سبب وفاة فاطمة حنينو المحامية اللبنانية.. تفاصيل الرحيل الذي أوجع قلوب المحامين في بيروت
خيم الحزن والأسى على الأوساط القانونية والاجتماعية في لبنان، بعد إعلان وفاة المحامية اللبنانية فاطمة محمد حنينو، والتي فارقت الحياة عن عمرٍ لم يتجاوز الأربعين، بعد صراع مرير وطويل مع المرض الخبيث، الذي واجهته بشجاعة وصبر لسنوات.
فاطمة لم تكن مجرد محامية تمارس المهنة، بل كانت صوتًا للحق والعدالة، وشخصية محبوبة بين زملائها في نقابة المحامين في بيروت، حتى باتت وفاتها بمثابة صدمة قاسية في الوسط القانوني اللبناني، وحرّكت مشاعر الحزن والتضامن في شتى أنحاء البلاد.
وداع مؤلم.. المحامية فاطمة حنينو إلى رحمة الله
أعلنت عائلة حنينو يوم الأحد خبر وفاة ابنتهم فاطمة، بعد أن خارت قواها إثر معاناة طويلة مع مرض السرطان. وقد تم تشييع جثمانها الطاهر في مدينة طرابلس شمال لبنان، وسط حشود من الأهل والأصدقاء وزملاء المهنة الذين حضروا لتوديعها إلى مثواها الأخير.
الجنازة كانت مفعمة بالمشاعر الجيّاشة، حيث رُفعت صورها، ودوّت الدعوات لها بالرحمة والمغفرة، فيما وقف زملاؤها المحامون حدادًا على روحها الطاهرة، مستذكرين أخلاقها، التزامها، وإنسانيتها التي ميّزتها داخل أروقة المحاكم وخارجها.
سبب وفاة فاطمة حنينو: السرطان أنهك الجسد ولم يكسر الإرادة
بحسب مصادر مقربة من عائلتها، فإن المحامية فاطمة حنينو توفيت متأثرة بإصابتها بمرض السرطان، الذي قاومته على مدار سنوات بصبر وهدوء بعيدًا عن الأضواء، حيث كانت تواصل عملها المهني والاجتماعي رغم الألم، ولم تكن تحبذ الحديث عن معاناتها.
وذكرت مصادر داخل المنتدى القانوني اللبناني، أن فاطمة كانت نموذجًا نادرًا للمحامية الشابة المكافحة، التي واجهت قسوة المرض بابتسامة دافئة، وواصلت رسالتها المهنية رغم التحديات الصحية الجسيمة، حتى أصبح صمتها في النهاية أبلغ من أي كلمة.
فاطمة حنينو.. سيرة محامية حملت قضايا الناس بضمير مهني
عرفت الراحلة فاطمة حنينو بنشاطها اللافت في المحاكم، وبمواقفها المدافعة عن القضايا الإنسانية والاجتماعية، فكانت:
- ناشطة في قضايا حقوق المرأة
- حاضرة في ملفّات العدالة الاجتماعية
- مدافعة عن الأطفال في حالات العنف الأسري
- ومشاركة فعالة في المؤتمرات القانونية داخل وخارج لبنان
كما ساهمت في مبادرات توعية قانونية للشباب اللبناني، وكانت تؤمن بأن القانون يجب أن يكون أداة للعدالة لا فقط للنصوص، وقد جسّدت هذا الإيمان في ممارستها اليومية لمهنتها.
الحزن يخيّم على بيروت والوسط القانوني
نعى المنتدى القانوني اللبناني وعدد من المحامين والجهات القانونية المحامية فاطمة حنينو بكلمات مؤثرة، حيث وصفها أحد زملائها بأنها “محامية حملت أوجاع الناس على أكتافها، وعندما اشتدّ المرض بها لم تُظهر ضعفًا، بل زادت صلابةً وصبرًا”.
كما عبّر محامون على منصات التواصل عن ألمهم الكبير بفقدانها، حيث انتشر خبر وفاتها بسرعة، مصحوبًا بصور لها من داخل قاعة المحكمة، ورسائل الوداع التي حملت كثيرًا من مشاعر الوفاء والتقدير.
العزاء في بلدة عين قانا وطرابلس
أقيمت مراسم العزاء في بلدة عين قانا الجنوبية، مسقط رأس عائلة الفقيدة، حيث احتشدت العائلات والأهالي لمواساة ذويها، في وقتٍ عمّ فيه الحزن المدينة الشمالية طرابلس، التي احتضنت الراحلة في آخر سنوات حياتها.
ووجهت عائلة حنينو شكرها وامتنانها لكل من شاركهم الحزن، وواساهم في هذا المصاب الجلل، داعين الله أن يتغمد فقيدتهم بواسع رحمته، وأن يجزيها عن صبرها ومثابرتها خير الجزاء.
خاتمة: فاطمة حنينو.. رحيل مبكر لقامة إنسانية وقانونية واعدة
برحيل فاطمة محمد حنينو، يخسر لبنان محامية مخلصة، وإنسانة استثنائية، كانت تمثل الوجه المشرق لمهنة المحاماة، بقيمها وأخلاقها وإنسانيتها.
قد يكون السرطان قد انتصر على جسدها، لكنه لم ينل من إرثها النقي، ولا من احترام الجميع لها. ستبقى فاطمة في ذاكرة من عرفها، وتبقى سيرتها مصدر إلهام للمحاميات الشابات وكل من اختار أن يخدم العدالة بروح الإنسان أولًا.