما أعلنته نقابة الصحفيين الفلسطينيين، فإن القصف الإسرائيلي جاء بشكل مباشر، ودون تحذير مسبق، مما أدى إلى انهيار المنزل بالكامل فوق رؤوس ساكنيه. وتم انتشال جثامين الأسرة الصغيرة من تحت الأنقاض، في مشهد دموي أثار استنكارًا واسعًا في الأوساط المحلية والدولية.
وقد عبّرت نقابة الصحفيين عن صدمتها من الاستهداف المتعمد للصحفيين، موضحة أن استشهاد نور قنديل يأتي ضمن سلسلة طويلة من الانتهاكات التي تُمارس ضد العاملين في مجال الإعلام.
بيان نقابة الصحفيين الفلسطينية
قالت النقابة في بيانها الرسمي:
“إن التاريخ الإعلامي لم يشهد مثل هذا الاستهداف الوحشي والممنهج للصحفيين، كما هو حاصل في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.”
وأضافت النقابة أن أكثر من 140 صحفيًا استشهدوا منذ بداية العدوان، فيما أصيب العشرات، وتم تدمير مكاتب إعلامية ومنازل تخص صحفيين وأسرهم.
وطالبت النقابة المحكمة الجنائية الدولية بالتدخل الفوري وتحمل المسؤولية القانونية تجاه هذه الجرائم، داعية إلى إصدار مذكرات توقيف دولية بحق القادة الإسرائيليين المتورطين في القتل العمد للصحفيين، واعتبار ذلك جريمة حرب كاملة الأركان.
موجة الغضب والتضامن
أثار خبر استشهاد نور قنديل موجة من الحزن العارم على منصات التواصل الاجتماعي، وتحوّل اسمها إلى وسم متداول في الوطن العربي، تحت عناوين:
#الشهيدة_نور_قنديل
#صحفية_شهيدة
#الصحافة_ليست_جريمة
وكتب العديد من الإعلاميين والنشطاء تغريدات ناعية للراحلة، داعين لمحاسبة الجناة، ومؤكدين أن صوت نور لن يُدفن تحت الركام، بل سيبقى رمزًا للصمود الإعلامي.
استهداف متواصل للصحفيين
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، شكّل الصحفيون هدفًا مباشرًا لطائرات الاحتلال. حيث تم استهداف العديد من المكاتب الإعلامية والمراسلين الميدانيين في أوقات التغطية المباشرة، ما يُعد انتهاكًا صارخًا لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني الذي يكفل حماية الصحفيين في مناطق النزاع.
اللافت أن العديد من الشهداء الإعلاميين سقطوا إلى جانب أفراد عائلاتهم، ما يؤكد أن سياسة الاحتلال باتت تقوم على الردع الجماعي حتى للناقلين الحقيقيين للحقيقة.
أرقام مفزعة وحقائق صادمة
وفق ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، فقد بلغت حصيلة الشهداء منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023 إلى مايو 2025 أكثر من 53 ألف شهيد، فيما تجاوز عدد المصابين 121 ألفًا. وتشير التقارير الحقوقية إلى أن من بين الشهداء أكثر من 140 صحفيًا، بينهم إعلاميون ميدانيون وموظفون في وكالات أنباء ووسائل إعلام محلية.
الإعلام في مرمى الاستهداف.. والمجتمع الدولي صامت
رغم ما يحدث من مجازر بحق الإعلاميين، إلا أن ردة الفعل الدولية ما زالت خجولة جدًا، بحسب تقارير منظمات مثل “مراسلون بلا حدود” و”هيومن رايتس ووتش”. فحتى الآن، لم يُتخذ أي إجراء عملي لمحاسبة الاحتلال أو فرض عقوبات عليه بسبب هذه الانتهاكات.
وتؤكد نقابة الصحفيين الفلسطينيين أن الصمت الدولي على ما يحدث يُعد تواطؤًا مخزيًا، ويشجع الاحتلال على مواصلة جرائمه بحق الإعلام وأهله.
خاتمة: نور قنديل.. اسم لن يُنسى
في وداع الإعلامية نور قنديل، لا نقف فقط أمام رقم جديد في سجل الشهداء، بل أمام قصة إنسانة حملت الكاميرا والصوت من أجل شعبها، ودفعت الثمن الأعلى: حياتها وعائلتها.
نور قنديل ستبقى شاهدة على واحدة من أبشع فصول الحرب على الحقيقة، وستظل رمزًا للصحافة الحرة في وجه الطغيان.