عيد صوم الإيزيدية بالعراق: احتفال روحي واعتراف رسمي في 2024
عيد صوم الإيزيدية في العراق هو من المناسبات الدينية المهمة لطائفة الإيزيديين، وهي طائفة تتمتع بتاريخ طويل وتراث غني في العراق والمنطقة. يُعتبر هذا العيد من أبرز التقاليد الدينية التي تمارسها الطائفة، حيث يجمع بين الروحانيات والاحتفالات الاجتماعية، وله طابع خاص يميزه عن بقية الأعياد.
ما هو عيد صوم الإيزيدية؟
عيد صوم الإيزيدية هو مناسبة دينية يحتفل بها الإيزيديون بعد انتهاء صيام خاص يدعى “صوم إيزي”. يبدأ الصوم يوم الثلاثاء ويستمر لثلاثة أيام متتالية، حيث يلتزم الصائمون بالامتناع عن الطعام والشراب من طلوع الشمس حتى غروبها. يأتي العيد في اليوم الرابع، وهو يوم الجمعة الأولى من شهر كانون الأول الشرقي، الذي يوافق 20 ديسمبر لعام 2024 في التقويم الميلادي.
رمزية صوم إيزي في الديانة الإيزيدية
- التسمية والمعنى: صوم إيزي يُنسب إلى أحد الآلهة في المعتقد الإيزيدي، ويحمل رمزية تطهير النفس والتقرب إلى الله.
- مدة الصوم: يستمر لثلاثة أيام متتالية، تتخللها صلاة وتعبد وتأمل روحي.
- الامتناع: يمتنع الصائمون عن الطعام والشراب خلال النهار، مع التركيز على الأعمال الروحية والتقوى.
قرار الحكومة العراقية بجعل عيد صوم الإيزيدية عطلة رسمية
في خطوة لتعزيز التعايش السلمي والاعتراف بالتعددية الدينية في العراق، أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن عيد صوم الإيزيدية سيكون عطلة رسمية للطائفة الإيزيدية. يُعد هذا القرار لفتة إيجابية تجاه الطائفة التي عانت كثيرًا على مر السنوات، ويؤكد التزام الحكومة بدعم حقوق الأقليات الدينية.
طقوس الاحتفال بعيد صوم الإيزيدية
عيد صوم الإيزيدية يحمل طابعًا روحانيًا واجتماعيًا، حيث تتنوع الطقوس بين العبادة والاحتفالات الاجتماعية:
- زيارة المقابر: في الليلة التي تسبق العيد، يزور الإيزيديون مقابر أحبائهم، ويقومون بتوزيع الطعام والحلوى كصدقة على أرواحهم.
- الصلوات والتضرعات: يشهد اليوم صلاة جماعية في الأماكن المقدسة للطائفة، حيث يتضرع الناس إلى الله لتحقيق الأمن والسلام.
- توزيع الحلوى: تعد مشاركة الحلوى والطعام مع الأهل والجيران من أبرز مظاهر الاحتفال، وهي تعبير عن المحبة والتآخي.
- الأزياء التقليدية: يرتدي المحتفلون ملابسهم التقليدية الزاهية، ويجتمعون في أجواء مفعمة بالفرح والروحانية.
أهمية العيد في حياة الإيزيديين
عيد صوم الإيزيدية ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو فرصة للتواصل مع القيم الروحية وتجديد العلاقات الاجتماعية. يعكس هذا العيد تمسك الإيزيديين بتقاليدهم وهويتهم، ويؤكد على قيم التسامح والتعايش السلمي مع بقية مكونات المجتمع العراقي.
صوم الإيزيدية: أعياد تسبقه
إلى جانب صوم إيزي، يحتفل الإيزيديون بأصوام أخرى تسبق هذا العيد:
- صوم شيشمس: يتم صيامه ثلاثة أيام في الأسبوع الأول من الشهر.
- صوم خودان: يُصام في الأسبوع الثاني، وهو تعبير عن التقدير للآلهة والارتباط الروحي.
مكانة الإيزيديين في العراق
الإيزيديون هم مكون أصيل من مكونات المجتمع العراقي، وقد عاشوا في منطقة شمال العراق لقرون طويلة، حيث يمتلكون ثقافة وتراثًا غنيًا. ورغم التحديات الكبيرة التي واجهوها، مثل حملات الإبادة والتهجير، فإنهم يتمسكون بدينهم وهويتهم.
رسالة العيد للعالم
عيد صوم الإيزيدية هو تذكير بأهمية التعايش السلمي والاعتراف بالتنوع الديني والثقافي في المجتمعات. من خلال هذه المناسبة، يسعى الإيزيديون لإظهار قيمهم ومعتقداتهم للعالم، مؤكدين على أن الدين يمكن أن يكون جسرًا للتواصل وليس للفرقة.
ختامًا
عيد صوم الإيزيدية في العراق ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو احتفال بالهوية والتاريخ والتقاليد. يعكس هذا العيد روح التسامح والفرح الذي يسعى الإيزيديون لنشره بين أفراد مجتمعهم وبقية المكونات العراقية. ومع الاعتراف الرسمي بهذا اليوم كعطلة للطائفة، تتجدد آمال الإيزيديين في تعزيز مكانتهم ومشاركتهم الفاعلة في بناء عراق موحد ومزدهر.