” سوريا تتحول رقميًا” إطلاق منصة هدهد لتصدير المنتجات السورية عالميًا
في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تمر بها سوريا، تسعى الجهات المعنية إلى إيجاد حلول مبتكرة للنهوض بالاقتصاد الوطني، وتحقيق تحول رقمي فعلي في مختلف القطاعات. ومن أبرز الخطوات العملية التي شهدتها البلاد مؤخرًا، كان إطلاق منصة هدهد لتصدير المنتجات السورية، التي مثّلت نقلة نوعية في مجال التجارة الإلكترونية والصادرات، وهي الخطوة التي قوبلت باهتمام واسع من قبل رجال الأعمال والمستثمرين المحليين والدوليين على حد سواء.
مؤتمر نهضة تك في دمشق.. منصة هدهد تتصدر المشهد
شهدت العاصمة السورية دمشق في مايو 2025 انطلاق فعاليات مؤتمر “نهضة تك”، وهو أول حدث تقني بهذا الحجم يُقام في سوريا، بتنظيم من وزارة الاتصالات والتقانة، وحضور الوزير عبد السلام هيكل، إلى جانب نخبة من الخبراء والمتخصصين في الذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال.
وجاءت إطلاق منصة هدهد لتصدير المنتجات السورية كأبرز إعلان رسمي خلال المؤتمر، إذ تُعد هذه المنصة الرقمية أول مبادرة وطنية من نوعها تهدف إلى تصدير المنتجات المحلية مباشرةً من المنتج إلى الأسواق العالمية، دون الحاجة إلى وسطاء تجاريين، مما يعزز من فرص أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ويرفع من كفاءة التبادل التجاري الخارجي.
ما هي منصة هدهد لتصدير المنتجات السورية؟
تُعرف منصة هدهد بأنها بوابة رقمية سورية صُممت خصيصًا لتمكين الشركات والمصانع والمزارعين والحرفيين السوريين من عرض منتجاتهم على واجهة إلكترونية موجهة للأسواق الدولية، حيث يمكن للمشترين من الخارج تصفح المنتجات وإتمام صفقات الشراء بكل سهولة وشفافية.
ووفق ما أعلنته وزارة الاتصالات، فإن إطلاق منصة هدهد لتصدير المنتجات السورية يهدف إلى:
-
تعزيز الصادرات غير النفطية السورية.
-
تسهيل الوصول إلى الأسواق العالمية.
-
تقليل الكلفة التشغيلية على الشركات الناشئة.
-
دعم التصنيع المحلي وترويجه رقميًا.
-
إدخال العملة الصعبة إلى الاقتصاد الوطني.
لزيارة منصة هدهد أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــا.
مميزات إطلاق منصة هدهد لتصدير المنتجات السورية
تُوفر منصة هدهد باقة من الميزات التقنية والفنية التي تجعلها بيئة مثالية للمصدرين المحليين والمستوردين الدوليين على حد سواء، وتتمثل أبرز هذه المميزات في:
-
واجهة استخدام ثنائية اللغة: توفر المنصة خدماتها باللغتين العربية والإنجليزية، ما يعزز التواصل مع المشترين الأجانب.
-
آلية دفع إلكتروني آمنة: بالتعاون مع مزودي خدمات مالية معتمدة دوليًا ومحليًا.
-
دعم لوجستي متكامل: يشمل الشحن، التخليص الجمركي، والتتبع، بالتنسيق مع شركات النقل الدولية.
-
تصنيفات مرنة للمنتجات: من الغذاء والملبوسات إلى المنتجات الصناعية والزراعية والحرفية.
-
خدمة عملاء للمصدرين: دعم فني وتقني يساعد البائعين في إدارة حساباتهم وعملياتهم التجارية.
وبذلك فإن إطلاق منصة هدهد لتصدير المنتجات السورية لا يمثل مجرد إطلاق منصة إلكترونية، بل يُعد استراتيجية متكاملة لدعم الاقتصاد الرقمي.
أثر إطلاق منصة هدهد على الاقتصاد السوري
مع اعتماد معظم الأسواق العالمية على المنصات الإلكترونية، تأتي خطوة إطلاق منصة هدهد لتصدير المنتجات السورية لتعكس التحول الحتمي الذي يجب أن تمر به الأنظمة الاقتصادية في الشرق الأوسط، خصوصًا الدول المتأثرة بالحروب والعقوبات.
ويرى محللون اقتصاديون أن هذه المنصة:
-
تسهم في كسر العزلة الاقتصادية المفروضة على سوريا.
-
تُسهل على المغتربين السوريين شراء المنتجات الوطنية.
-
تزيد من ثقة الشركاء التجاريين الدوليين.
-
تشجع على إنشاء شركات تصدير ناشئة بأقل كلفة.
-
تدعم المرأة السورية الريفية والمزارعين الصغار لعرض منتجاتهم عالميًا.
منصة هدهد والذكاء الاصطناعي.. تكامل تقني من الطراز الأول
ضمن فعاليات مؤتمر “نهضة تك”، الذي احتضن إطلاق منصة هدهد، كان هناك أيضًا اهتمام ملحوظ بمجالات الذكاء الاصطناعي وتقنيات الجيل الخامس. وقد شهد الحضور تجربة أول برج يعمل بتقنية 5G، وهو ما يشير إلى أن إطلاق منصة هدهد لتصدير المنتجات السورية ليس منفصلًا عن خطة شاملة للتحول الرقمي في البلاد.
فقد صرح وزير الاتصالات عبد السلام هيكل أن الوزارة تعمل على:
-
ربط منصة هدهد بقاعدة بيانات الصناعات المحلية.
-
استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل توجهات السوق العالمية.
-
تقديم توصيات للمصدرين بناء على البيانات الضخمة.
-
أتمتة عملية التفاوض الرقمي مع المشترين.
وهذه النقاط تعزز من نجاح المنصة على المدى البعيد، وتضع سوريا ضمن خارطة التكنولوجيا الحديثة.
جهود وزارة الاتصالات لدعم المشاريع الرقمية
يأتي إطلاق منصة هدهد لتصدير المنتجات السورية ضمن حزمة من المبادرات التي أطلقتها وزارة الاتصالات السورية في عام 2025، والتي تشمل:
-
تقديم خدمات تصفح مجاني للمواقع الحكومية والتجارية المحلية.
-
تخفيض أسعار الباقات الرقمية.
-
تطوير البنية التحتية للإنترنت في المناطق الصناعية والريفية.
-
تحديث منظومة البريد السوري لتتكامل مع التجارة الإلكترونية.
وقد قام الوزير هيكل بزيارة إلى المؤسسة السورية للبريد لمناقشة آليات تطوير الخدمة البريدية بما يواكب تطورات السوق الرقمي، وهو ما يدعم آليات الشحن والتوصيل الخاصة بمنصة هدهد.
التحديات التي تواجه منصة هدهد في بداياتها
رغم التفاؤل الكبير الذي صاحب إطلاق منصة هدهد لتصدير المنتجات السورية، إلا أن هناك عددًا من التحديات التي تواجه نجاح المشروع، من أبرزها:
-
ضعف البنية التحتية في بعض المحافظات السورية.
-
نقص الخبرات التقنية لدى صغار المنتجين.
-
الحاجة إلى توعية الموردين بكيفية التسويق الإلكتروني.
-
قيود التحويلات البنكية الخارجية.
-
الصعوبات الجمركية في بعض الدول المستوردة.
لكن الوزارة أكدت أنها ستعمل على مواجهة هذه العقبات من خلال تدريبات مجانية، وورش عمل رقمية، وتسهيلات مالية للمصدرين.
دور رجال الأعمال والمستثمرين في دعم المنصة
من الجوانب المهمة في نجاح إطلاق منصة هدهد لتصدير المنتجات السورية هو انخراط القطاع الخاص في دعم المنصة، من خلال:
-
إنشاء بوابات دفع إلكترونية متوافقة مع قوانين التحويل.
-
دعم المشاريع الريادية الموجهة للتصدير.
-
تدريب الكوادر الشابة على مهارات التسويق الرقمي.
-
تنظيم معارض افتراضية للمنتجات السورية.
وقد بدأ عدد من المستثمرين بالفعل بتسجيل شركاتهم داخل المنصة، حيث يتوقع أن تبدأ أولى عمليات التصدير التجريبية خلال الربع الثاني من عام 2025.
مستقبل منصة هدهد خلال السنوات المقبلة
تضع وزارة الاتصالات في سوريا خطة تطويرية تمتد لخمس سنوات، بهدف تحويل منصة هدهد لتصدير المنتجات السورية إلى مركز تصدير رقمي إقليمي، بحيث:
-
يتم ربطها بأسواق آسيا وإفريقيا.
-
تُدرج ضمن برامج الدعم الأممية للتجارة الرقمية.
-
تُستخدم كأداة تحليل اقتصادية للتخطيط الوطني.
-
تتحول إلى منصة شاملة تتضمن البيع بالجملة والتجزئة والتعاقد الصناعي.
خاتمة: إطلاق منصة هدهد لتصدير المنتجات السورية.. خطوة في الاتجاه الصحيح
في الختام، يُعد إطلاق منصة هدهد لتصدير المنتجات السورية بمثابة تحول جذري في مفهوم التجارة الخارجية داخل سوريا، ويمثل بارقة أمل للاقتصاد الوطني بعد سنوات من الحصار والانكماش.
وبين الطموح والتحدي، تفتح منصة هدهد الباب أمام المنتجين السوريين لعرض منتجاتهم للعالم، وتُعيد للمنتج السوري مكانته المستحقة على الخارطة العالمية، ليكون عامًا رقميًا بامتياز في مسيرة النهوض الاقتصادي.