من هو إبراهيم الدرسي وحقيقة فيديو تعذيب النائب الليبي – القصة الكاملة التي شغلت الرأي العام في ليبيا

في تطور لافت هزّ الشارع الليبي وأثار صدمة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، تداولت منصات إعلامية محلية ودولية صورًا ومقطع فيديو قيل إنه يظهر النائب الليبي المختفي “إبراهيم الدرسي”، وهو في حالة مهينة داخل أحد مراكز الاحتجاز. الفيديو يظهر النائب مقيّدًا بسلاسل حديدية وعارٍ من ملابسه تقريبًا، يناشد الإفراج عنه، مؤكدًا ولاءه للقيادة العسكرية شرق البلاد.

ويأتي ذلك بعد اختفاء دام قرابة عام منذ مشاركته في عرض عسكري بمدينة بنغازي، ما أثار موجة من الاستنكار الرسمي والشعبي، ومطالبات محلية ودولية بالكشف عن الحقيقة.

حقيقة الفيديو المسرب للنائب إبراهيم الدرسي

ظهر في المقطع المصوّر الذي بثته قناة “ليبيا الأحرار” النائب الدرسي في غرفة ضيقة مظلمة، يبدو عليه الإعياء الجسدي والنفسي، مقيّدًا بسلاسل حول رقبته ويديه، يناشد القيادة العسكرية الإفراج عنه. ورغم أن الفيديو لم يُحدَّد تاريخه بدقة، إلا أنه تزامن مع الذكرى السنوية لاختفائه في مايو 2024.

مصدر الصور والفيديو يعود إلى موقع “أفريك آسيا” الفرنسي، الذي نشر التحقيق الصحافي بالتعاون مع الصحفي البريطاني إيان بيلهام تيرنر، مما أعطى المادة طابعًا دوليًا ودفع وسائل إعلام عالمية للتفاعل معها.

موقف حكومة الوحدة الوطنية

في بيان رسمي صدر عن حكومة الوحدة الوطنية، أدانت فيه بشدة هذه “الصور الصادمة”، واعتبرتها جريمة تستدعي فتح “تحقيق دولي عاجل”. الحكومة وجّهت الاتهام ضمنيًا إلى رئيس البرلمان عقيلة صالح، معتبرة أن صمته إزاء ما جرى يعد تخليًا غير مبرر عن حماية أعضاء البرلمان.

وأكد البيان أن استمرار حالات الإخفاء القسري والتعدي على الحصانة البرلمانية يهدد العملية السياسية ويعزز ثقافة الإفلات من العقاب.

مجلس النواب واتهامات الفبركة

ردًا على الفيديو، أعلنت رئاسة مجلس النواب عن تحويل جلسة البرلمان إلى جلسة مغلقة بعد بث المشاهد عبر وسائل الإعلام. من جانبها، قالت وزارة الداخلية التابعة للحكومة الموازية إن النائب مختطف من قبل جهة إجرامية مجهولة، واتهمت المجموعة التي سربت الفيديو بأنها تسعى لتشويه سمعة القوات المسلحة.

بينما نقلت قناة “المسار” المؤيدة لحفتر عن مصادر قولها إن المقطع مفبرك باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، في محاولة للتقليل من فاعليته الإعلامية.

ردود أفعال دولية

الأمم المتحدة أعربت في وقت سابق عن قلقها من اختفاء النائب إبراهيم الدرسي، وطالبت بتحديد مكانه وتأمين إطلاق سراحه، وإجراء تحقيق شامل في ملابسات الحادث. الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بدوره، أعاد طرح قضية الدرسي في تقريره الدوري أمام مجلس الأمن، مؤكدًا أن مصيره لا يزال مجهولًا.

من هو إبراهيم الدرسي؟

ينتمي النائب إبراهيم الدرسي إلى قبيلة “الدرسة” في مدينة بنغازي، وُلد عام 1988، وبرز اسمه بعد فوزه بعضوية مجلس النواب الليبي عام 2014. يُعرف بمواقفه الداعمة للقيادة العسكرية بقيادة المشير خليفة حفتر، ويُعدّ من النواب البارزين داخل البرلمان.

اختفى الدرسي في 16 مايو 2024، بعد مشاركته في الاستعراض العسكري لعملية الكرامة، ومنذ ذلك الحين لم يصدر عنه أي بيان أو ظهور إعلامي إلى أن ظهرت هذه المشاهد التي يُعتقد أنها التُقطت خلال احتجازه.

الخلفيات السياسية والدلالات

حادثة اختفاء وتعذيب النائب إبراهيم الدرسي تسلط الضوء مجددًا على ملف الإخفاء القسري والانتهاكات الحقوقية في ليبيا، في ظل انقسام سياسي حاد بين حكومتين متنافستين ومشهد أمني غير مستقر. كما تثير الحادثة مخاوف بشأن سلامة نواب البرلمان المعارضين أو حتى الداعمين للسلطة، ما يجعل المشاركة السياسية محفوفة بالمخاطر.

هل يمكن أن تكون الحادثة مفبركة؟

رغم ما أثارته بعض وسائل الإعلام المقربة من حكومة الشرق عن فبركة الفيديو، إلا أن تواتر المصادر وتوقيت التسريبات يعزز احتمال صحته، لا سيما أن الصور أظهرت معاناة جسدية وانفعالات يصعب اصطناعها باستخدام الذكاء الاصطناعي فقط، ما يترك الباب مفتوحًا أمام الحاجة لتحقيق شفاف من جهة محايدة.

خاتمة

حادثة النائب إبراهيم الدرسي تطرح تساؤلات صعبة حول مستقبل العدالة والحصانة السياسية في ليبيا. ومع غياب الشفافية الرسمية، تزداد الدعوات لفتح تحقيق دولي مستقل، وسط ضغوط دولية متزايدة على الفرقاء السياسيين لاحترام حقوق الإنسان وإنهاء ملف الإخفاء القسري الذي يُعكّر طريق التسوية السياسية في ليبيا.

المقال الآن متكامل، ويغطي كافة الجوانب المتعلقة بالحادثة، ويهدف للظهور في نتائج البحث الأولى عند البحث عن “من هو إبراهيم الدرسي” أو “فيديو تعذيب النائب الليبي إبراهيم الدرسي”.

روزينا محمد

محررة ثقافية تتمتع بمعرفة واسعة بالفنون والثقافة، لديها شغف بالمسرح والموسيقى والأدب والفنون البصرية، قادرة على كتابة مراجعات ونقد فني دقيق وهادف، لديها خبرة في تحرير محتوى ثقافي متنوع، يتابع أحدث المعارض والمهرجانات الفنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع موجز الأنباء

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع موجز الأنباء.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !