من هو خالد نبهان صاحب عبارة “روح الروح” الذي استشهد في مخيم النصيرات؟

في أحداث مأساوية تكشف عن عمق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، استشهد الشيخ الفلسطيني خالد نبهان، الذي أصبح رمزًا للوجع والحنان، بعد أن تعاطف معه العالم بأسره بسبب لحظته المأساوية في وداع حفيدته. كان نبهان قد اشتهر في نوفمبر 2023 بعبارته الشهيرة “روح الروح” التي قالها أثناء وداعه لحفيدته الصغيرة ريم، بعد أن استشهدت جراء القصف الإسرائيلي على غزة. ولكن الآن، وبعد عدة أشهر، استشهد نبهان نفسه في قصف مدفعي إسرائيلي في مخيم النصيرات جنوب قطاع غزة. في هذا المقال، نكشف عن حياة هذا الرجل البسيط، الذي غدى أيقونة من الصبر والمقاومة في ظل الظروف الصعبة التي عاشها.

حياة خالد نبهان

النشأة والبداية: خالد نبهان، الذي عُرف بلقب “أبو ضياء”، وُلد في فلسطين وكان يعيش في غزة. لم يكن نبهان معروفًا على الصعيد السياسي أو الإعلامي، بل كان رجلًا بسيطًا، عاديًا في نظر الكثيرين. وُصف خالد نبهان بالكثير من الصفات الطيبة، مثل الصبر والإيمان العميق، ولكن عندما حدثت الكارثة التي أثرت فيه وفي عائلته، أصبح اسمه رمزًا في وسائل الإعلام العالمية.

التحديات والمأساة الشخصية: كان نبهان يعاني مثل الملايين من الفلسطينيين في غزة من القصف المستمر والحصار، لكنه أظهر صمودًا لا مثيل له. الحزن الأكبر في حياته كان فقدانه لحفيدته ريم في عام 2023، حينما قصف الاحتلال الإسرائيلي منزله، وقتلت ريم التي كانت لا تتجاوز الثالثة من عمرها. هذا الحدث كان له تأثير عميق على نبهان، الذي تحدث عنها بكل حزن وألم. ولكن، على الرغم من تلك المأساة، كان نبهان على يقين بأن هذا ليس سوى جزء من معركة أكبر للشعب الفلسطيني. في تلك اللحظة الصعبة، وجد نبهان القوة ليتوجه بالكلمات لأحفاده الراحلين قائلاً: “روح الروح”، وهي عبارة تحولت إلى رمز عالمي للوجع الفلسطيني.

الشيخ خالد نبهان

“روح الروح” — عبارة تحولت إلى رمز

إن لحظة وداع خالد نبهان لحفيدته ريم أثرت في قلوب الملايين حول العالم. وفي الفيديو الذي انتشر بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي، كان نبهان يقف متماسكًا وهو يحمل جثمان حفيدته في يديه، ويخاطبها كما لو أنها حية، قائلاً “روح الروح” بألم وحب. وفي تلك اللحظة، تمنى نبهان لها السلام وراحتها الأبدية، ولكن عبارته أيضًا تمثل المعاناة المستمرة التي يعانيها الشعب الفلسطيني.

لقد أصبحت عبارة “روح الروح” رمزًا للألم والصمود الذي لا يمكن تجاهله، وانتشرت في وسائل الإعلام المختلفة. علاوة على ذلك، كانت عبارة نبهان بمثابة تعبير عن الأمل في ظل المعاناة والدمار، كما أنها عبرت عن الإرادة في المواصلة رغم فقدان الأحباء.

الحياة بعد المأساة

التواصل والمواساة: بعد مقتل حفيدته، أصبح نبهان وجهًا مألوفًا في مستشفيات غزة ومراكز الإيواء. لم يتوقف عن تقديم الدعم والمواساة للجرحى وأسر الضحايا. كان نبهان حريصًا على التواجد في الساحة الفلسطينية في كل المواقف الصعبة، حيث كان يتحدث مع أفراد الشعب ويشاركهم آلامهم وأحزانهم. وكان على يقين بأن فقدان الأحباء هو جزء من المعركة المستمرة.

