تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة 2025: أسماء الوزراء والتحديات المقبلة
أعلنت الرئاسة اللبنانية اليوم السبت عن تشكيل حكومة جديدة برئاسة نواف سلام، تضم 24 وزيرًا، بعد أسابيع من المشاورات المكثفة على وقع تغييرات في موازين القوى السياسية. وتأتي هذه الحكومة في وقت دقيق يمر به لبنان، حيث يعاني من أزمات اقتصادية وسياسية عميقة تتطلب إصلاحات جذرية لإعادة الثقة بين الدولة والمواطن.
إعلان تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة
أكد بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية أن الرئيس جوزيف عون وقّع مرسوم قبول استقالة حكومة نجيب ميقاتي، كما وقع مع الرئيس المكلف نواف سلام مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة. وأعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء عن أسماء الوزراء الذين سيتولون الحقائب الوزارية في الحكومة الجديدة، والتي خلت من الوزراء الحزبيين، في خطوة تهدف إلى تعزيز الكفاءة والاستقلالية في العمل الحكومي.
أسماء الوزراء في الحكومة اللبنانية الجديدة
وفقًا للبيان الرسمي، جاءت تشكيلة الحكومة اللبنانية الجديدة على النحو التالي:
- رئيس مجلس الوزراء: نواف سلام
- وزير المالية: ياسين جابر
- وزير الخارجية والمغتربين: يوسف رجي
- وزير الداخلية والبلديات: أحمد الحجار
- وزير الدفاع: ميشال منسى
- وزير العدل: كريم ضاهر
- وزير التربية والتعليم العالي: زياد بارود
- وزير الصحة العامة: وليد خوري
- وزير الاقتصاد والتجارة: جاد غصن
- وزير الطاقة والمياه: جوزيف صقر
- وزير الاتصالات: إيلي الفرزلي
- وزير الأشغال العامة والنقل: شادي مسعد
- وزير الصناعة: سامر عكاري
- وزير الزراعة: نديم بشير
- وزير العمل: مارون شمعون
- وزير السياحة: إبراهيم شمس الدين
- وزير البيئة: حسن درغام
- وزير الشؤون الاجتماعية: ريما فرنجية
- وزير الإعلام: فيكتور حداد
- وزير المهجرين: رائد مجذوب
- وزير الثقافة: ميشال الحاج
- وزير الرياضة والشباب: فادي بو مرعي
- وزير التخطيط والتطوير الإداري: جهاد أبو شقرا
تعهدات نواف سلام بعد تولي رئاسة الحكومة
في أول تصريح له بعد إعلان تشكيل الحكومة، شدد نواف سلام على أهمية الإصلاحات قائلاً:
“الإصلاح هو الطريق الوحيد للإنقاذ، وستعمل الحكومة على إعادة بناء الثقة بين المواطن والدولة، من خلال العمل الجاد على تنفيذ الإصلاحات المالية والاقتصادية، بالإضافة إلى الالتزام باتفاق الطائف كنقطة ارتكاز لإعادة هيكلة النظام السياسي في لبنان.”
كما أشار إلى أن حكومته ستسعى إلى التجانس بين أعضائها لتجنب التعطيل السياسي الذي عانى منه لبنان في الحكومات السابقة، مؤكدًا أن الأولوية ستكون لتحسين الوضع الاقتصادي، وإيجاد حلول مستدامة لأزمة الكهرباء، ومعالجة ملف الفساد الإداري.
موقف رئيس الجمهورية جوزيف عون من تشكيل الحكومة
رحب الرئيس جوزيف عون بتشكيل الحكومة، وأشاد بجهود رئيس الوزراء المكلف في التوصل إلى تشكيلة حكومية متجانسة، تضم وزراء يتمتعون بالكفاءة والخبرة. وأكد أن التشكيلة الوزارية الجديدة تعتمد على مبدأ عدم إشراك الوزراء الحزبيين، ما يعكس توجهًا جديدًا في العمل الحكومي يهدف إلى تحقيق الاستقلالية والإصلاح بعيدًا عن التجاذبات السياسية.
وقال عون في بيان رسمي:
“الحكومة الجديدة تمثل خطوة مهمة نحو الاستقرار، وستكون في خدمة جميع اللبنانيين دون تمييز، حيث أن أعضاءها سيعملون فقط لمصلحة لبنان بعيدًا عن أي انتماءات حزبية.”
ردود الفعل الدولية حول تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة
لقي تشكيل الحكومة الجديدة ترحيبًا دوليًا، حيث أشادت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس بلاسخارت، بهذه الخطوة ووصفتها بأنها تمثل “فصلًا جديدًا ومشرقًا للبنان.”
وقالت بلاسخارت عبر منصة إكس (تويتر سابقًا):
“إن تشكيل الحكومة اليوم يمهد لفصل جديد ومشرق للبنان. تتطلع الأمم المتحدة إلى العمل مع الحكومة اللبنانية في جهودها الرامية إلى تعزيز الإصلاحات الأساسية وتوطيد الأمن والاستقرار من خلال التنفيذ الكامل للقرار 1701.”
كما أعربت الدول الأوروبية عن دعمها للحكومة الجديدة، داعية إلى تسريع وتيرة الإصلاحات المالية لمواجهة التحديات الاقتصادية التي يعاني منها لبنان.
التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة
لا شك أن الحكومة اللبنانية الجديدة ستواجه سلسلة من التحديات الكبرى، أبرزها:
- إصلاحات اقتصادية ومالية: يتعين على الحكومة العمل سريعًا لإعادة هيكلة الاقتصاد ومعالجة الأزمة المالية التي تعصف بالبلاد.
- أزمة الكهرباء والطاقة: تعد أزمة الكهرباء واحدة من المشكلات الأساسية التي تتطلب حلولًا جذرية لضمان توفير الطاقة بشكل مستدام.
- مكافحة الفساد: تحتاج الحكومة إلى آليات واضحة وشفافة لمحاربة الفساد الإداري الذي يعد من الأسباب الرئيسية للأزمة الاقتصادية.
- إعادة بناء الثقة الدولية: يتطلب الأمر تقديم خطط إصلاحية مقنعة للمجتمع الدولي لضمان استعادة الثقة وجذب الاستثمارات.
- تنفيذ اتفاق الطائف: ضرورة الالتزام بتنفيذ اتفاق الطائف والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية.
ختامًا:
يمثل تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة نواف سلام خطوة مهمة في مسيرة لبنان نحو الإصلاح والاستقرار، خصوصًا في ظل التحديات السياسية والاقتصادية الراهنة. وبينما ينتظر اللبنانيون حلولًا ملموسة لمشاكلهم اليومية، تبقى قدرة الحكومة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة هي التحدي الأكبر أمامها. ويبقى السؤال: هل ستنجح هذه الحكومة في إعادة بناء لبنان من جديد، أم أنها ستواجه نفس العقبات التي واجهتها الحكومات السابقة؟ الأيام المقبلة ستكشف عن الإجابة.