أسماء الأسد تطلب الطلاق من زوجها بشار الأسد: تفاصيل القرار وأسباب التدهور الصحي والظروف الشخصية
أفادت وسائل إعلام تركية وعالمية في الآونة الأخيرة بتقدم أسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري السابق بشار الأسد، بطلب للطلاق في محكمة روسية، مع طلب إذن خاص لمغادرة موسكو. وقد أثار هذا الخبر العديد من التساؤلات حول سبب الطلاق وملابساته، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الوضع السياسي والصحي لعائلة الأسد.
تفاصيل طلب أسماء الأسد الطلاق
بحسب تقارير صحفية من صحيفة “HABERTURK” التركية، فإن السبب الرئيسي الذي دفع أسماء الأسد لاتخاذ هذه الخطوة هو تأثر حالتها الصحية بشكل كبير. فقد أُصيبت في السنوات الأخيرة بمرض سرطان الدم، وهو ما زاد من معاناتها الصحية وأدى إلى شعورها بعدم القدرة على الاستمرار في العيش في روسيا. وفقا للتقارير، فإن الأسد تتطلب رعاية طبية متخصصة لا يمكن توفيرها بالشكل الكافي في موسكو.
أسماء، التي كانت قد عاشت جزءاً كبيراً من حياتها في لندن قبل زواجها من بشار الأسد، ترغب في العودة إلى المملكة المتحدة التي تحمل جنسيتها البريطانية. ومع تطور حالتها الصحية، كانت قد طلبت بالفعل إذنًا خاصًا من السلطات الروسية لمغادرة موسكو والانتقال إلى بريطانيا لتلقي الرعاية الصحية اللازمة.
الدعم الكبير من والدتها سحر العطري كان له دور مهم في تسهيل هذه الخطوة. فقد عملت والدتها على التواصل مع مكاتب محاماة بريطانية لتسريع الإجراءات وتسهيل عودة أسماء إلى بريطانيا. وتُشير التقارير إلى أن والدتها قد أبدت دعمًا كبيرًا لهذه الخطوة، في الوقت الذي تسعى فيه أسماء الأسد للتركيز على صحتها واستقرارها الشخصي بعيدًا عن التعقيدات السياسية الحالية.
النظام الغذائي لأسماء الأسد
من بين الأشياء التي تم تسليط الضوء عليها في الآونة الأخيرة هو النظام الغذائي الخاص الذي تتبعه أسماء الأسد، حيث انتشرت تفاصيل يومها الغذائي على منصات التواصل الاجتماعي. وقد تكشف هذه التفاصيل عن اهتمام أسماء بصحتها الشخصية وحفاظها على لياقتها البدنية، رغم الأوقات العصيبة التي تمر بها. وفقًا لما تم نشره، يبدأ يوم أسماء بتناول رمانة كبيرة في الصباح، تليها وجبة “تشيز كيك” خالية من الزبدة، بالإضافة إلى المكسرات والفواكه مثل التوت والفراولة. وفي وجبة العشاء، تتناول سمك السالمون مع الأفوكادو والموز والمانغا، مما يعكس حرصها على تناول وجبات صحية ومتوازنة.
حياة أسماء الأسد قبل الزواج
أسماء الأخرس، وُلدت في لندن عام 1975 لأب طبيب قلب وأم دبلوماسية تعمل في السفارة السورية، وعاشت في بريطانيا منذ طفولتها. حصلت على شهادة في علوم الحاسوب من كلية الملك في لندن عام 1996، ثم عملت في القطاع المصرفي بالبنوك الاستثمارية الكبرى مثل دويتشه بنك وجي بي مورغان. كانت لغتها الأم هي الإنجليزية، لكن أسماء تتقن أيضًا العربية والفرنسية والإسبانية. تزوّجت بشار الأسد في عام 2000 في زواج جمع بين العائلات السنية والعلوية في سوريا، مما كان يُنظر إليه على أنه خطوة نحو تحقيق الإصلاح السياسي في البلاد.
بعد الزواج، تركت أسماء الأخرس الحياة المهنية وانتقلت للعيش في سوريا مع زوجها، حيث بدأت مشوارها كأول سيدة سورية. ومع مرور السنوات، أصبحت وجهًا معروفًا في الإعلام السوري والعربي، وظهرت في العديد من المناسبات الرسمية.
أسماء الأسد خلال الحرب السورية
على الرغم من كونها في البداية أحد الأوجه المشرقة للسلطة في سوريا، فإن أسماء الأسد أصبحت محط جدل كبير مع اندلاع الحرب الأهلية السورية في عام 2011. وخلال سنوات الحرب، تطور دورها ليصبح أكثر إشكالية، حيث اتهمت بتبني سياسات تضييق على المعارضة وعدم التعامل مع الأزمة السياسية بجدية. ورغم ذلك، كانت تروج لحملات تهدف إلى تقديم صورة مشرقة عن النظام الحاكم، حيث شاركت في بعض المبادرات الاجتماعية والإنسانية.
في عام 2018، أعلن عن إصابتها بسرطان الثدي، مما أثار تعاطفًا كبيرًا في الأوساط الإعلامية والجماهيرية، وقد أُعلن في عام 2019 أنها شُفيت تمامًا من المرض. ومع بداية عام 2024، أعلنت رئاسة الجمهورية إصابتها بمرض اللوكيميا (سرطان الدم) الذي كان قد تطور إلى مرحلة متقدمة، مما استدعى خضوعها للعلاج في فترة عزل لفترة طويلة.
الطلاق وتأثيره على الوضع السياسي
إن طلب أسماء الأسد الطلاق من بشار الأسد يأتي في وقت حساس جدًا، خاصة بعد سنوات من الحرب والصراعات الداخلية التي أثرت على صورة النظام السوري وأدى إلى انهيار جزء كبير من الهيكل السياسي. فهذه الخطوة تعكس ربما بداية تحول في العلاقة بينهما، خاصة مع تدهور صحة أسماء ورغبتها في العودة إلى حياتها السابقة في لندن بعيدًا عن السياسة. إلا أن هذا الأمر يثير الكثير من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء الطلاق، وهل هو نتيجة لظروف شخصية أم أن له بعدًا سياسيًا في ظل الوضع السوري الحالي.
الخاتمة:
أسماء الأسد، التي كانت في الماضي تجسد صورة السيدة الأولى في سوريا، أصبحت الآن تمثل شخصًا مكسورًا في ظل وضع سياسي متأزم. ورغم مرضها ومعاناتها الصحية، فإن قرارها بالعودة إلى لندن وطلب الطلاق قد يكون خطوة نحو بناء حياة جديدة بعيدًا عن قيود السياسة. وهذا يفتح الباب أمام العديد من التساؤلات حول مستقبلها الشخصي والمهني.