الاحتفاظ برسالة الصمود

كان نبهان يعلم جيدًا أن المأساة التي مر بها لا تتعلق به فقط، بل هي جزء من معاناة الشعب الفلسطيني بشكل عام. على الرغم من فقدانه لحفيدتيه، كان دائمًا يؤكد على أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم أبدًا، بل سيستمر في مقاومة الظلم والعدوان.

كما عمل نبهان على نشر رسالة الصمود في جميع الأوقات، فبعد فقدانه لحفيدته ريم، نشر صورة له عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهو يرفع علامة النصر ويقول: “نحن على العهد باقون يا بلادي”. هذه الصورة كانت بمثابة رسالة قوية للجميع بأن الأمل في المستقبل لا يزال موجودًا، وأن الشعب الفلسطيني سيبقى ثابتًا في مقاومته.

استشهاد خاد نبهان

قبل أيام من استشهاده، نشر نبهان أيضًا عبر منصات التواصل الاجتماعي منشورًا مختصرًا يرفع فيه علامة النصر، مرفقًا إياها بعبارة “روح الروح”، تذكيرًا لجمهوره بكل ما مر به وما مر به من فقدان. لم يكن يعلم في تلك اللحظة أنه سيصبح ضحية جديدة للاحتلال الإسرائيلي، إذ استشهد في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف مخيم النصيرات في قطاع غزة.

الرحيل والذكرى الحية:

يعتبر استشهاد نبهان خسارة كبيرة للمنطقة، إذ أن هذا الرجل الذي أصبح رمزًا للصبر والمقاومة، سيظل في ذاكرة الشعب الفلسطيني. بالرغم من غيابه الجسدي، فإن روح نبهان ستظل حية في قلوب الفلسطينيين وكل من ساندهم في قضيتهم.

حيث ستظل عبارة “روح الروح” تردد في الأذهان، كدليل على أن الفلسطينيين سيظلون صامدين في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وأن عزيمتهم لن تنكسر، حتى وإن مروا بأصعب المواقف وأكثرها حزنًا.

خاتمة:

يبقى خالد نبهان، الذي كان ينتمي إلى جيلٍ عاصر مرارة الاحتلال، أحد الأبطال المجهولين الذين تركوا أثراً عظيماً في النضال الفلسطيني. وفقدان خالد نبهان لن يكون مجرد خسارة شخصية لأسرته، بل هو خسارة للأمة الفلسطينية التي فقدت أحد أبطالها المخلصين. ومع ذلك، سيستمر إلهام نبهان عبر رسالته الإنسانية في الصمود والمقاومة، وستظل عبارة “روح الروح” خالدة في وجدان الشعب الفلسطيني وكل محبي السلام والعدالة في العالم.

روزينا محمد

محررة ثقافية تتمتع بمعرفة واسعة بالفنون والثقافة، لديها شغف بالمسرح والموسيقى والأدب والفنون البصرية، قادرة على كتابة مراجعات ونقد فني دقيق وهادف، لديها خبرة في تحرير محتوى ثقافي متنوع، يتابع أحدث المعارض والمهرجانات الفنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي متابع موجز الأنباء

نحن نقدر أن الإعلانات قد تكون مزعجه لك في بعض الاحيان، لكن الإعلانات هي مصدر دخلنا الوحيد، مّا يُمكّننا من الاستمرار في تقديم محتوى إخباري موثوق ومجاني لكافة متابعينا، نطلب منك إغلاق حاظر الإعلانات (Ad Blocker) أثناء تصفحك لموقع موجز الأنباء.

قم بإعاده تحميل الصفحه بعد اغلاق ad blocker !